لمسات تجريدية مفتوحة في عوالم زهير حسيب الخاصة

«عشق» زهير حسيب يغوص في أعماق الذات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحكي لوحات معرض «عشق» للفنان التشكيلي السوري زهير حسيب الذي افتتح أخيراً في فندق لو ميريديان الميناء السياحي بدبي، حكاية المزيج الفريد بين سخاء القوة اللونية والتناغمات البصرية التي تسبح في فضاء العشق والأمل والسلام في تجانس متقن مع الخطوط والبناء الهندسي.

إيقاع هندسي

نتوقف في هذا المعرض الذي يستمر حتى نهاية الشهر الجاري، لنرى تركيز الفنان على جعل الايقاعات اللونية الرمادية تتداخل مع اللون الأبيض، فكل بقعة لونية فيها مساحات تعبيرية مشبعة باللمسات التجريدية المفتوحة والممتدة فوق تناغمات وتدرجات لونية بين الألوان القاتمة الباهتة والألوان الحارة القوية، كما نجد التوازن الواضح بين الإيقاع الهندسي الثابت والتكوين العاطفي الذي يبني من خلالها هيكلية عناصر لوحته.

ويلقي بظلالها الشكلية بمؤثرات بصرية متنوعة لتخرج الايقاع الهندسي الجامد من برودته وقسوته إلى التعبيرية الذاتية العفوية، مع إضفاء المزيد من التنويع التقني على اللوحات، وحرفية في تركيب الطبقات اللونية وإعطاء السطح تأثيرات في الملمس متفاوتة ما بين الخشونة والنعومة،كما كان لافتاً تركيز الفنان واضحاً على بنية الوجوه مع إضفاء لمحات مسرحية على شخوص لوحاته لتفتح عين المتلقي على متعة التأمل والاكتشاف.

الذاكرة والحكايا

ما يطمح إليه الفنان إن كل عمل فني هو محور لحكايا قد تمثل خطابه التشكيلي الجمالي، فالانسجام المتكامل بين اللغة اللونية والتفاصيل العميقة في لوحات حسيب تبرز علاقة عمله الإبداعي بجذوره التراثية وذكريات الطفولة التي بقي منجذباً لها وإلى ذلك الفضاء الملون السخي الذي عمق في فنه هذا الحنين الدائم إلى اللوحة الحكاية، التي تجمع بين القلب والذاكرة وبين التوهج اللوني والإحساس الغرافيكي الحزين، وبين حيرتنا في التأمل في تكورات الأجساد الحزينة والعيون المغمضة من الخوف والوجوه الصامتة.

ورق الذهب

عن معرضه يقول زهيرحسيب لـ «البيان»: لقد أطلقت اسم «عشق» على المعرض بسبب حاجتنا إليه لكي نتوازن قليلاً في مواجهة القتل والدمار والحروب والمجازر التي تحدث في العالم، و«عشق» دعوة فلسفية للتجول في أعماق الذات والبحث عن الخير والأمل والسلام الداخلي والعودة إلى الرومانسية في 11 لوحة بالحجم الكبير منفذة بألوان الاكريليك.

مع الاعتناء بمعالجات لونية غنية من خلال الاستعانة بمواد مختلفة من بينها ورق الذهب، الأقمشة،الرمال تتجاور في انسجام على سطح اللوحة، مستفيداً في نفس الوقت من الأحجام الكبيرة بغرض التنويع في التفاصيل، مع استخدام عدة تقنيات مختلفة للوصول إلى تناغم بصري متقن، مشيراً إلى أن هذا المعرض الشخصي الأول له في دبي، والذي يعتبر امتداداً لتجربته الفنية التي تجاوزت أكثر من 30 عاماً.

Email