محمد بن راشد يعيد ألق اللغز الشعري

«في تالي الأبجديّة»..ثراء فكري يحفز العقول

ت + ت - الحجم الطبيعي

لقي لغز (في تالي الأبجديّة)، بمجرد أن طرحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في حساب سموه على الانستغرام، أخيراً، تفاعلاً نوعياً وشعبية كبيرة، بين جمهور المتلقين من الشعراء ومتذوقي الشعر والجمهور العام، حيث توالت الردود وتراوحت بين الإشادات والإجابات لهذا اللغز الشعري، لا سيما وأن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قد سهّل عليهم طريقة التوصل للحل من خلال تقريب الإجابات لهم بالحروف التي تحملها الإجابة، وحتى لحظة كتابة هذه السطور فقد تجاوزت الردود على صفحة سموه في الانستغرام، ال 3500 رد، ومنها ما يحمل إجابات متوقعة لقصيدة سموه، ومنها ما يعبر عن شكر سموه كونه أعاد فن الألغاز الشعرية للحضور والتأثير مجدداً، إذ إنه أحد الفنون الشعرية الأدبية التي غابت فترة من الزمن، وكانت على وشك الاندثار.

«البيان» ترصد في صفحة «حبر وعطر»، آراء مجموعة من الشعراء حول (في تالي الأبجدية)، عارضة معها لمكامن ومدى الثراء القوة والجزالة والتميز في لغز سموه الجديد.

تكريم

يقول الشاعر سيف السعدي: إن مكانة الشعر والشعراء لدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كبيرة، فهو يريد من خلال طرحه للألغاز تكريم الشعر والشعراء، فيجعل من اللغز مسابقة لهم لإيجاد نتاج أدبي راقٍ، يقصد سموه من خلاله تشجيع الشعراء بتكريمهم ودعمهم مادياً ومعنوياً. فهي مسابقة ليست للتعجيز بقدر ما إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يرغب في تكريم الشعراء فأوجد لهم هذه المسابقة من أجل إكرامهم فقط. ولو تأمل المتلقي والشاعر جيداً في القصيدة فسيرى أن هناك دلالات توصله للحل بسهولة تعمدها سموه، إذ لا يقصد التعجيز بل التحفيز. وكم سيكون سعيداً لو توصل لحل اللغز شاعر.. وأنا أدرك ذلك تماماً.

ويتابع سيف السعدي: ذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في قصيدة (في تالي الأبجدية) أن اللغز سهل، حتى لا يذهب الشعراء بعيداً بخيالهم، وسهّل عليهم الحل بذكره بعض الحروف التي قد توصلهم للحل، وهذا اللغز يقصد به سموه أن تتسع مدارك الشعراء. فمعه لا بد وأن العقل ليبدع والفكر لينشط.. ليتحقق الإبداع بصورته الخلاقة المتجددة، بعيداً عن الركود والخمول اللذين يعدان من أهم أعداء النجاح.

عصف ذهني

توضح الشاعرة فتاة تهامة، أنه وكما جرت العادة، يجري صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عصفاً ذهنياً لمحبيه ولمتذوقي الشعر على سبيل تنشيط أذهان الجميع، ولمدهم بالمعرفة.. وللتسلية ولإذكاء روح التحدي بينهم. كما أن سموه ينشط العقل والأقلام للمجاراة على الوزن والقافية نفسيهما. ومن أبرز الجماليات في هذا اللغز، أنه يتضمن الحل فكرة رائعة تحث على مراجعة الموروث الجميل من جميع نواحيه، كالعادات والتقاليد والأدوات. وكأن سموه يجري للجمهور وللشعراء، مراجعة عامة لكل رموز الجمال الدارجة في التراث الإماراتي العريق.

وتضيف فتاة تهامة: اعتدنا في قصائد وأبيات الألغاز أن يبدأ الشاعر بـ (اسألك أو انشدك أو ويش). ولكننا هنا، ومع (في تالي الأبجدية)، أمام شاعر فارس عشق الاختلاف ليخالف عرفاً شعرياً في هذا النوع الأدبي الفريد، ويشعرنا برغبته تلك، رغم إظهاره التحدي، بـ (ان كنت شاطر).

حتماً هنا سؤال إشكالي وصعب جداً: لماذا اعتمد المطلع اعتماداً كلياً على استفزاز وعي المتلقي (يا شاطر ). كما أن سموه عمد إلى وضع الحل داخل اللغز بالإشارة (ألف ولام في الأول وفي الآخر)، ليبقى حرف واحد للحل فيستفز المتلقي إجبارياً ويحفزه على تحريك ذكائه ليضع أمامه خارطة للحروف الأبجدية.

إثراء

ويؤكد الشاعر سعد مرزوق، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، دائماً يبادر بما يثري الساحة الأدبية. فهو معلم وملهم الشعراء.. ولا ينفك يطرح المسابقات والألغاز التي تنمي وتطور أدوات الشاعر وتحفزه للكتابة والبحث والتمعن بين السطور لحل هذه الألغاز المحكمة الموشاة بتفرد إبداع معلم الشعراء وفارس العرب.

