حوار فكري بين محمد بن راشد وباولو كويلو: المستقبل كتاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبادل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والروائي العالمي باولو كويلو، رسائل فكرية تمحورت حول المعرفة والقراءة والكتاب، اتفقا خلالها على أن الكتاب هو الدواء لمعالجة أزمات المجتمعات، وأن صناعة المستقبل لا يمكن أن تتم إلا تحت ظلال الكتاب.

وكتب كويلو في رسالته مهنئاً بإنجاز تحدي القراءة، أن رسالة هذا التحدي تكمن في أن الحل الجذري لخروج المجتمعات من أزماتها، هو القراءة، فعندما تقرأ أمةٌ ما، فإنها بذلك تبدأ الخطوة الأولى في رحلة تغيير مصيرها؛ لتصنع مستقبلاً مشرقاً.

واستشهد كويلو بقول محيي الدين بن عربي: «كلُّ سفينةٍ لا تجيئها رياحها مِنها فهي فقيرة»، لتأكيد أهمية المبادرة الذاتية في مسيرة التقدم والتميز، قائلاً: «ها أنتم في الإمارات والعالم العربي بدأتم صناعة مصائركم بأنفسكم، تركبون سُفُنَ المعرفة، تملأُ أشرعتكم رياح القراءة، لترسوا بكم قريباً في موانئ المستقبل».

وفي رده على كويلو، استذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، تجربة أمتنا مع المعرفة حين سادت وقادت وانفتحت على الحضارات الأخرى، وأصبحت منارة للبشرية. وقدم سموه مثلاً بصورة تاريخية من بغداد التي كانت تنتشر فيها أكثر من 100 دار نشر، بلغت إنتاجاتها مئات الآلاف من الكتب، فضلاً عن بيت الحكمة الذي كان يضم أكثر من مليون كتاب. وتساءل سموه، أين هي بغداد اليوم في ظل موجات الكراهية والعنف التي تسود المنطقة، بعد أن كانت يوماً منارة العالم.

وكتب سموه: «تعلمنا الدرس التاريخي بشكل جيد جداً، أن لا مستقبل بغير كتاب، ولا انفتاح وتقبل وتعايش وتسامح بغير كتاب، ولا إبداع وابتكار واختراع بغير كتاب، ولا اقتصاد وريادة وقيادة بغير كتاب».

ورغم قتامة الصورة في المنطقة العربية، إلا أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، عبر عن تفاؤله بالجيل الناشئ الذي عبرت عنه فتاة مغربية مصابة بالسرطان، والتي تحدت المرض بقراءة 166 كتاباً، والفتاة الأردنية الكفيفة التي استعانت بصديقة ترى بعين واحدة لتقرآ معاً عشرات الكتب بعين واحدة، مؤكداً سموه أن تلك الروح من تحدي المعرفة التي تحب العيش تحت ظلال الكتاب، قادرة على إحداث الفرق وصناعة المستقبل.

إقرأ أيضا ..

محمد بن راشد: لا مـستقبل بغير كتاب

باولو كويلو: صنعتم مصائركم وركبتم سُفُنَ المعرفة وأشرعة القراءة تقود إلى المستقبل

نائب رئيس الدولة: تعلمنا من الدرس التاريخي ولا انفتاح أو إبداع وابتكار وريادة بغير كتاب

إضاءات الحرف في مُراسلات أدبية بأسلوب رفيع

تركي الدخيل: أمة لا يسير أمامها أمثال محمد بن راشد تتكبد الصعاب

علي بن تميم: حوار معرفي راقٍ بين قائد ومثقف

هالة عبدالله القحطاني: الكتاب سر الحياة

سلطان العميمي: نمط أدبي أوشك على الاختفاء

 

 

 

 

 

Email