تركز في معرض «علامات فارقة» على الأسلوب البصري للأحداث الواقعية

لوحات ثريا البقصمي رحلة زمنية لمراحل الحياة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تستمر فعاليات معرض «علامات فارقة: ثريا البقصمي» إلى 16 ديسمبر 2017، بمتحف الشارقة للفنون مشكلاً النسخة الثامنة من سلسلة علامات فارقة التي تهدف إلى تكريم أفضل الفنانين المؤثرين في المنطقة، وهو أول معرض استيعادي في الإمارات لأعمال الفنانة والكاتبة الكويتية المعروفة والحائزة الجوائز ثريا البقصمي، حيث يتضمن أكثر من 200 عمل فني وملصق ولوحة تعود بالتاريخ إلى ستينيات القرن الماضي، لتأخذ المشاهدين في رحلة زمنية خلال مراحل الحياة الحافلة التي شهدتها الفنانة المبدعة في المدن التي عاشت فيها مثل القاهرة وموسكو ودكار، كما تركز على أسلوبها البصري المذهل تجاه الأحداث الواقعية التي تركت أثرها في المنطقة مثل حرب الخليج.

مسيرة فنية

سبق لثريا أن أقامت 60 معرضاً فردياً لأعمالها حول العالم، وشاركت في أكثر من 250 معرضاً خلال مسيرتها الفنية. وقد حازت العديد من الجوائز لإبداعها في الرسم والتأليف. كما تعرض أعمالها ضمن المجموعات الموجودة في المتحف البريطاني، ويونسكو، ومتحف حقوق الإنسان في جنيف، والمتحف الوطني في الكويت، وغيرها من المراكز الفنية المرموقة حول العالم.

وتقام فعاليات المعرض مع حضور الفنانة الكويتية منيرة القديري، التي تتولى مهمة القيّم الضيف، ويجمع الحدث العديد من الأعمال الفنية من المجموعات العامة والخاصة التي تعرض في أرجاء المنطقة والعالم، كما أن العديد من هذه الأعمال الفنية تعرض للمرة الأولى أمام جمهور عام، وإلى جانب ذلك فإن عرض المجموعة يتزامن مع إطلاق كتاب جديد وتقديم فيلم وثائقي يحكيان عن المسيرة الفنية الطويلة والحافلة التي خاضتها ثريا البقصمي.

مطلع الثمانينات

وينقسم المعرض إلى عدة عناوين تشكل مراحل مختلفة من حياة الفنانة، فقسم «منازل الرمال» يضم اللوحات التي تم إنجازها من تاريخ 1964 –1982 وهي باكورة أعمال البقصمي، بدءاً من لوحة لصبي رسمتها في عمر الثالثة عشرة في الكويت، مروراً بأعمالها أثناء دراستها وسفرها بالقاهرة وموسكو ودكار، وصولاً إلى حين عودتها للكويت في مطلع الثمانينات، كانت هذه فترة تقدم وتجريب، سعت فيها الفنانة لإيجاد صوتها المتميز عبر تعلم تقنيات جديدة.

ويضم قسم آخر بعنوان «الشاهد» اللوحات من الفترة 1990 ــ 1992 وهي الفترة التي اجتاح فيها الجيش العراقي الكويت، وقد عاشت البقصمي طوال تلك الفترة في الكويت مع عائلتها، مختبرة صدمات الحرب بشكل كامل لأول مرة، وقامت برسم 85 عملاً فنياً لتصبح تعابير العنف والأسى واضحة في لوحاتها، وبدأت تستخدم الترميز بكثرة مخافة الملاحقة من القوات الغازية، حيث شحبت وجوه شخصياتها وأصبحت تشبه المومياوات كلها بلا شعر وبعيون فارغة مجوفة تعكس إحساس المرارة والفقدان.

قصص

«شعلة حمراء» وهي الفترة من 2000 إلى 2017 وفي هذه الفترة ومع تقدم الفنانة في العمر، بدأت باستعادة حيوية شبابها باستخدام اللون الأحمر الذي يطغى على لوحاتها الجديدة، وفي أواخر العقد الأول من الألفية الجديدة قامت الفنانة باستحضار عنصر يتكرر في أعمالها، وهو الحاجز الأحمر الذي يقسم اللوحة إلى جزأين ويصور الحاجز أسرار عوالم الشخصيات الباطنية ويمتلئ بالقصص المخبأة والذكريات المنسية.

شغف الحياة

«ملائكة الفيروز» 1993 ــ 1999: تشكل لوحات هذه الفترة بعد تحرير الكويت، حيث يعود الشغف بالحياة ليملأ روح الفنانة، ويبدو ذلك ظاهراً في الألوان الزاهية التي تستخدمها في تلك الفترة، تتباهى شخصيات أعمالها بسحنة ملائكية يبرزها لون جلدها الفيروزي، إذ تعود البقصمي إلى عوالمها الخيالية التي تحب، كما كرست الكثير من أعمالها في هذه الفترة أيضاً لقضايا أنثوية، واهتمت بحقوق المرأة ونشطت بالعمل السياسي لتحقيقها، وقد أدى إعجابها بالأساطير والأقاويل الشعبية في هذه المرحلة لظهور الترميز السحري في عملها من منطلق تشكيلي بحت.

Email