"القراب والصالحين" أبهر الجمهور بتقنياته الساحرة

"المسرح العربي" يكرّم المخرج التونسي توفيق الجبالي

مشهد من عرض القراب والصالحين

ت + ت - الحجم الطبيعي

«عندي حكاية وألف حكاية من بني هلال وعزة ومعزوزة وجار من الجيران.. لكن أحب أحكي عن رجل يحب التغيير، وأفكاره ساكنها التجديد وله 70 انطلاقة في الفن»، يقول الحكواتي الجزائري على خشبة مسرح «السعادة» بوهران في بداية حفل تكريم «مهرجان المسرح العربي» للمخرج التونسي توفيق الجبالي في اليوم الخامس من الدورة التاسعة.

كشف الوعي

ويعتبر الجبالي «1944» من أبرز رواد المسرح المعاصرين في الوطن العربي، ومؤسس مسرح «التياترو» الذي خرّج وصقل مواهب العديد من أجيال الشباب منذ انطلاقته عام 1987. وعمل في بداية حياته إذاعياً وممثلاً وصحفياً في الغرب، قبل عودته إلى بلده في منتصف السبعينات. ولم يتفرغ الجبالي إلى الفن إلا في الثمانينات بعد تأسيسه لمسرحه بعامين. وأبرز ما يميز رؤية الجبالي كمخرج مسرحي خدمة العمل للكشف عن الوعي بنص مفتوح على المفاهيم.

تبع التكريم تقديم العرض الجزائري «القراب والصالحين» للمخرج نبيل بن سكة، الذي أبهر الجمهور بتقنياته الساحرة في بداية العمل والتي زاوج فيها بين فن البانتومايم والسينما، حيث يلتقط المؤدي المسربل بالبياض نجماً من فضاء السماء ليرسله بعيداً ويأتي بغيره متوهجاً كما عوالم ألف ليلة وليلة. وفي هذه الأجواء وبعد رعد وبرق نتعرف على ساقي الماء «قرّاب» إحدى القرى الصحراوية. ويستعين المخرج بالتورية المبطنة بين نص كاكي وبريشت، لانتقاد الفساد في الواقع المعاصر ضمن سلسلة طبقات المجتمع، التي تميل فيها كفة الصلاح باتجاه المرتبة الدنيا. أما المأخذ على العرض فيتمثل في إطالة الأحداث مما دفع الجمهور الذي وصلته الفكرة إلى مغادرة الصالة قبل نهاية العرض.

خذلان الأنوثة

حمل العرض الثاني المغربي «خريف» للمخرجة أسماء هوري، طابعاً معاصراً اعتمد على الفرجة البصرية لإيقاعات الرقص التعبيري على حساب تغييب النص الدرامي في تناول معاناة النساء المصابات بسرطان الثدي، وذلك ضمن محورين: فقدانها لجانب من أنوثتها وخذلان علاقتها بالرجل الزوج.

مناظرة الريادة

شهد متابعو الندوة المُحكِمة لمناظرة «الريادة في النص المسرحي المنشور»، سجالاً حامياً بين الباحثيّن الدكتور الجزائري مخلوف بوكروح الذي حاول ببحثه أن يثبت أن إبراهيم دانينوس أول من كتب نصاً عربياً مسرحياً، بينما دحض بحثه الدكتور المصري سيد علي إسماعيل مؤكدا أن مارون النقاش الأول في فعل ريادة المسرح. واللافت أن الجمهور من أكاديميين ومختصين بالتاريخ تناولوا جدال المداخلتين بموضوعية بعيداً عن مفهوم التنافس بين المشرق والمغرب العربي أو الاتكاء على التشكيك في عروبية دانينوس.

Email