ينظم الشعر بالفطرة وبذاكرة يحسده عليها الشباب

ذكريات خليفة الصاحي بين زمنين ومد وجزر

ت + ت - الحجم الطبيعي

«لو فاتتك المدارس ما تفيدك المجالس»، حكمة رددها الشاعر بالفطرة خليفة الصاحي من كلباء، الذي التقه «البيان» في التجمع الجماهيري لأهل الساحل الشرقي خلال فعاليات الدورة الأولى لمهرجان «كلباء الثقافي»، واللافت في مثل هذه الأنشطة حرص الكبار في السن من الرجال والنساء على متابعتها يوماً بيوم.

والمفارقة أن الصاحي الذي جمع في رحلة العمر بين زمنين، يُشكل الشعر جزءأً من هويته وإيقاع حياته وإن كان لا يجيد القراءة والكتابة، وفي الوقت نفسه يتمتع بذاكرة مدهشة في حفظه للأشعار سواء له أو لغيره. ورحلة اللقاء معه لها جماليتها بما فيها من عفوية ومد وجزر بين الماضي والحاضر.

زمن صعب

ورحلته مع الحياة بدأت بفقدان الأب والأم قبل أن يكمل الخامسة من عمره، فتربى يتيما بين زوجة الأب والأقرباء، لتدفعه قسوة العيش إلى الهرب على أحد المراكب إلى السعودية. ويصف تلك المرحلة قائلاً: «هربت لأنه ما من أحد يرحمك. كان عمري 13 سنة في بداية الستينيات. واخترت السعودية لكونها مقصد الباحثين عن عمل. عشت فيها سبع سنوات وعملت في دكان بالبيع والشراء، ودون ذلك لم أتعلم شيئاً».

وترتسم ابتسامة التفاؤل على وجهه عندما يستدرك قائلاً: «أما اليوم فالحمد لله كل شيء موجود والكل يتعلم. الحكومة بنفسها تبحث عن اليتيم أينما كان، لتعلمه وتعينه وتعطيه «البيزات.. كان زماننا صعباً».

عودتي كصياد

ويحكي عن أسباب عودته قائلاً: «دعاني ربعي من الأقارب للعودة، لكوني الوريث الوحيد لقارب والدي الذي رفض التجار تمويله للصيد إلا بوجود صاحب الحق. وهكذا عدت وعملت كصياد على القارب مع الآخرين لما يقرب من 30 عاماً. كانت أمنيتي بعد عودتي أن أتعلم لكن الأقارب شدّوا عليّ كي أتزوج. وحالت مسؤولياتي عن تحقيق أمنيتي».

وينتقل بعدها إلى الحديث عن ذكريات الصيد قائلاً: «كنا نذهب يومياً إلى الصيد باستثناء أيام «الخب» أي الرياح، ونبحر حتى نصل إلى عمق لا يقل عن سبع قامات ولا يزيد على 18 قامة. أما أجمل اللحظات فكانت عند عودتنا إلى الدار والصيد وفير. وما علمنا إياه البحر كثير وأهمه الصبر».

أرد البحر

ويقول عندما سألناه عن الأمنية التي سيحققها لو عاد به الزمن 50 عاماً:«لا يمكن العودة إلى الوراء، الكل يتقدم كيف أرجع!» وبإقناعه أنه سؤال افتراضي يقول دون تردد:«أرد البحر والبر، ومثلما يقول الشاعر حميد بن منصور: شو ينفعك في حياتك غير النخل والزراعة.. خدلك مرة بنت أخيار حره وفيها النفاعة.. تحط هذا على ذاك.. وتقول ينفعله ساعة».

فرح العودة

سافرت من أرض الدحيات

سافر ت عندي غير برنوص

والشارقة ييتها أمسيان

كنها بعد جنة الفردوس

ومن بر دبي لين ديره

ومغيب جرت بي الغلوص

رديت ليها هي دحيات

عرشان وفيها زود فانوس

تفسيرات:

الدحيات: منطقة في كلباء

الغلوص: سلسلة كالجنزير

Email