قصص صوتية بأربع لغات تملأ يومياتها

عائلة هواري .. الكتاب واحة معرفة وترفيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقرأ طفلا عائلة هواري، ليلى وعمار، بكثير من الوسائل، منها التقليدية: عبر الكتب الورقية، ولكن في الغالب يعتمدان على القراءة عبر الاستماع لكتب صوتية وحسية تعزز خيالهما وتحيط بهما بأربع لغات في المنزل ومنطقة الترفيه التي صممها الوالدان: معاذ ونادينا، من أجلهما بالدرجة الأولى، في سوق البحار بدبي، ذلك في تجربة متفردة تقدم القراءة بشكل ترفيهي ممتع وجاذب للصغار في سنواتهم الأولى.

القناعة الراسخة لدى معاذ هواري بأن بناء علاقة إيجابية ومتينة بين الطفل والكتاب، تتطلب وعياً بخصوصية كل مرحلة من مراحل نمو الطفل وتوفير أدوات مثالية لها، بما يضمن الحفاظ على استمرارية هذه العلاقة وتطورها تحت أي ظرف، إذ تختصر كل الجهود التي بذلها وزوجته نادينا، لجعل الكتاب من أدوات الترفيه المحببة والمفضلة لطفليهما ليلى وعمار.

مسؤولية

يقول معاذ هواري لـ«البيان»: الأطفال مسؤولية كبيرة، والتعاطي معهم في سنواتهم الأولى بشيء من الاستخفاف أو اللامبالاة، ربما يحرمهم من تبوؤ مكانة متقدمة مستقبلاً، كما قد يُطفئ لديهم شعلة الإبداع والحماس.

ويتابع: السنوات الأولى في عمر الطفل أفضل مرحلة لتثقيف الطفل وغرس الأفكار والقيم والمبادئ وتعزيز ثقته بنفسه، وكغيري من الآباء الذين يحرصون على الاستثمار في أبنائهم، وفرت الأدوات التعليمية والترفيهية التي تمكنهم من اللعب والتعلم في آن واحد منزلياً، بما يضمن نمواً آمناً لولدينا، بعيداً عن التأثر بشاشة التلفزيون أو «الآي باد» أو ألعاب الفيديو.

تحدٍ

وحول خطوة إدخال الكتاب إلى حياة عمار وليلى، بشكل مبكر، يشرح الأب: القراءة تساعد في تحسين النطق لدى الطفل، كما أنها تثري مخيلته، وانصب التركيز على جعل الكتاب أداة ترفيه وتسلية حاله حال أية دمية في المنزل.

ولكن في ظل افتقار الكُتب المدرسية لعناصر الجذب من حيث التصميم والألوان والإخراج الفني، واعتماد الأساليب التعليمية الحديثة على التقنيات التكنولوجية، يصبح من الصعب إثارة حواس الطفل أو حتى إقناعه بأن الكتاب الورقي أداة ترفيه.

ويضيف: بالرغم من صعوبة التحدي، إلا أن القصص الصوتية والحسية ذات الكتابة والأشكال النافرة سهلت علي وعلى زوجتي الوصول إلى الهدف، ومكنت ابنتنا ليلى وأخيها عمار، من تأمل الأحرف والكلمات وربطها بأصوات معينة، وليس هذا وحسب، بل إننا قمنا بشراء قصص جذابة لتحفيزهما على القراءة.

تطور

استدامة القراءة في عوالم عائلة هواري، يوجهها مشروع ترفيهي للأطفال في سوق البحار بدبي، ويحكي معاذ في الخصوص: بعد تسجيل ليلى وعمار في المدرسة كان لابد لنا من التفكير في كيفية تعويدهم على القراءة، لا سيما وأن قضاء ساعات طويلة في المدرسة، أمر مرهق ويستنفد طاقاتهم وينفرهم من النظر.. حتى إلى الحقيبة المدرسية.

وذلك إلى أن اقترحت زوجتي الانطلاق بمشروع ترفيهي نوعي، يوفر للأطفال والآباء والأمهات المتعة والتسلية والقراءة في آن واحد، وبالفعل صممنا مشروعنا العائلي «كيدز زون» وحرصنا على تخصيص ركن مميز للقراءة، يتضمن مكتبة تحتوي قصصاً للأطفال وكُتباً وروايات للأمهات والآباء بلغات عدة، ومن بينها: العربية والإنجليزية والألمانية والفرنسية..

وبذلك نكون قد ساعدنا الأهالي على الاستفادة من وقتهم، واستثماره أفضل استثمار، ذلك ريثما ينتهي أبناؤهم من اللعب.

خيارات

تقدم مكتبة «كيدز زون» ثلاثة خيارات للقراءة، فبإمكان الطفل الاستمتاع بالجلوس على مقاعد وطاولات ملونة ولافتة، أو بإمكانه الجلوس في خلية جدارية مستوحاة من أشكال خلايا النحل، ما يتيح له الانفراد بقصته، كما أنه يستطيع القراءة في حوض دائري الشكل ومليء بالكرات الملونة، أو الاستلقاء على مقعد اسفنجي ملون، أما بالنسبة للأهالي فهناك طاولات ومقاعد مريحة.

ويقول معاذ: كم من الأطفال الذين يرفضون أمراً مباشراً، يستجيبون بحماسة عندما يصبح ذلك الأمر دعوة إلى اللعب، والمسألة برمتها تتوقف على مدى فهم الآباء والأمهات لحاجات الطفل، والجهود التي يبذلونها للدخول إلى عوالم أطفالهم ورؤية العالم من منظورهم.

