هبة الشريف.. طير مُحلِّق في فضاءات الكتب

هبة الشريف وعلاقة حب تجمعها بالكتاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أن يتملكك الشغف بالقراءة للحد الذي تجد نفسك فيه مُسخراً لخدمة الكتاب، ومجنداً لصالح تعزيز الثقافة، وإبقاء المجتمع على تواصل مع أبرز الفعاليات التي ترتقي بوعيه، فهذا ما يجعلك مختلفاً، ويصنفك كمبدع يمتلك حس مسؤولية عالياً.

وهذا باختصار الوصف الذي يليق بالشابة الأردنية هبة الشريف، التي أخذها شغفها نحو عوالم الثقافة، لتكون طيراً محلقاً في فضاءات الكتب، تقرأ وتلخص وتقدم تقارير خاصة عن كل كتاب تقرأه، وتصول وتجول في ميادين الثقافة المتنوعة، لتبقي الجمهور على اطلاع على آخر الفعاليات والمستجدات في هذه الساحة.

«البيان» التقت هبة الشريف، الشابة التي أطلقت مبادرة «مكتبتي» عبر صفحاتها الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، لتؤكد أنها لا تزال في البداية، وأن طموحات كبيرة تسعى لتحقيقها في مبادرتها هذه، مشيرةً إلى أن أهدافها تتفق مع رؤية الدولة التي تنادي بجعل القراءة عادة يومية في حياة الناس.

وعن مبادرة «مكتبتي»، قالت هبة: انطلقتُ بمبادرتي عبر مواقع التواصل، كونها الوسيلة التي تضمن لي التواصل مع أكبر شريحة من الجمهور، وقد بدأتْ كمبادرة للقراءة، ثم اتسع نطاقها لتصل إلى تغطية الأحداث الثقافية ولقاءات مع المؤلفين والشخصيات والمؤسسات الثقافية، وتسليط الضوء على المكتبات ودور النشر والمتاحف، وتوصيل آخر المعلومات والمستجدات في مجال التعليم في الدولة، وغيرها.

200 فعالية

وقد نجحت هبة الشريف في تغطية أكثر من 200 فعالية ثقافية، كما قدمت تقارير خاصة، تشمل قراءاتها لأبرز الكتب، كتابياً أو عن طريق مقاطع مصورة، وقالت: أعشق العمل الإعلامي، وأمتلك شغفاً كبيراً بالثقافة، وهو ما جعلني أمزج المجالين معاً لإشباع شغفي وإفادة المجتمع في ذات الوقت.

وتعد هبة الشريف قارئة نهمة، وعن ذلك قالت: أقرأ باستمرار، وفي عام 2015 قرأت 100 كتاب، وفي 2016 قرأت أكثر من 180 كتاباً، ولم أعد أستطيع إحصاء عدد الكتب التي أقرأها، بعد أن وصلت لمرحلة طغى فيها المضمون على الكم.

تطوير

ولدى هبة طموحات كبيرة، لن تتوانى عن تحقيقها، وعن ذلك قالت: أقوم في الوقت الحالي على تطوير موهبتي في الكتابة، لرغبتي في كتابة مقالات تعبِّر عن رؤاي وأفكاري الخاصة، وأرغب جدياً في إطلاق مجلة إلكترونية ثقافية، وأتمنى أن يكون لدي صالوني الثقافي الخاص يوماً ما.

وعبّرت هبة عن سعادتها الكبيرة من تفاعل الجمهور، لا سيما الفئة المهتمة بالثقافة، وقالت: لكل شخص رسالة، ورسالتي هي توصيل أكبر قدر من الفائدة للمجتمع، لا سيما أني أمتلك الأدوات المناسبة لتوصيل الرسالة من لغة جيدة، وشغف بقراءة الكتب، وإصرار على ملاحقة الأحداث الثقافية أينما كانت.

إحباطات ودعم

وأكدت هبة أنها واجهت صعوبات وإحباطات كثيرة، من قِبل المحيطين بها، وقالت: حاول البعض زعزعة ثقتي بأهمية المبادرة، وتهميش دور الثقافة من خلال محاولتهم إقناعي بأن إقبال الناس عليها ضعيف، في ظل انتشار وسائل التواصل التي امتلأت على آخرها بأخبار يعتبرها البعض أكثر تشويقاً ومتعة.

إلا أن إيماني بفكر ووعي المجتمع، يدفعني لإكمال مشواري، وتقديم أفضل ما لدي في سبيل تحقيق ذاتي وإشباع شغفي، وتقديم رسالتي على أكمل وجه.

وفي المقابل، لاقت هبة الدعم من بعض من آمن بفكرها، وسعى جاهداً للتعاون معها في توصيل رسالة مجتمعية مهمة، وهو ما عزز ثقتها بأهمية كل فرد ودوره الكبير في إثراء مجتمعه فكرياً وثقافياً.

Email