في رائعة شعرية بمناسبة فوز حمدان بن محمد بـ «سيف الإمارات»

محمد بن راشد: خذتَها منِّي أنا الأوَّلْ غَرامي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة القصيدة PDF أضغط هنا

منذ أن أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مقولته الشهيرة والملهمة: «أنا وشعبي لا نرضى إلا بالمركز الأول»، ظلت البطولة والمراكز الأولى ثقافة يومية شائعة في الإمارات عامة وفي دبي خاصة، حيث بقيت تلهم الجميع شيوخها وأهلها وحتى الوافدين إليها من كل مكان، فكما كانت بقاع أخرى تمثل أرضاً للفرص الذهبية، فإن دانة الدنيا تحولت مع الوقت وفي ظل المثابرة والاجتهاد موئلاً للتحدي والمنافسة الشريفة والطموح الذي لا سقف له.

ضمن هذه الحقيقة الماثلة يأتي فوز سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، ولي العهد رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، بـ«سيف الإمارات» بعد فوز ناقته «تكريم» في ختام سباق مهرجان المرموم التراثي، أول من أمس.

حفل الختام الذي شهده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، بمنطقة المرموم في دبي، جرى فيه تتويج سمو الشيخ حمدان بن محمد، حيث تسلم سموه السيف الغالي من سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم.

وبما أن الناقة «تكريم» هي إحدى هجن العاصفة في دبي، فقد خاضت السباق بالروح ذاتها التي تشبّع بها مضمرها وغذاها بها، فكانت الصدارة الغالية وسط حضور جماهيري كبير.

«تكريم» ضربت مثلاً في سرعة الانطلاق نحو المركز الأول، حيث نهبت المسافة نهباً وبسرعة 1000 متر في الدقيقة الواحدة، حتى قطعت مسافة 11 كلم في 11:50:6 دقيقة، محققة أفضل توقيت في الأشواط الأربعة التي أقيمت في ختام المهرجان بالنسبة لفئة سن الذلل والزمول المخصصة لأصحاب السمو الشيوخ.

وجاء الفوز الباهر لـ«تكريم» بأهم الرموز في عالم سباقات الهجن، وتكمن أهميته في ما له من معزة خاصة بالنسبة للملاك والمضمرين، ومن بين 25 اسماً متألقاً، وبتاريخها الحافل بالإنجازات حققت «تكريم» مع المضمر غياث الهلالي، لقب شوط الحول المفتوح، وجمعت بين بطولة الشوط الرئيسي وتحقيق أفضل زمن في سباقات اليوم الختامي وتبلغ جائزة البطل مليوني درهم..

هذا الإنجاز الكبير هو ما أوحى لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بقصيدته الجديدة التي نشرها أمس، على صفحته بموقع «إنستغرام» وجاءت في عشرين بيتاً تحتفي بالبطولة وتهنئ سمو الشيخ حمدان بن محمد بالفوز المستحق عن جدارة، وهو صاحب الإنجازات البارزة المتتالية في مجال البطولات المحلية والدولية. يقول سموه مشيراً في مستهل قصيدته إلى نجاح مهرجان المرموم التراثي وتتويجه بالسباق الكبير:

الختامي كانْ ناموسِهْ علامهْ

نالتِهْ تكريمْ ناموسْ الختامي

وعلى الفور اتجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وكعادته إلى همّه واهتمامه، وشغله الشاغل، وهو العمل بإخلاص وهمة لا تني ولا تلين لها قناة من أجل الأفضل دائماً، ومن أجل النجاح الذي ينتظر غداً، فالصدارة مركز يتقدم إلى الأمام كلما أدركناه، وهو متاح أمام الجميع، فإذا لم نعمل من أجله باستمرار فسوف نفقده لا محالة:

وكلْ شَيْ إنْ كِنتْ تعطيهْ إهتمامِهْ

تاخذْ إمنهْ لي تريدهْ بالتِّمامي

والرِّجولهْ والبطولَهْ والشَّهامِهْ

تبغي الأفعالْ ما جَتْ بالكلامي

في ميادينْ التَّحَدِّي والكرامهْ

عَ الفعايلْ نعتمدْ مبْ عَ الأسامي

ومنْ يفوزْ اليومْ زامْ المَجدْ زامِهْ

وفوزكْ العامي ولوُ هو فوزْ عامي

والزَّعامهْ حتَّى في الذُّودْ الزَّعامِهْ

شي شي وشَيْ دايْم في لامَامي

وبعد وصاياه الحكيمة والتي شحذتها التجارب وأثبتتها الإنجازات الكبار وشهد عليها القاصي والداني، ينتقل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد إلى وصف قدرات الناقة الفائزة «تكريم»، والتي هي إحدى هجن مجموعة العاصفة التي يوليها سمو الشيخ حمدان رعايته المباشرة واهتمامه المتلاحق، يقول في وصف بلاغي بديع:

