الأول فرجة بصرية والثاني أداء تعبيري

«المجنون» و«الثلث الخالي» في ثاني أيام المسرح العربي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تابع جمهور مهرجان المسرح العربي في يومه الثاني بوهران، عرضين، الأول «المجنون» للمخرج التونسي المبدع توفيق الجبالي والمقتبس عن نص المجنون لجبران خليل جبران بقاعة مسرح «السعادة»، والثاني «الثلث الخالي» للمخرجة الجزائرية تونس آيت علي، المقتبس عن لمحمد شواط، وذلك بمسرح «علولة».

عرض نخبوي

تميز عرض «المجنون» الذي ينتمي إلى المسرح التجريبي، بانفتاح فضاءات العمل على تساؤلات تُترَك للمتفرج. وشكلت بنية العمل من بعض أشعار نص جبران خليل جبران الذي يحمل الاسم نفسه، لتكون البطولة للسينوغرافيا المشغولة بتقنية ومهارة عالية، وفي مقدمتها لعبة الإضاءة مع إيقاعات حركة الراقصين وهم ثلاث ممثلات وممثل، ليأخذ الإلقاء الذي حمل في بعض الأحيان طابع الإنشاد الصوفي دوراً ثانوياً.

واختلفت انطباعات الجمهور حول العرض بين الاستهجان لخلوه من بنية الحكاية، وبين إعجاب كبير بجمالية الفرجة البصرية خاصة من قبل من تربطهم علاقة نخبوية بالمسرح.

محاكمة افتراضية

وبالعكس بني عرض «الثلث الخالي» بطرحه المباشر على حكاية ثلاث نساء، أدى أدوارهن آمال دلهوم وريمة عطا وحورية بهلول، لتحكي كل منهن عبر محاكمة افتراضية، تجربتها الحياتية مع الرجل، بين الحالمة بالزواج التي مرت بعدة تجارب فاشلة، والتي هجرها زوجها لأخرى بعدما أفنت عمرها في خدمته، والثالثة المستقلة بحياتها والمتصالحة مع وحدتها التي فقدت رجلها في العشرية السوداء.

وما يستوقف في هذا العرض، مخزون قدرات الفنانات في التمثيل والأداء التعبيري الراقص، على إيقاعات تُصعّد من حالتهن الدرامية، ليتفاعل معها المتفرج بعفوية ويصفق طويلاً بعد كل مشهد.

كما نجحت المخرجة في تقديم فرجة بصرية جميلة سواء على مستوى الديكور المحدود بعناصره، والذي اعتمدت فيه على خلق أجواء توحي بعبثية الحياة كالحبال التي كانت تارة مشنقة وأخرى أرجوحة أو وسيلة للتحليق بالحلم، وانتقالها عبر الشخصيات الثلاث بين عدة أزمنة بإيقاع بعيد عن الرتابة. والمأخذ على العرض صعوبة فهم اللهجة العامية بالنسبة للجمهور العربي.

الاتحاد الدولي

التقت «البيان» على هامش العروض، دومينيك لوكور السكرتير العام للاتحاد الدولي للممثلين، ودينيس فوكويري الموفد العام لنقابة حقوق الفنانين بفرنسا والعضو في الاتحاد.

يقول فوكويري وزميله عن دوافع حضورهما بالمهرجان: «تمت دعوتنا من قبل الهيئة كي نبحث سبل التعاون، بهدف نشر الوعي بحقوق المعنيين بعروض الأداء وكيفية حماية وضمان حياة كريمة لهم على الصعيد المادي والمجتمعي والمستقبلي، خاصة وأن خبرتنا في هذا المجال تتجاوز 100 عام. الفنان يركز على عمله ويمنحه جهده وروحه، بالمقابل على المجتمع والمؤسسات والجهات الأخرى حماية حقوقه كي يتفرغ لإبداعه».

البحث المسرحي

تميزت الندوة المعنية بمسابقة البحث العلمي المسرحي، أمس، والتي أُعلن في نهاية جلستها عن أسماء الفائزين الثلاثة الذين تم اختياره من أصل قائمة 24 بحثاً، بالجدية والمنهج الأكاديمي وغنى المعلومات.

وجاءت أسماء الفائزين على النحو التالي:

المركز الأول عبدالمجيد أهري المغرب

المركز الثاني د. عادل القريب المغرب

المركز الثالث الأستاذة أمل بنويس المغرب

Email