كتابها خارطة طريق للتخلص من الإرهاب
نصوص شيماء المرزوقي تذود عن الوطن
من كان يصدق أن تتكاثر العمليات الإرهابية وحركات الغدر الطائفية وجرائم الكراهية والبغض والعنصرية في دول عربية عُرف عنها حماية الضعيف ونجدة الملهوف وإكرام الضيف، نعم إن الأمة العربية تعيش في هذه الحقبة الزمنية عصراً غريباً تقشعر له الأبدان في ظل ما ترتكبه الجماعات المتطرفة من جرائم إنسانية بشعة تجير ويلصق بها اسم الإسلام، وهو بريء منها.
«البيان» التقت الكاتبة شيماء المرزوقي، التي حاولت رسم خارطة طريق للتخلص من الإرهاب والفكر المريض، ووصف الوجع والواقع المؤلم، ووضع يدها على مكمن الهم عبر نصوص استثنائية تذود عن حمى الوطن بين كتابها «منذ متى تطير الخفافيش تحت الشمس» الصادر عن دار كتاب للنشر والتوزيع.
قيم العروبة
تقول الكاتبة شيماء المرزوقي لـ«البيان»: إننا في زمن مؤلم، باتت فيه قيم العروبة الغدر بالشقيق والقريب، فمن كان يصدق أن تتضاءل الأوطان وتضمحل في قلوب من ارتوى من مائها.
وتغذى من غذائها، بل من أعطته ومنحته ولم تبخل عليه، ليأتي اليوم ويطعن بالوطن وأهله وناسه بكل قسوة وتجبر، لقد بُلينا للأسف بجماعات متطرفة تتغذى وتنمو وتكبر بسبب البعض منا، إما عن سذاجة وبراءة ممزوجة غير مبررة، أو بقصد وتعمد؛ لأن بعض القلوب مريضة وبعض العقول ساهية وبعض الضمائر في إجازة.
وتابعت: ما حفزني على تسخير القلم الذي لطالما قام مرتزقة الكراهية باستخدامه لنشر ظلامهم وفسادهم في المجتمعات، هو رغبتي في التعبير عن التقدير الكبير الذي أكنه لرجالنا البواسل الذي يتعاملون مع كل خلل أمني أو حادثة عابرة بمهنية عالية وروح قوية، وقد شرفني معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي، بكتابة مقدمة الكتاب.
سباق حضاري
بسؤالها عن خارطة الطريق التي رسمتها في كتابها للتخلص من الإرهاب.
أشارت المرزوقي إلى أن إعطاء النــاس رغيــف خبز وأمن وأمان وفرصة للسلام والتعليم والاطلاع والمعرفة، كل ذلك يضمن الصدارة في السباق الحضاري العالمي.
ولكنه لن يتحقق إذا تم النظر لمكونات المجتمع بفوقية ومزاجية وانتقائية وتمييز بين الناس، وكان الهدف العملي السيطرة على مقاليــد الحكـم ونشر أفكار ووجهات نظر ومبادئ على حساب التنوع والاختلاف في المجتمع دون مراعاة لمفاصله وتوزيعاته، علاوة على تكميم الأفواه ومصادرة حرياتهم الشخصية.
عنصر الأمن
وقالت: يمكن لأي أمة أن تحقق نجاحات اقتصادية وترتفع على مؤشرات التنمية المستدامة وتحقق قفزات حضارية طويلة، وهذا جميعه يمكن تحقيقه بالتخطيط والعمل والتعليم ونشر المعرفة وتحويلها لجزء من التفكير العام، وليس مستحيلاً النجاح ومسابقة الأمم في هذا المضمار الحيوي الهام، لكن من المستحيل تماماً أن يتحقق مثل هذا الجانب دون عنصر الأمن الذي تم تعريفه كمطلب قومي يجب على أمم الأرض تحقيقه ليكون لديها القدرة على النمو والتطور.
كتب ومقالات
حول دور الأقلام المستنيرة في مواجهة الظلاميين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قالت المرزوقي: نشاهد ملامح التشدد والغلو الديني في كلمات وتعليقات كثير من مستخدمي منصات التواصل، ما سبب تضاؤل مساحات الحقيقة وانهزام صوت العقل أمام هذا المد الخبيث والمحمل بالأفكار الملتوية والمعلومات الكاذبة.
وبالرغم من شراسة الهجمة إلا أن شريحة واسعة من المثقفين محلياً وعربياً لم تفقد الأمل ولا تزال تحارب بفكرها وكلماتها وكتبها ومقالاتها.
تماسك
لفتت المرزوقي إلى أن مجتمع الإمارات تصدى لهجمات الكراهية والبغض والفكر المتشدد بوعيه التام بقيم دينه الحنيف وقيمه المحملة بالتسامح والمحبة والإنسانية والعبقة بالخير والعطاء والحوار واحترام الآخر.
