عرضان مصري ومغربي في اليوم الثالث

إقبال شبابي على فعاليات مهرجان المسرح العربي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تتجلى أبعاد تظاهرة الدورة التاسعة من «مهرجان المسرح العربي» في وهران، من خلال الإقبال الكبير للجمهور الجزائري على حضور كافة العروض، خاصة من جيل الشباب، حيث كانت تزدحم القاعة بعد خمس دقائق فقط من فتح أبوابها.

كما شهد العرضان المسرحيان في يوم المهرجان الثالث حالة مماثلة سواء مع مسرحية مصر «زي الناس» بمسرح «السعادة» أو المغربية «كل شيء عن أبي» بالمسرح الجهوي عبدالقادر علولة.

القوي والضعيف

وتقدم «زي الناس» للمخرج هاني عفيفي الذي استلهم نصها من مسرحية «القاعدة والاستثناء» للمؤلف الألماني برتولد بريخت «1898-1956»، الصراع الدرامي بين عالم القوي والضعيف من خلال رجل الأعمال «هشام سليم» الذي هاجسه الوصول إلى بلدة «أورغا» قبل منافسيه لتوقيع عقد حصري لبئر نفط تم اكتشافها هناك.

ويبدأ التصعيد الدرامي عبر رحلة ذاك الرجل برفقة الدليل والأجير الحمّال واجتيازهم العديد من المخاطر، بداية بالصحراء وانتهاء بقطاع الطرق.

ويتجلى من خلال رحلتهم استغلال القوي للضعيف، ليشكل الدليل معادلة التوازن بينهما بوعيه مع محدودية صلاحياته. وبالطبع يرفضه القوي حينما يعجز عن شراء إنسانيته لصالحه، ليتابع الأجير رحلته نحو الموت دون حماية أو رحمة تحت ضغط صاحب رأس المال الذي يقتله في النهاية خوفاً منه.

اختراقات العرض

وتميز العرض بجمعه بين متعة «الحدوتة» وتمكن بعض الممثلين من أدواتهم وفي مقدمتهم هشام سليم، وجمالية عزف التشيلو والإيقاع اللذين شكلا جزءاً من العرض، وبين العديد من الإضافات التي كسرت إيقاع العمل منها: إطالة المشاهد دون إضافة للمضمون.

والمبالغة في اختراقات النص من قبل شخصيتين خارجيتين هما ممثل وقريبته بأسلوب لا يخدم النص، بقدر محاولة إضفاء جو كوميدي كان أقرب تهريج المسارح التجارية، والذي تكرر مع شخصيات أخرى في فندق المحطة.

جلباب أبي

وينتقل الجمهور إلى فرجة بصرية مختلفة مع المخرج بوسلهام الضعيف في عرض «كل شيء عن أبي»، والذي نجح في الاستئثار بانتباه الجمهور منذ اللحظة الأولى عبر مشهد أداء تعبيري إيمائي لأربعة ممثلين شباب، في أجواء من الغموض تدفع المتفرج إلى «التساؤل» الذي كان محور أو جوهر العمل .

نجح العرض حتى اللحظة الأخيرة في الإمساك بانتباه المتفرج ممن يفهم اللهجة المغاربية، خاصة وأن النص اعتمد على مفارقات ذكية وظفها بأسلوب الكوميديا السوداء.

جديد

التقت «البيان» على هامش الفعاليات بإسماعيل عبدالله رئيس مجلس الأمناء – الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الذي تحدث عن جديد مشروع المهرجان قائلاً: «إضافة إلى تمديد أيام الدورة إلى 10 بدلاً من ستة، واعتماد تسمية كل دورة برمز مسرحي ، أضفنا مساراً ثالثاً معنياً بدعم البنية التحتية للمسرح في بعض البلدان العربية، بتنظيم ورش عمل لتدريب الممثلين الشباب، والعمل على تطوير عرضهم المسرحي كي يتمكنوا لاحقاً من المشاركة في المسابقة الرسمية. وسنبدأ بتنفيذ هذا المشروع خلال شهر أبريل أو مايو. ».

Email