رواية تحتفي بالقوات المسلحة.. درع الإمارات وحصنها المنيع

أحمد الحميري: «4 سبتمبر» تحية إجلال لشهداء الوطن

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حين نعانق الوطن، تتلاشى رهبة البارود، ويبقى عطر الشهداء عالقاً على أكُفِّنا، نستنشقه رافعي الرؤوس، ومعه «تعظيم سلام» لأرواحهم الطاهرة التي ارتقت دفاعاً عن الحق والخير والسلام، وأبدانهم التي حملت شارة القوات المسلحة وعلم الإمارات على أزنادهم، وفي ردهات حب الوطن، صال الكاتب والشاعر أحمد الحميري وجال عبر روايته «4 سبتمبر»، مستحضراً حكاية فرسان وهبوا أنفسهم وضحوا بحياتهم من أجل مستقبلٍ أجمل، لتكمل أنوارهم المشوار رغم انطفاء بريق عيونهم.

«البيان» تواصلت مع أحمد الحميري، الذي احتفى بروايته «4 سبتمبر» بدروع الإمارات (شهداؤها)، وأبرز دور القوات المسلحة في الذود عن الوطن، مُقدماً تحية إكبار وإجلال للشهداء الأبرار.

ترسيخ البطولات

وعن عنوان الرواية قال الحميري: في 4 سبتمبر ارتقت أرواح كوكبة من أفراد القوات المسلحة في عملية غادرة نفذتها ميليشيات الحوثي في اليمن، إلى بارئها، ليرتبط هذا التاريخ بالوطن مثله مثل 2 ديسمبر. واختياري لشهداء الوطن كمحور لروايتي، هو بمثابة ترسيخ لأفعالهم البطولية ورغبة مني في المساهمة، ولو بالقليل، في تخليد ذكراهم العطرة، من خلال تسليط الضوء على رجولتهم وتضحياتهم في سبيل الوطن.

يروي الحميري قصة البطل «فارس»، الجندي الذي جعل من نفسه درعاً حامية لوطنه، وعن تفاصيل رحلة فارس وتدريباته ومهامه العسكرية، وكيف استطاع الإلمام بكل ما في الرواية من معلومات، قال: أحب الحياة العسكرية، وعندما سمعت نداء الوالد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بادرت بالالتحاق في أفواج المتطوعين لخدمة الوطن، وما ذكرته عن بطل الرواية «فارس» قريب جداً مما حصل معي أثناء انضمامي لخدمة الوطن التطوعية.

وكنت وقتها أصغر متطوع، إلى جانب استثماري للخيال المستقى من الواقع، والتحليلات التي أخذتني نحو أدق التفاصيل، إضافةً إلى معلومات حقيقية أعرفها أو عايشتها في حياتي، كل ذلك أثمر عن تجربة مشحونة بالعواطف والمشاعر والانفعالات، طوَّعتُها في خدمة الرسالة التي أردتُ توصيلها.

بين الأسلحة والدبابات والطائرات، ومهام نزع الألغام، وبين التحليق في السماء والغوص في البحر وغيرها، صال أحمد الحميري وَجال كضفدعٍ بشري، مُشاركاً «فارس» مهامه العسكرية، ومصطحباً قلوبنا معهما، وعن مصدر اكتسابه لهذه الخبرة العسكرية، ووصفه لتفاصيل الدورات التدريبية والمهام الحربية، قال: كانت القوات المسلحة ولا تزال، البيت الثاني لي بعد بيت العائلة الذي أعيش فيه.

وأفخر بأني كنت أحد منتسبي هذه المؤسسة الوطنية النبيلة، ولدي القدر الكافي من المعلومات التي ساعدتني في بناء أركان «4 سبتمبر»، وفي بداية كتابتي للرواية، قصدتُ بعض الشخصيات العسكرية وتحدثت معهم في هذا الشأن، ما ساعدني في بناء فكرة من نسج الخيال، ولكن بروح الواقع.

ومن خلال متابعتي الحثيثة للقوات المسلحة، استقيتُ تفاصيل الرواية، فقد شاركت قواتنا في محافل كثيرة خارج الوطن، واتجه جنودنا إلى المناطق التي ذكرتها في الرواية مثل السعودية وأميركا وكوسوفا وأفغانستان والصومال وبريطانيا واليمن وغيرها، إضافةً إلى التفاصيل والمعلومات التي استقيتُها من الأصدقاء والأقارب.

سلاسة

وعن رسالته من هذه الرواية، قال: أردت إبراز دور القوات المسلحة في خدمة الوطن، والاحتفاء بالشهداء الأبرار، ولفت الأنظار لتضحياتهم العظيمة، والتأكيد على أن البطولة الحقيقية تكمن في الذود عن الوطن والامتثال لأوامر قيادتنا الحكيمة.

واتسمت الرواية ببساطة الأسلوب وسلاسته، بعيداً عن شحنات التعقيد التي تغلب على الكثير من الروايات، وعن ذلك قال الحميري: أركز على هدفي دائماً، ومن خلال روايتي أردتُ توصيل الفكرة للقراء وليس اختبار مهاراتهم في الفهم والاستيعاب، ووضعتُ جميع الفئات العمرية في عين الاعتبار، كما أتجنب دائماً الجمل والعبارات والألفاظ المبهمة، وأميل للبساطة.

تمازج إبداعي

تألقت صورة واحة الكرامة على غلاف الرواية التي امتازت بتمازجٍ إبداعي جميل ولافت بين النص الروائي والأشعار، ما أضفى حساً مختلفاً وحميمياً للرواية، وقدَّم الكاتب والشاعر في روايته نصين شعريين، الأول بعنوان «المدافع» والثاني «شهيدنا حي»، وعكست الأبيات الشعرية قدرة الحميري على تعزيز الفكرة وترسيخها بأساليب متنوعة.

Email