ومِنْ سَرَبْ للعاصفهْ يا اللهْ السَّلامِهْ

إطلعَتْ حيِّهْ إجْلِبَتْ كلِّ النِّظامي

يومْ صَفُّوهنْ بِدَتْ تكريمْ هامِهْ

عاليهْ تِرْفَعْ لأهلْ الهِينْ هامي

كَنِّها ما بينهنْ في الوَصفْ شامِهْ

واضحهْ أوْ مثلْ خَرَّتْ حِرْ شامي

رامتْ اللِّي صعبْ شَيْ في الهينْ رامهْ

كَنِّها سَهْمْ إنطلَقْ منْ كَفْ رامي

كِلْ حَدْ أبدَىَ لها اليومْ إحترامهْ

ولي مثِلها يَستحِقْ الإحترامي

ويوغل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بما أوتي من قدرات تصويرية وبلاغة مشهورة بين الشعراء إلى تشبيهات مبهرة لطريقة انطلاقة هجن العاصفة عامة والناقة «تكريم» عروس المرموم 2017 خاصة:

كنِّهْ إمْفَصَّلْ لها مِ الرِّيحْ خامهْ

عَصفْ عاصفْ جَلَّعْ طنوبْ الخيامي

أوْ شبيهْ البرقْ يبرقْ في غتامهْ

بارقَهْ البرَّاقْ جلاَّيْ الظَّلامي

يسلبْ الأنظارْ في لَمعِهْ صرامهْ

لمعتِهْ يا كَنَّها لَمعْ الحسامي

ولأن البحر وسيرة البحر أيقونة مركزية حاضرة في قلب التراث الإماراتي، فقد التفت إليه الشاعر احتفاء واستدراجاً نحو القصيدة الابتهاجية، فقال مشبهاً لمعة الهجن وهبّته واندفاعه في السباق:

أوْ مثِلْ موجْ البَحَرْ وقتْ إلتطامهْ

ومنْ بَيتحَدَّىَ البَحَرْ والموجْ طامي

في وَصِفها يعلنْ الوَصفْ إنعدامهْ

عَنْ عديمَةْ وَصفْ ما تبغي محامي

والنَّصِرْ لوُ ينشَرَىَ كلْ حَدْ سامهْ

بسْ دومْ النَّصرْ طِبعِهْ ما يسامي

وينتقل الشاعر المبدع إلى تهنئة الظافر بالبطولة سمو الشيخ حمدان بن محمد، معتبراً أن النصر لم يكن ميسوراً، وإنما نجم عن إصرار وقوة جسدتها المنافسة الحامية مع هجن لها باع ومستطاع ونفرة وقدرة يقول:

فزتْ يا حمدانْ بالرِّيسْ وختامهْ

وما يجيبْ الحَظْ إلاَّ نابْ دامي

ولأن سمو الشيخ حمدان بن محمد بطل المرموم هو من نسل كرام، فقد وصف الشاعر الكبير هذا السيف الذي له معناه ومغزاه في الثقافة العربية المجيدة، حيث شبه سموه «سيف الإمارات» ناموس البطولة بسيف اسمه «الغمامة»، وقال إنه سيف جد أسرة آل مكتوم:

وصفْ سيفكْ مشبهٍ سيفْ الغمامهْ

سيفْ جَدِّكْ ساميِ في كَفْ سامي

ويختم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد قصيدته بالإشارة والتركيز على شغله الشاغل «الصدارة»، وهو يوصي ابنه الحبيب بأن يبقى باحثاً دائماً ومثابراً من أجل المركز الأول، لأن هذا هو ديدن والده، وبالتالي يتعين عليه أن يرث منه هذه الصفة «عشق المركز الأول» يقول:

فارسٍ دايمْ علىَ الأوَّلْ غرامهْ

خذتَها منِّي أنا الأوَّلْ غَرامي

Email