وختم مرزوق: يعجز الشعر ولسان الشاعر أن يوفي هذا القائد الفذ حقه على ما يقدم في كل المجالات، فشكراً للقائد الملهم وباني الحاضر بنظرة المستقبل.. وأقول هنا:

يرسم على بحر الخليج احلامه

                   وفكره سبق فكر العصر باعوام

يعلم الحاضر دروس الماضي

                        ويصحّي المستقبل إِذا نام !

تفرد

«قصائد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وألغازه، دائما ما تكون محط أنظار الساحة الشعرية بشعرائها وجماهيرها».

هكذا تقدم الشاعرة زينب البلوشي لكلامها. وتستطرد: أتفاجأ، أحيانا، بحديث أحدهم «شاعر ما» عن اللغز بينما هو لم يسبق له الاطلاع على أي موضوع يتناول الشعر أو الأدب بشكل عام.. ليكون قد شكل ذخراً معرفياً وإبداعياً رفيعاً. وتلك الميزة يتفرد بها الشاعر والفارس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وتتابع : إن لغز/ قصيدة، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الأخير، بفكرته ومن خلال التفاعل الكبير للجمهور معه، تجسيد شفيف لعظمة فكر سموه. كما أنه صورة نيرة تعكس مدى قرب قيادة الإمارات من الناس في كافة مجالات الحياة. وأقول:

يعيش المجد في ذهن الشعوب وْلا حوَتْه رْفوف

                                       تبنّته الثقافة وأنصفته وصانَت حقوقه

قيادتنا خذت بإيد الحياة.. وْلا علينا خوف

                          بَنَت ف الجيل فكر وهي تضخ الوعي ف عروقه

قدرات عالية

ويقول الشاعر السعودي علي السبعان: ثمة رجالٌ في الشِّعْر - كما في الحياة يحركون العواصف ويزلزلون الأنماط الجامدة ويربكون المياه الراكدة من حولهم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، واحد من هؤلاء الرجال، إلا أن سموه لا يلقي الأحجار في البرك الراكدة، بل يعيد ابتكار النهر قبل أن يبتكر له المجرى! وإمارة دبي وقناتها المائية شاهد حي على ما نقول، وبالعودة إلى لغز (في تالي الأبجدية)، فإن هذا النمط الشعري ليس بغريب على سموه، وهو صاحب الريادة في إحياء غرض الألغاز الشعرية، الذي كاد يندثر بعد أن هجره الشعراء، وقلّ الإقبال عليه بين الأجيال الجديدة من متذوقي الشعر، فإذا بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يعيد له ألقه ويجعله محط أنظار الساحة العربية من الخليج إلى المحيط، من خلال ألغاز سموه التي بدأها في التسعينيات من القرن الفائت..علماً بأن هذا الفن يتطلب الكثير من الإمكانات المعرفية واللغوية والدراية ببديع الشعر والقدرة على (التعميَة)، وذاك أمرٌ لا يتهيأ لكل شاعر، ولا يقدر عليه إلا فحول الشعراء.

درر تُغني ساحة الثقافة وتؤكد أهمية التحلي بالخلق الرفيع

لم تنقطع حفاوة الشعراء وأفراد الجمهور بلغز/‏‏ قصيدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «في تالي الأبجدية»، ذلك منذ أن طرحه سموه، إذ لا يزال يحظى برواج كبير وإشادات متنوعة من قِبل جمهور الشعر والقراء. ويبدو لافتاً في هذا الصدد، تسابق الشعراء، في المحافل الثقافية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، إلى الحديث عن القيمة الفكرية والشعرية التي ينطوي عليها هذا اللغز، لأنه يركز على تحفيز الفكر المجتمعي العام وتنشيط عقول الأفراد، من خلال دلالات ورموز تحث على التمسك بالموروث، وإدراك غناه وأهمية الحفاظ عليه، والنظر إليه بشكل بنّاء يعزز قيمته، ويجعله محل تقدير واحتفاء من الأجيال القادمة كافة.

وبطبيعة الحال، فإن لغز «في تالي الأبجدية» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يأتي ليرفد المخزون الثر من الألغاز الشعرية الفريدة لسموه، إذ اعتادت ساحة الشعر، ليس في الخليج العربي فحسب، بل في الوطن العربي بأكمله، على تتبع ومواكبة هذه الألغاز لما تشتمله من قيم ومضامين رفيعة..لذا كانت الاستجابة لها والتفاعل معها على قدر اللهفة والانتظار، محلياً وعربياً. وذلك ما يتبدى جلياً ويتضح، حالياً، من خلال ردود فعل المتابعين لصفحة سموه على الانستغرام، والتي طرح من خلالها اللغز الأخير «في تالي الأبجدية»، والذي لقي ترحاباً وتفاعلاً حركا الركود الثقافي الشعري.

وقد شكلت الألغاز التي قدّمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في السنوات الماضية، على شكل قصائد شعرية مقسمة لعدة قصائد أو قصيدة واحدة فقط، أطراً ثقافية وفكرية ثرية تحث على صون قيم المجتمع والتحلي بالخلق القويم.. وسوى ذلك من الخصائل والصفات الحميدة.

ولا شك أن مبدعي الشعر النبطي في الوطن العربي بأكمله، لا تفوتهم متابعة أي من ألغاز صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتفاعل معها عبر إرسال الحلول، حيث تصل المشاركات من الدول العربية كافة.

Email