خلال ندوة بالقاهرة حول روايتها «في فمي لؤلؤة»

ميسون صقر: سعادتي بالبحث تتجاوز الكتابة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

عقدت الدار المصرية اللبنانية للنشر والتوزيع بالقاهرة، ندوة لمناقشة رواية الكاتبة الإماراتية الشيخة ميسون صقر القاسمي «في فمي لؤلؤة»، الصادرة عن الدار نفسها هذا العام والتي كشفت خلالها أنها حققت سعادة بالبحث عن مضامين الرواية أكثر مما حققته بالكتابة نفسها. شارك في الندوة وزيرا الثقافة السابقان، جابر عصفور و شاكر عبد الحميد، بجانب الروائي طارق إمام، ورئيس الدار الناشر محمد رشاد.

وبدوره، رحب الكاتب والمفكر وزير الثقافة الأسبق، الدكتور جابر عصفور، برواية «في فمي لؤلؤة»، وكاتبتها الشيخة ميسون صقر، وأشار في حديثه إلى جماليات الرواية قائلاً: «قرأتُ الرواية مرتين: الأولى حتى أعرف عن ماذا تحكي، والأخرى حتى اكتشف ما قالته الكاتبة، وأستطيع القول إن ميسون صقر، وظّفت العديد من الجماليات اللغوية والأدبية لتشكيل روايتها التي بين أيدينا، ولا يخفى على أحد، حضور الكاتبة في صورة شخصية (شمسة) بطلة الرواية، لا سيما أنها كانت بطلة روايتها السابقة (ريحانة)، لذا، أعتبر أن شمسة هي قناع ميسون صقر ولسانها».

أزمة الإنسان

وأضاف عصفور، أن رواية «في فمي لؤلؤة»، استطاعت أن تعبِّر عن أزمة الإنسان في بحثه عن ذاته، من خلال شخصية «شمسة» والشخصيات التي خلقتها من وحي خيالها، مثل شخصيتي «آمنة» و«مرهون»، معتبراً أن هاتين الشخصيتين، هما لسان حال شمسة، ويبوحان بما يصعب عليها البوح به، واعتبر عصفور، الرواية تدور في فلك عالم المتاهة التي لا تنتهي، وتنتقل الشخوص من متاهة إلى أخرى دون نهاية محددة.

وفسر وزير الثقافة المصري الأسبق، معنى عنوان الرواية، بأنه وجد الإجابة عنه في ما بعد منتصف الرواية على لسان «آمنة»، حيث تفسر راوية الأحداث شمسة قائلة: «جازفت، وضعت لؤلؤة صغيرة في فمها، حتى لا ينزلق الكثير من الكلام».

مكنون الرواية

ومن جانبه، أثنى وزير الثقافة الأسبق، الدكتور شاكر عبد الحميد، على الرواية وغلافها الذي صممته الكاتبة ميسون صقر، وفسر قائلاً: «أعتبر الغلاف معبراً بكل معنى الكلمة عن مكنون الرواية، إذ يقدم صورة لجميلة الجميلات مارلين مونرو، وهي ترتدي عقداً من اللؤلؤ المهدى إليها من زوجها الأديب آرثر ميلر، ويغطي وجهها خريطة الخليج العربي، الذي كان مركزاً لاستخراج اللؤلؤ، وكأن الغلاف كناية عن علاقة الشرق والغرب، ومعاناة استخراج اللؤلؤ والغوص في بحر المجهول، وبين ارتداء النساء له لتزيين أعناقهن».

وأشار عبد الحميد إلى أن الرواية توفر مساحة خصبة للثنائيات، وحضور ثنائيات الرجل والمرأة، وحضور كل منهما بطريقته الخاصة، فضلاً عن المباينة بين الخفي والمعلن، وهي سمة واضحة في شخصية «شمسة»، التي تعاني من أزمات نفسية.

منظور مختلف

أما الروائي طارق إمام، فقد قرأ الرواية من منظور مختلف، استهله مع عالم الحكايات المتداخلة الذي تقدمه الكاتبة، حيث تدخل من حكاية شمسة -التي أسماها «الحكاية الإطارية»- إلى عالم النساء، ومنه إلى عالم المعاناة واستخراج اللؤلؤ.

وأضاف أيضاً أن الرواية تصب في صالح المرأة، حيث إن كانت الرواية تتناول الرجال ومعاناتهم في استخراج اللؤلؤ والتضحية بحياتهم في سبيل ذلك، فإنهم يبقون داخل الحكاية فحسب، ويتجلى هذا واضحاً في سؤال شمسة لجدتها: «أين الرجال؟!»، أما الواقع، فيصبح للنساء الحاضرات بقوة في صدارة الرواية، بداية من الساردة «شمسة»، وحتى الجدة التي تحمل بروحها حكايات الماضي.

سبع سنوات

وفي ختام الندوة، عقّبت الكاتبة الإماراتية ميسون صقر، معربة عن سعادتها لنشر روايتها التي استغرقت سبع سنوات للبحث والتمحيص والكتابة، مشيرة إلى أن استمتاعها بالبحث والمعلوماتية، تجاوز سعادتها بالكتابة والسرد الأدبي.

تجدر الإشارة إلى أن رواية «في فمي لؤلؤة»، تتناول تاريخ منطقة الخليج العربي من خلال عملية استخراج اللؤلؤ والغوص في البحار، وانعكاس هذا على شخصية «شمسة» بطلة الرواية، التي تسعى إلى اكتشاف روحها من خلال التاريخ وعالم حكايات الجدة. يذكر أن رواية «في فمي لؤلؤة»، هي الرواية الثانية للكاتبة الإماراتية ميسون صقر، بعد روايتها الأولى، ريحانة، الصادرة في عام 2003.

صعوبة

قال جابر عصفور، إن الرواية أرادت أن تتعمق في جوانب عدة، حيث الاستعمار والاحتلال والهوية والذات، قائلاً: «مع القراءة، واجهتُ صعوبة في تحديد وجهة الرواية، إذا كانت تنتمي إلى عالم رواية ما بعد الاستعمار، أم الرواية ما بعد الحداثية، ورغم نجاحها أدبياً، إلا أنها لم تصل إلى عالم ما بعد الحداثة، وهذا لا يقلل من مكانتها، بل على العكس».

Email