الشارقة إمارة المعرفة والحوار الإنساني مع العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تروي حكاية «مشروع الشارقة الثقافي» سيرة ومسيرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي أدرك منذ طفولته قيمة الثقافة والكتاب، فشيد إمارة للمعرفة باتت بعد أكثر من أربعة عقود من العمل والجهد عاصمة عالمية للكتاب، يتوافد إليها كبار المثقفين والمؤلفين والمفكرين والناشرين وتقود برؤاها مشروع الثقافة العربية لتشرع نوافذ الحوار الإنساني مع العالم، وتكرس مفاهيم أصيلة للتواصل والمحبة والسلام.

برامج

وتتجلى صورة الشارقة الثقافية بالوقوف عند مشاريعها السباقة وبرامج عملها الرائدة، فمنذ اليوم الذي افتتح فيه صاحب السمو حاكم الشارقة الدورة الأولى لمعرض الشارقة الدولي للكتاب عام 1982 أعلن رهانه على المعرفة، وظل العمل يتواصل على مدار ( 35 ) عاماً حتى بات المعرض اليوم ثالث أكبر معرض كتاب في العالم، ويجمع سنوياً أكثر من مليوني زائر،ويستقطب ما يفوق الـ ( 1500 ) دار نشر من عشرات الدول الشقيقة والصديقة.

و إلى جانب معرض الكتاب وحضورها البارز في الحياة الثقافية تنتشر في إمارة الشارقة اليوم سبع مكتبات عامة، تقدم لروادها من خلال ( 600 ) ألف وعاء معرفي تشمل الكتب والدوريات والوثائق والأفلام والمخطوطات والمجلدات وغيرها من المصادر المعرفية باللغتين العربية والإنجليزية ولغات أخرى عديدة.

واستناداً إلى هذا التاريخ الحافل بالإنجازات تمكنت الشارقة من الحصول على ثقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو» بمنحها لقب «العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019».

وإلى جانب معرض الشارقة الدولي للكتاب خصصت الشارقة فعالية ثقافية كبرى للأطفال حملت اسم مهرجان الشارقة القرائي للطفل لتأسيس جيل من القراء المتمسكين بالكتاب والساعين وراء المعرفة، وظل هذا المهرجان منذ انطلاقه في العام 2008 حريصاً على جمع المتعة بالمعرفة .

رؤية ثقافية

ويتكامل دور معرض الشارقة الدولي للكتاب ومهرجان الشارقة القرائي للطفل مع مجمل المشاريع والمبادرات، التي تطلقها الشارقة في سعيها لتحقيق رؤيتها الثقافية، إذ تتجلى في ظل ذلك مبادرة «ثقافة بلا حدود»، التي كرست جهدها للنهوض بواقع القراءة المحلي وبناء مجتمع يؤمن بالكتاب كسبيل للارتقاء بالواقع وتحقيق النهضة المنشورة.

حيث تتلخص فكرة المبادرة بإنشاء مكتبة في كل بيت من خلال تزويد العائلات الإماراتية بإمارة الشارقة بمجموعة قيمة ومختارة من الكتب باللغة العربية استفادت منها أكثر من ( 42) ألف عائلة في مختلف مناطق الإمارة.

وفي إطار ذلك وضمن أهداف عريضة تتكامل مع رؤية «ثقافة بلا حدود» أطلقت المبادرة مشروع «العربة المتنقلة» لتوفير الكتب للمرضى في المستشفيات الحكومية، الذين عادة ما يقضون ساعات عديدة إما في انتظار زيارتهم للطبيب وإما أثناء عملية العلاج وبذلك تصل الكتب لمن لا يستطيع الوصول إليها.

كما أطلقت مشروع «المكتبة الجوية» بالتعاون مع «العربية للطيران» لزيادة الوعي بأهمية الثقافة وجعلها أسلوب حياة، والتأكيد على أن الكتاب يجب أن يكون صديق الإنسان المقرب يحمله معه أينما ذهب مهما كان عمره أو مستواه التعليمي، وكرست المبادرة أهدافها في «المكتبة المتنقلة» في الأحياء السكنية، التي جاءت لتكمل طموح «ثقافة بلا حدود».

تواصل

و بالتوازي مع كل هذه الجهود التي تستهدف الفرد وتنطلق منه نحو الأسرة وصولاً إلى المجتمع والدولة بصورة عامة انتهاء بالمجتمعات العربية أسست الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي في العام 2009 المجلس الإماراتي لكتب اليافعين لتشجيع نشر وتوزيع كتب الأطفال العالية الجودة باللغة العربية في دولة الإمارات.

وأطلق المجلس خلال مسيرته التي تتواصل للعام السابع على التوالي العديد من المبادرات ،إذ أطلق المجلس «جائزة اتصالات لكتاب الطفل» أكبر جائزة لأدب الطفل في العالم وحملة «اقرأ.. احلم.. ابتكر» ومبادرة «كان يا ما كان» ومشروع «كتب - صنعت في الإمارات»، وغيرها من البرامج والمبادرات للارتقاء بمكانة كتاب الطفل في دولة الإمارات والعالم العربي.

واختارت حملة «اقرأ.. احلم.. ابتكر»، التي انطلقت في عام 2013 تحقيق تقارب أكبر بين الطفل والكتاب ودعم قدرات الأطفال في القراءة والكتابة والابتكار والإبداع في مجال قصص الأطفال، وذلك من خلال تطوير مهاراتهم في فن كتابة القصص وتحويل أفكارهم إلى قصص مكتوبة بشكل احترافي.

بنية تحتية

ولم يغفل مشروع الشارقة الثقافي عن توفير البنية التحتية اللازمة لتنفيذ هذا الحجم الكبير من المشاريع والمبادرات، إذ ظلت المكتبات العامة ركيزة أساسية في تكريس ثقافة القراءة وتوسعت مساحات المعارض وشيدت المسارح.

وتنامَى عدد المؤسسات الثقافية والجمعيات الناظمة للحراك المعرفي والثقافي في الإمارة فكان تأسيس جمعية الناشرين الإماراتيين في العام 2009 استجابة حية لتنامي سوق النشر وصناعة الكتاب في الإمارة والإمارات بصورة عامة.

حيث جاءت بمبادرة من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي بهدف خدمة وتطوير قطاع النشر في دولة الإمارات والارتقاء به والنهوض بدور الناشر الإماراتي والعربي، من خلال برامج التأهيل والتدريب التي ترفع كفاءته.

أسواق الكتاب

وتوجت الشارقة مشروع النهوض بواقع النشر المحلي والعربي والدولي، الذي يعتبر الأول من نوعه في العالم بإطلاق «مدينة الشارقة للنشر» في العام 2013 بتوجيهات من صاحب السمو حاكم الشارقة، في إطار استراتيجي واضح لتلبية حاجة قطاع النشر .

وتوفر فرصة للناشر الإماراتي والعربي لفتح آفاق عالمية على مختلف أسواق الكتاب في العالم وإتاحة المجال للناشرين الدوليين لتحقيق حضورهم في بلدان المنطقة، من خلال هذه المدينة وما توفره من خدمات تلبي احتياجات الناشرين كافة سواء شركات الطباعة أو التوزيع مروراً بخدمات التحرير والمراجعة والتدقيق وصولاً إلى الترجمة والتصميم والإخراج ومجمل ما يتعلق عملية النشر.

Email