قصة «الجدة»

حماس بعض الآباء ورغبتهم الشديدة في مساعدة أطفالهم على القراءة يحتمل أن تؤدي إلى فقدانهم المتعة للقراءة، ولكن لمعاذ وجهة نظر أخرى مختلفة. ويشرحها: جعل القراءة عادة لدى الطفل خاصة في السنوات الثلاث الأولى، يتطلب أساليب مرحة بلا شك، وهذا إضافة إلى خيارات القراءة الجذابة في المكتبة.. إذ تستقطب فعالية «قصة الجدة» الأسبوعية شريحة كبيرة من الأطفال.

ومن بينهم طفلاي: ليلى وعمار، حيث نتيح الفرصة أمام المواهب لإلقاء قصص بأسلوب تمثيلي للأطفال، لتعزيز محبتهم لقراءة القصص وتنمية مخيلتهم الصغيرة، وتطوير مهارات عدة، مثل: الإصغاء الجيد والتعبير الشفوي وفهم العلاقة بين الكلمات المحكية والكلمات المكتوبة.

تساؤل

اهتمام معاذ وزوجته نادينا بتعويد أطفالهما على القراءة وحب الكتاب، دفعنا للتساؤل عما إذا كانا قد حظيا هما شخصياً، خلال مرحلة الطفولة، بالقدر ذاته من الاهتمام من عائلتيهما.

ويجيب معاذ في الخصوص: لا أحد منا يولد وهو يعرف كيف يغدو والداً أو والدة. كما ترد نادينا: نتعلم كيف نتعامل مع أطفالنا من خلال مشاهدة الأهل، ومن خلال التجربة والخطأ أيضاً، ونحن كأي أب وأم، نقلق من أن تكلفنا أخطاء بسيطة أكثر من ما يمكننا تحمله.

معرفة

وتوضح نادينا أن بعض الأهالي لا يحبذون الطريقة التي اعتُمدت في تربيتهم، ويتعهدون بأن يكونوا مختلفين، لتكون طفولة أبنائهم أفضل من طفولتهم التي عاشوها في السابق، أما البعض الآخر فيربون أبناءهم بناءً على تجارب ومشاهدات عائلية.

وتتابع: يقع الآباء والأمهات في حيرة كبيرة عندما يتعلق الأمر بالتربية، ولدى إنجاب الطفل الأول يتبادر إلى أذهانهم تساؤل حول أي نوع من الأهل يودون أن يكونوا، فالأم على سبيل المثال، لا تريد أن تكون حازمة جداً ولا متساهلة أيضاً، وكذلك الأب.

ولكن لمعرفة الطريقة الأمثل لبناء نظام تربوي مثالي وعائلة متماسكة، فإن على كلا الزوجين قراءة كتب متخصصة عن التربية والطفل.. وسبل إنجاح العلاقة الزوجية والأسرية، على سبيل المثال لا الحصر. وهذا بدوره يؤكد أن المعرفة أساس كل شيء في حياة الإنسان، وأن القراءة ضرورة من ضرورات المعرفة والإيجابية الحياتية التي لابد من غرسها في الأطفال في مراحل عمرية مبكرة.

فوائد

وتتحدث نادينا عن فوائد القراءة للأطفال، من وجهة نظرها: القراءة تنمي لدى الطفل الشعور بالمسؤولية والاعتماد على الذات، وتعزز تمسكه بمبادئ الصدق والاستقامة والعدالة، وتجعله شجاعاً ورحيماً مع نفسه ومع الأصدقاء والحيوانات والنباتات، فيكبر متوازناً ومتعاطفاً مع بيئته ويحترم من حوله.

وتوجه نادينا نصيحة إلى الآباء والأمهات تمدهم بالقدرة على النجاح في تنشئة أطفال قارئين ومثقفين، مفادها أن ثقة كلا الوالدين بمواهبهما الفطرية السليمة وحكمتهما الداخلية وتعاونهما وحرصهما على القراءة ونهل المعرفة، مسائل تجعل منهما قدوة صالحة لأطفالهما.

وتستطرد: يتعلم الصغار من خلال مراقبة وتقليد الأشخاص المحيطين بهم، وفي حال اعتادوا على الاحتكاك بالكتب والقصص من خلال رؤيتها على أرفف المكتبة المنزلية أو مشاهدة الأب أو الأم وهم يقرؤون، فإن مصيرهم أن يمسكوا بالكتاب لا محالة.

حب

وترى الأم نادينا، أن إظهار الحب للأطفال، لا يكون بتركهم لساعات أمام شاشة التلفزيون أو شراء وجبات «برغر» لذيذة لهم أو تلبية جميع متطلباتهم، فذلك سيجعلهم أكثر اتكالاً وسطحية وأنانية، بل يجب أن يكون بطريقة تعزز إنسانيتهم ومسؤوليتهم وتهيئتهم لاكتساب قدرات تجعلهم أفراداً سعداء وفاعلين في المجتمع.

مواصفات

الأطفال الذين يُقرأ لهم يتعلمون القراءة بسهولة وسرعة أكبر من غيرهم لاحقاً في المدرسة. إنها قاعدة أساس، يقتدي بها معاذ ونادينا، إذ يؤكدان، أيضاً، أنه ولإعداد مكتبة خاصة بالطفل، على الوالدين مراعاة شراء قصص خفيفة الوزن يمكن له حملها والتجول بها في أرجاء المنزل فيتصفحها بسهولة.

Email