ديوان ماري أوليفر يفيض تفاؤلاً

■ «عبادة» يرسم لوحات من الطبيعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ديوان «عبادة» للشاعرة الأميركية الحائزة جائزة مان بوكر، ماري أوليفر، نتلمس تلك اللمسة الروحانية العذبة المعروفة بها. فالديوان يضم جميع قصائدها التي نظمتها منذ أكثر من خمسة عقود، في تغنيها بالطبيعة وتأملها في الحياة والمعاناة الإنسانية. ويعرف عن أوليفر أنها شاعرة الطبيعة، وكان ملهم قصائدها تلك المسافات الطويلة التي كانت تقطعها بين غابات بروفينس تاون، حيث عاشت لأكثر من نصف قرن، لكن في قصائدها نوازع وجودية غالباً ما تضفي عليها لمسات مبهجة.

يصل حجم الديوان إلى 400 صفحة، في خروج عما عهدناه من أوليفر التي كانت تتكشف موهبتها على دفعات عبر قصائد متفائلة كقصائد الشاعر وليم وودرسووث في وصف الحساسية الريفية وإيقاعها. وتنقل أوليفر بدورها بذكاء تلك الحركة في الحقول، وإن كانت تعمل على تجميدها أحياناً. في قصيدتها «الكلب هرب مجدداً» تصف أوليفر تياراً متدفقاً، فتكتب:

«لكن الأمطار كانت تتساقط طوال الليل، وقد ارتفع مستوى الخور الضيق، وأسرع الخطى في اضطراب مصفر، فوق الأحجار الطينية، آخذاً في التقدم، بموسيقى عذبة مجنونة، لذا لا أريد أن أخنقه، بصوتي، واستدعي، كلبي الصغير للإسراع في العودة».

وفي تناغم مع تدفق المياه في الخور تُبرز الشاعرة تياراً عاطفياً آخر، فتكتب: «انظروا إلى أشعة الشمس والظلال تلاحق بعضها، وأنصتوا للرياح وهي تحوم في دوامة وتقفز وتغطس صعوداً وهبوطاً، من أكون لأستدعي جسدها الصلب والسعيد، وأقدامها البيض الأربعة التي تعشق الدوران والدوس، بين الأوراق الداكنة، لتنصاع وتعود للسير بجانبي».

Email