معر ض يقام في مقر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات - فرع دبي

«فنان الشهر» مواهب تروي حكايات من الإمارات

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

التراث يبقى حاضراً وبقوة بمكوناته الملهمة للفنان، ومن وحي الثقافة والبيئة الإماراتية يقام حالياً معرض في مقر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات - فرع دبي، تحت عنوان «فنان الشهر» حيث يقدم الاتحاد كل شهر للفنانين الإماراتيين الناشئين الفرصة لعرض لوحاتهم وأعمالهم بهدف تسليط الضوء على أعمالهم الفنية، وهذا الشهر يعرض الفنان التشكيلي أحمد الفلاسي والفنانة التشكيلية حنان الزين مجموعة متنوعة من أعمالهما الفنية التي تروي حكايات من الإمارات.

توثيق ورموز

يحاول الفنان التشكيلي أحمد الفلاسي إيصال رسائله إلى العالم عبر لوحاته الفنية التي تحفل بتناغمات بصرية وقوة لونية عميقة الإحساس، موظِّفاً إمكاناته الإبداعية في خدمة الهوية الوطنية التي يستلهمها من رموز التراث الإماراتي، ويقول لـ «البيان»: أشارك في المعرض بمجموعة من الأعمال المستوحاة من البيئة الإماراتية، فهي توثق التاريخ والثقافة من جهة، وتجمع بين العناصر الخاصة بالبيئة من جهة أخرى.

وأنا أومن بأهمية المكان وأسعى إلى توثيقه بذاكرة بصرية وتنوع لوني غني، مستخدماً الألوان الزيتية أو الفرشاة الهوائية، مع الفرشاة العادية، والسكين الحادة، وأدمج بحرفية الأدوات الثلاث في العمل، كما أميل إلى استخدام ألوان الأكريليك، وقد تأثرت بمدارس فنية متنوعة من بينها الواقعية والانطباعية والتأثيرية وآخرها التجريدية.

على ضوء الفنر

أما الفنانة التشكيلية حنان الزين فهي تغوص في بحر التراث الإماراتي، فتخرج منه بجواهر ساحرة وحنين للحكايات القديمة والحياة البسيطة التي عاشها الآباء في الماضي، كما أن قدرتها على تجسيد الواقع ونقله بطريقة احترافية ترصد فيها أدق التفاصيل من خلال الوقوف عند أبرز العناصر التي تشكل الهوية التراثية الإماراتية. وعن مشاركتها في المعرض تقول لـ«البيان»:

أردت من خلال أعمالي وحنيني لذاكرة الماضي، أن أقص حكاية المكان كما اختزنته في ذاكرتي، ويظهر ذلك بشكل كبير في أعمالي من الفنر رمز متعلق عندي منذ الطفولة يرمز للهدوء والدفء الأسري، لذا أطلقت عليها مجموعة «على ضوء الفنر» إضافة إلى دلال القهوة العربية وما تمثله من مفاهيم الكرم والضيافة العربية.

إيقاع الألوان

الإمارات حاضرة في مشاعر الفنانة ووجدانها، ولوحاتها تعبر عن أصالة الماضي، فهي تقدم تجربة فنية تعبر عن انغماسها في البيئة الإماراتية وألوانها وما تمثله من غنى بصري للمشاهد، وتقول الزين: استخدمت في إنجاز لوحاتي قماش الكانفس المشدود، وألوان الأكريليك التي تعطي حرية في التعبير وتبرز المشهد المرسوم برونق خاص أكثر عن غيرها من الألوان.

وقمت بالتصوير من زوايا وإضاءات مختلفة، مع ضوء الشمس في النهار، وعلى ضوء الفنر في الليل، في محاولة إلى تحويل اللوحة بكل تفاصيلها الواقعية إلى تفاصيل جمالية، بأسلوب يمزج ما بين الواقعية والتعبيرية المعبرة عن مفردات التراث، ونرى أن الإيقاع اللوني حاضر في لوحات الزين المفعمة بثراء الألوان الفلكلورية التي تتداخل في حوار بصري لتكشف للمتلقي خبرة بصرية مدربة في التعامل بحرفية مع الضوء والظل.

موج البحر

لوحات أحمد الفلاسي مفعمة بثراء بيئي محلي، تتغنى بريشة فنان عشق التراث، وتخالطت مواهبه الاستثنائية في إنجاز لوحات فنية وبصرية لافتة مشتقة من تدرجات ألوان البحر وأمواجه السارحة برقة وطافية علي سطح لوحاته، ويتحدث الفلاسي عن تجربته في الفن فيقول: اتجهت إلى رسم الواقع بأدق تفاصيله لأعبر عن حياتنا الماضية وخاصة ارتباطي الشديد بالبحر، فأنا مولع به.

وقد قدمت في المعرض لوحات تعبر عن شغفي به منها لوحة «الرقص مع موج البحر» لدلافين تتراقص مع أمواج الماء، فالموج دائم الحركة في لوحاتي، ولكني مؤمن بالتنوع، لذلك لدي عدد من الأعمال التي تعبر عن الطبيعة البرية الساحرة في الإمارات، وقد شاركت في عدد كبير من المعارض الفنية الجماعية، وأحضر لمعرض فردي يتضمن خلاصة أعمالي التراثية من وحي البيئة الإماراتية.

Email