شعر: إبراهيم محمد بوملحه

إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم

ت + ت - الحجم الطبيعي

صلّى الإلهُ على النبي محمدٍ

ما لاحَ برْقٌ أو ترنّم شادي

 

أو ما أضاءَ البدرُ في كبدِ السّما

أو ما حدا في الليلِ صوتُ الحادي

 

يا موئلَ الحبّ الذي لا ينتهي

يا أغلى من أمّي ومن أولادي

 

لو قلتُ فيك من المديحِ قصائداً

مثلَ الجبالِ لما بلغتُ مرادي

 

أو صغتُ من دررِ الكلامِ نفائساً

أبداً لما أطفتْ غليلَ فؤادي

 

حتى ولو سكبَ الوجودُ مدادَهُ

كلاّ لما وفّى بحقِّ الهادي

 

ولأنتَ نورٌ للحقيقةِ ساطعٌ

يجلي دياجي الشك ّوالإلحادِ

 

من لي بمثلِك يا رسولُ محجّةً

بيضاءَ تزهو كالصباحِ النّادي

 

يا سيّدي يا أيها الأملُ الذي

أسقى المحبةَ كلَّ ظامٍ صادي

 

جحدوكَ ما عرفوا حقوقكَ في الدّنى

تبّاً لهم مِن رائحٍ أو غادي

 

همْ قدْ أساءوا للبريّةِ كلّها

إذ قدْ أبانوا ظلمةَ الأحقادِ

 

لو كانوا قد عرفوا مقامَك لانتهوا

عمّا بهمْ من فتنةٍ وفسادِ

 

أنتَ الذي صاغ الحياةَ مناقباً

تزهو بحسنِ مكارمٍ وتِلادِ

 

حبّي رسولُ الله قد بلغَ المدى

قد شبّ عن طوقِ المحبِّ العادي

 

مَنْ مِثْلُ حبّكَ للعبادِ سجيةٌ

مطبوعةٌ في قلبكَ الوقّادِ

 

قد شفّ قلبي وجدُ حبّ محمدٍ

حتى تغلغلَ داخلَ الأكبادِ

 

وأبيتَ مضنى الطرفِ في غسقِ الدّجى

روحي تهيمُ بسيّدِ الأسيادِ

 

لمّا أتيتَ إلى الحياةِ تزيّنتْ

جنباتُها بالفضلِ والأمجادِ

 

وانشقّ بدرُ التمّ في ريعانِهِ

آياً لكلِّ معاندٍ ومُعادي

 

ولقد جرى مِن بطنِ كفّكِ سائلٌ

عذبٌ كنبعٍ منْ معينِ الوادي

 

الله أكبرْ يا رسولُ كرامةً

لم تعطُ غيرُك يا حبيبَ فؤادي

 

يومٌ يحارُ المرءُ فيه من الضّنا

ويرى لفيحَ النارِ بالمرصادِ

 

فيلوذُ يطلبُ منهُ خيرَ شفاعةٍ

ينجو بها من سائرِ الأصفادِ

 

أنت الحبيبُ وأنت من أسرَى بهِ

سبحانَهُ من مكرمٍ وجوادي

 

ولقد عرجتَ إلى السماواتِ العلا

في يقظةٍ بالذاتِ دونَ رقادي

 

فقتَ الملائكَ إذ بلغت المنتهى

حتى بلغتَ منازلَ الأشهادِ

 

فتسمّرَ الروحُ الأمينُ مكانَهُ

وأشارَ جزْ يا خِيرةَ الروّادِ

 

أقبلْ فأنت بحضرِة المولى الذي

أولاك قرباً دونَ كلّ عبادِ

 

يا أيّها الموحَى إليهِ حفاوةٌ

من دونِ حجب فوق سبع شداد

 

ودخلتَ في النورِ المبينِ مكرّماً

يا خيرَ مَنْ جاء البريةَ هادي

 

ورأيتَ من غيبِ الأمورِ عجائباً

تَترى أمامكَ يا رقيقَ فؤادي

 

حتى رجعتَ إلى الملا في مكةٍ

تحكي لهم ما قد جرى بَسدادِ

 

وفراشْ نومكَ لم يزلْ في دفئهِ

حتّى كأنكَ لم تزلْ برقادي

 

قد كذّبوك فيالهمْ من خاسرينَ

عَمُوا وصمّوا عن هدىً ورشادي

 

هم صوّروا الشرَّ الدفينَ وغلّهمْ

هم أفسدوا في الأرض شرَ فسادِ

 

تاهوا حيارى في وحول تفاهةٍ

يا ويحهمْ من طغمةٍ وأعادي

 

لا تبتئسْ فجبينُ دينِك عالياً

لبناتُهُ تسمو على الأطوادي

 

في كلّ يومٍ رايةٌ مرفوعةٌ

تزهو باسمِك كالسّنا الوقّادي

 

في كل يومٍ ألسنٌ تشدو بهِ

يسري به ذكرُ النبيِ الهادي

 

وردَ اسمهُ بعدَ الإلهِ شهادةً

يشدو به فوق المنائرِ شادي

 

ويردّدُ الجمعُ الخلائقُ خلفهُ

منْ كلّ حيٍ كائنٍ وجمادي

 

أنت الذي جعلَ الحياةَ محبةً

من بهجةٍ غرّاءَ كالأعيادي

 

أنا هائمٌ أهوى النبيَّ محمداً

أحدوا به ركبَ المحبةِ حادِ

 

أشدوا به في كلّ وقتٍ دائماً

قد صارَ من ذكري ومن أورادي

 

أهوى ترابَ الأرض تحت نعالِهُ

أهواهُ أكثرَ من هوى الأولادي

 

روحي إليهِ هديةٌ من خادم

قد ذاق من فيضِ الغرامِ غواديٍ

Email