افتتحت نسخة «دبا الحصن للمسرح الثنائي» الثانية

«صفحة 7».. نكات ودموع تمسح ماكياج الواقع

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكد مهرجان المسرح الصحراوي في منطقة الكهيف بالشارقة، يسدل ستارته، حتى فتح مهرجان المسرح الثنائي أبواب خشبته أمام الجمهور، أول من أمس، في مدينة دبا الحصن، بحضور عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام، وثلة من أهل المسرح في الإمارات، والمنطقة العربية، لتأتي انطلاقة نسخته الثانية على وقع صرخات الممثل فادي أبي سمرا، وزميله عصام بو خالد، التي أطلقاها في فضاء المسرح، عبر عرض «صفحة 7» مفتتحين بها فعاليات المهرجان، الذي يستمر حتى 19 الجاري.

فادي وعصام أعلنا تمردهما على الواقع في عرضهما «صفحة 7»، الذي ولد يوماً ما في 2007 على خشبات مسارح بيروت، ليكمل في «دبا الحصن» عامه العاشر، ولا يزال فتياً، قادراً على تجريد الواقع من رتوشه و«ماكياجه»، عبر حوارات محبوكة و«تلقائية» في غالبيتها، و«نكات»، التي منحت العرض نكهة كوميدية.

موائد العزاء

«صفحة 7» هي حكاية عن متشردين اثنين، يعيشان في شوارع المدينة المظلمة، يقتاتان من موائد العزاء، التي يختارانها وفقاً لقائمة أسماء «الموتى» الواردة في «صفحة 7»، هما يعيشان علاقة صداقة ملأى بالحب والغضب حيناً، والحزن والفرح حيناً آخر، ليظلا على الدوام نقيضين رغم ما يجمعهما من صداقة، فهما لا يستطيعان العيش معاً ولا يقويان على الفراق أيضاً.

لا مكان «للحزن» وإن كان العمل طافحاً فيه، ولا وجود للوجع رغم حواراته المؤلمة، فشخصيتا العرض تمنح الجمهور فسحة للضحك، ومساحة للتأمل العميق عبر اختزالهما للعلاقات الإنسانية، فهما رجلان اعتادا النزاع على الوقوف في بقعة ضوء تتوسط ظلام الخشبة.

بهدف رفع شارة النصر، تلك الشارة التي تقاتلا بشراسة وصمت عليها، ليظلا في نهاية العرض بانتظار «عودة غودو»، في إشارة إلى رائعة الكاتب الإيرلندي صمويل بيكيت التي كتبها في نهاية الأربعينيات، وضجت الدنيا فيها بما حملته من جدل وإسقاط على واقع أوروبا آنذاك.

بساطة السينوغرافيا

«العمل ممتع وعميق» رأي اتفق عليه النقاد في الندوة التطبيقية التي تبعت العرض، وتوافقوا فيه مع الجمهور أيضاً، الذي ضحك بملء فيه على بعض مشاهد العرض الذي جاء بسينوغرافيا بسيطة، لم تتجاوز صناديق خشبية عدة احتلت حيزاً من الخشبة، وملابس رثة قدمت صورة حقيقية عن الواقع.

اللافت في العرض، وفقاً لعدد من النقاد، تمثل في سر «الكيمياء»، التي جمعت بين الممثلين فادي وعصام على الخشبة، الأمر الذي ساعد على تطور الحوار بشكل «عبقري».

عصام بوخالد (مخرج وممثل العمل)، أكد خلال الندوة، أن نجاح العرض كان بسبب عدم وجود فاصل بين المخرج والممثل، الأمر الذي ساعد على تقديم نص تلقائي، يحاكم الواقع بكل شفافيه، وقال: «الرغبة في تقديم المسرح، هو ما ساعدنا على كتابة نص هذا العرض، الذي قدمناه للمرة الأولى عام 2007، واستمر معنا حتى اليوم.

17

على هامش المهرجان تبدأ اليوم أولى جلسات ملتقى الشارقة الرابع عشر للمسرح العربي تحت شعار «المسرح والرواية»، بمشاركة 17 باحثاً من الإمارات وتونس ومصر ولبنان والمغرب وسوريا والعراق وفلسطين والجزائر.

Email