مكتبتها تفيض بكتب المغامرات والفضاء والأميرات وتطوير الذات

القراءة سلوك أسرة محمد ثاني العافس اليومي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الوقت الذي يمضيه الوالدان مع أطفالهم وهم يحتضنونهم خلال قراءتهم القصص، تجربة ولحظات لا تقدر بثمن، فإلى جانب القيمة المعنوية هذه، تؤكد الدراسات والأبحاث وجود الكثير من الفوائد لها، ومن أبرز الفوائد الخفية التي نقدمها لأطفالنا في عمر مبكر، تكمن في توسيع مداركهم ليتقدموا بما يقارب من ستة أشهر عن عمرهم في مرحلة 4 - 5 سنوات.

وفقاً لما أوضحته أبحاث معهد ملبورن لتطبيقات البحوث الاقتصادية والاجتماعية في هذا المضمار، إلى جانب استيعابهم معاني القيم بجانبيها الأخلاقي والإنساني وتنمية تفاعلهم ومشاعر التعاطف والثقة بالنفس وغيرها.

 

وفي اطار مشروعها الهادف إلى تسليط الضوء على أبعاد القراءة وتأثيرها في رقي المجتمع، «البيان» التقت أسرة محمد ثاني العافس، التي اتخذت من القراءة سلوكاً يومياً ودرباً يفتح آفاق المعارف أمام الأم مريم عبد الكريم وأبنائها الصغار، وهم: راشد وسيف وشما وآخر العنقود شمسة.

فستاني كالأميرات

دفعنا حماس الطفلة شمّا، 5 سنوات، التي كانت تمسك بيديها إحدى القصص إلى بدء الحديث معها، حيث بادرت بالقول «هذا الفستان أهدتني إياه ابنة خالتي»، مشيرة إلى ثوبها الذي يشبه عالم القصص بجماله، ولدى سؤالها لم تعتبره أجمل أثوابها، قالت:

«لأنه يشبه عالم الأميرات الذي أحبه، مثل قصتي هذه عن «الأميرة مايا» ولديّ الكثير من القصص عن الأميرات. وبلا تردد تسرد القصة على مسامعنا مستخدمة جملاً تجمع مفرداتها بين العامية والفصحى إلى جانب الثقة بالنفس.

حب المغامرة

تلك الثقة تعززت في الولدين راشد، ويوسف، حيث يحكي راشد الذي تنحصر هواياته في الرياضة، ويقول عما يشده إلى عالم القراءة والكتاب: «أحب المغامرات والألغاز والقصص البوليسية والمحققين، ولا أتردد في قراءة أي كتاب يخصها. والوقت المفضل عندي للقراءة هو قبل النوم. وأقرأ في الصف ما يعادل رواية كل أسبوعين أو ثلاثة، إلى جانب قراءتي لأخبار الرياضة على الإنترنت».

«المشتري وبلوتو»

ويشترك معه سيف في حب الرياضة، إلا أنه يضيف إليها هواية مختلفة تتمثل بشغفه بقراءة ومتابعة أية معلومة ترتبط بالفضاء. وحدثنا عن بعض الكواكب مثل«بلوتو»، قائلاً: إنه الكوكب الأصغر بين الكواكب الشمسية التسعة، بعد اعتراف العلماء أخيراً به على أنه كوكب.

أما الكوكب الأكبر والأسرع في دورانه فهو «المشتري». وهل تعرفين أن سطحه غير صلب، لذا تغوص الأجسام فيه، بينما يتميز كوكب زحل بما يحيط به من حلقات غازية. معبراً عن حلمه بأن يكون في المستقبل «شرطياً».

دور مضاعف

ونتوجه في حوارنا إلى الأم مريم عبد الكريم الموظفة، التي تقوم بدور مضاعف نظراً لعمل زوجها الذي يقوم على السفر الدائم، لتقول عن علاقة العشق التي تربطها بالكتاب: أحرص على نقل شغفي بالكتب إلى أطفالي، منذ حملي بهم. والعادة التي أصبحت تقليداً في الأسرة، هي قراءة القصص قبل النوم.

ونتناوب على قراءتها مع أولادي بعد تعلمهم القراءة. أما البديل في حال رفضهم القراءة في بعض الأحيان، فهو لعبهم دور الراوي ليسردوا قصة من مخيلتهم، ويجدوا في هذا الدور متعة كبيرة.

وتحكي عن بدايات تعلقها بالكتاب قائلة: منذ الطفولة عشقت الكتب، ونظراً لأن والدي ووالدتي لم يكونا متعلمين فلم يكن يعنينهم أن نقرأ، لذا كنت أبحث في بداية الصيف عن كتب الصف التالي الذي ترفعت إليه، لأقرأها جميعها بمتعة كبيرة. ومن خلال رحلات المدرسة إلى معارض الكتاب في الشارقة، وجدت الفرصة لشراء القصص البوليسية والألغاز.

وبعد زواجي وبقائي مع زوجي خلال بعثته في أوروبا لمدة 6 أشهر دون ما يشغلني، بدأت بكتابة القصص التي كنت أرسلها إلى مواقع المنتديات الإلكترونية، وكانت تلقى تجاوباً واستحساناً. وبعد التحاقي بالعمل ومسؤوليات الجديدة، تحولت قراءاتي إلى كتب تطوير الذات والمعرفة التي كانت تستهويني، خاصة أنني أحب التجدد والتطور.

تحدث خوفي

مريم خلال حديثها تطرقت إلى أبرز الكتب التي تركت أثرها في نفسها أو شكلت نقلة نوعية في تفكيرها، قائلة: من آخر الكتب التي طالعتها وشكلت نقلة مهمة في تعاملي مع الخوف، هو «آخر إماراتي في نيبال» للدكتور عبد الخالق عبد الله.

والمقاربة تمثلت في خوفي الشديد من المغامرة، بما في ذلك ركوب الطائرة أو تجربة ما هو جديد، وأدركت خلال قراءتي لتجربته لدى حدوث الزلزال وقدرته على تجاوز مخاوفه، بل استغلال تلك اللحظات في الكتابة، أنه أصبح بإمكاني أنا أيضاً تجاوز مخاوفي وقد نجحت في ذلك. أما الروايات التي أثرت في مشاعري فهي عديدة، على رأسها رواية «ريتاج» للكاتب حمد الحمادي، التي استمعت بقراءتها والعودة عبر فصول عدة بدافع التعمق في التحليل والربط بعكس مشاهدة المسلسل التلفزيوني «خيانة وطن» المقتبس منها.

وكذلك رواية «عيناك يا حمدة» التي سهرت عليها في جلسة واحدة حتى النهاية، نظراً لتفاعلي القوي مع أسلوب الكاتبة آمنة المنصوري. وأشارت إلى أن الكتاب الذي ساعدها كثيراً في عملها وتطوير مهاراتها هو «النجاح في العمل باستخدام قوة الخطابة»، وقالت إن الكتاب يضم أحاديث الأبطال الفائزين بجوائز «توست ماسترز» العالمية في فن الخطابة.

ومن ضمنهم العربي محمد القحطاني الذي فاز بالجائزة العام الماضي. ولدى سؤالها عن مشروعها المقبل في القراءة، قالت بحماس: «أعكف حالياً على كتابة روايتين بمضمون اجتماعي، إضافة إلى ثلاث قصص للأطفال وسيتم إنجازها قريباً».

 

Email