كرّمت عطاءات أهلها في ختام موسمها الثقافي الدولي 38

أصيلة تحتفي بالروائي التونسي حسونة المصباحي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تنم مدينة أصيلة طوال أسبوعين من الزمن، فقد كان ليلها يتصل بنهارها مزداناً بحشود ناسها السعداء على كورنيشها البحري، وساحاتها، وفي أماكن الأنشطة الفنية.

أسبوعان كانا حافلين بالفعاليات المتنوعة من ندوات فكرية وثقافية حوارية وأمسيات موسيقية وغنائية وورشات للفن التشكيلي والحفر والصباغة، ضمن موسمها الثقافي الدولي الثامن والثلاثين، الذي أسدل ستارته الليلة قبل الماضية، في حفل حاشد أقيم بقاعة المؤتمرات بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية جمع مناسبتين تحت خيمة واحدة، إذ تسلم الروائي التونسي حسونة المصباحي جائزة «محمد زفزاف للرواية العربية»، لتستمر الاحتفالية بتكريم عطاءات أهل المدينة، حيث قام محمد بن عيسى الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة وعمدة المدينة ووزير الخارجية والتعاون المغربي السابق، يحيط به أعضاء المجلس البلدي بتقديم الهدايا وشهادات التقدير لمجموعة من أعمار مختلفة ومهن عدة لتميزهم كلّ في مجاله.. فكرمت الأم المثالية، والطلبة المتفوقين، إلى جانب صياد السمك والسائق والخباز وعامل النظافة، وسط حفاوة الحضور وتصفيقهم.

المصباحي وفرحة التكريم

وكانت لجنة تحكيم الجائزة التي يترأسها الناقد المغربي شرف الدين ماجدولين وتضم كلاً من محمد بن عيسى أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة والباحث والكاتب المغربي شعيب حليفي والباحث البحريني نادر كاظم والناقد المغربي عبد الفتاح الحجمري، والباحثة التونسية جليلة الطريطر والناقد اللبناني لطيف زيتون، أجمعت على منح الجائزة للروائي التونسي حسونة المصباحي، نظراً لما تمثل تجربته من رصيد جمالي وموضوعي جديد في الرواية العربية.

وأعرب المصباحي في مستهل كلمته عن سعادته بهذا التكريم في لحظة تتلاطم فيها الكثير من الذكريات، فهو من جهة يرتبط بموسم أصيلة الثقافي الدولي الذي يحتفي به اليوم، منذ بداية انطلاق الموسم في نهاية عقد السبعينيات من القرن الماضي، كما يرتبط من جهة ثانية بالأديب والروائي الذي يتشرف بتسلم جائزة باسمه، وهو الروائي المغربي الراحل محمد زفزاف.

من جانبه، قال محمد بن عيسى أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة «إن لحظة مكافأة مبدع على مجمل منجزه الأدبي، لهي لحظة إنسانية بامتياز، عشنا مثيلاتها في الدورات الخمس السابقة مع من نالها من روائيين عرب، امتازوا بغنى تجربتهم وتعبيرهم الفني الناضج من خلال نصوصهم الفائزة».

وقال شرف الدين ماجدولين رئيس لجنة تحكيم الجائزة: «إن اختيار لجنة التحكيم لهذه السنة منح «جائزة محمد زفزاف للرواية العربية» للروائي التونسي حسونة المصباحي، يأتي نظراً إلى ما تمثله كتاباته من تجربة فنية استثنائية، وحساسية سردية فريدة في حقل الكتابة الروائية العربية».

جائزة وكتاب

تعد جائزة «محمد زفزاف للرواية العربية» إحدى أهم الجوائز العربية، التي تمنحها مؤسسة منتدى أصيلة، ليكون حسونة المصباحي الفائز السادس بها بعد الطيب صالح، وإبراهيم الكوني، ومبارك ربيع، وحنا مينة، وسحر خليفة، وهي أسماء تنتمي إلى أجيال وتجارب سردية مختلفة، وإلى بلدان عربية تغطي المشرق والمغرب العربيين.

يذكر أن المؤسسة أصدرت كتاباً عن الفائز هذا الموسم بعنوان «حسونة المصباحي: سردية الهامش والمنفى» أعده الناقد المغربي شرف الدين ماجدولين ويضم دراسات ومقالات عن تجربة المصباحي.

 

احتفالية عربية وعالمية بالشاعر محمد بنيس

الاحتفاء، كان له ما سبقه، في أيام الموسم الحالي، حيث احتضنت «خيمة الإبداع» في مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، ضمن برنامج الدورة 31 لجامعة المعتمد بن عباد الصيفية، يوماً احتفالياً بالشاعر المغربي محمد بنيس استمر على مدى ثلاث جلسات تكريماً لعطاءاته الغنية والمميزة في ميداني الشعر والترجمة.

وشارك عدد كبير من الشعراء والنقاد والمترجمين المتخصصين في شعر بنيس والمتابعين لإنجازاته الشعرية والنثرية على مدى العقود الأخيرة، من المغرب، وتونس، ولبنان، والبحرين، وإسبانيا، وفرنسا، وألمانيا، وتركيا، والولايات المتحدة، واليابان.

مداخلات وشعر وموسيقى

وتحدث محمد بن عيسى، في كلمته الافتتاحية، عن محمد بنيس وشمائله الإنسانية وروح الديمقراطية التي تسكنه، قائلاً: «لا أحسبني مبالغاً إن اعتبرت إنتاجه المشهود له بالتميز والتجديد، أحد أدوات التعريف بالثقافة المغربية الحديثة خارج حدود الوطن».

واعتبر الشاعر المهدي أخريف، منسق احتفالية خيمة الإبداع، بنيس حالة ثقافية فريدة تجسدها مساهماته القوية في تطوير التجربة الثقافية الحداثية في المغرب، منذ مطلع السبعينيات إلى اليوم.

وخاطب الروائي أحمد المديني الشاعر المحتفى به بالقول: «أخلصت لنفسك، وصنعت مشروعك، وأنجزت بثقة ونجاح أعمالك إبداعاً وبحثاً، وسجلت الإبداع العربي المغربي في محافل الشعر الكبرى».

وقدم الشاعر الياباني بانيا ناتسويشي، شاعر الهايكو الحديث والمترجم، مداخلة عن «قصائد الهايكو التي كتبها محمد بنيس»، والتي نشر بعضها في مجلته الفصلية للهايكو «جينيو» من ترجمته، بعدما تعرف على الشاعر المغربي للمرة الأولى سنة 2001 في فيلانسيا بسلوفينيا، وسجل بهذا الخصوص ملمحي السوريالية والموسيقى في قصائد الهايكو التي كتبها محمد بنيس.

مداخلات

وشهد اليوم الاحتفالي أيضاً مداخلات لكل من: الناقدة والباحثة الأكاديمية حورية الخمليشي والباحث والشاعر المحجوب الشوني، الشاعر والناقد الأدبي عز الدين الشنتوف، والروائي والإعلامي التونسي حسونة المصباحي، والشاعر والروائي والمترجم والناقد الأدبي والفني الفرنسي برنار نويل، في مداخلة تليت بالنيابة عنه بعنوان: «أنا الآخر»، ومن إسبانيا المستعرب والمترجم فيدريكو أربوس، المدير السابق للمركز الثقافي الإسباني في القاهرة، ومن لبنان الشاعر والكاتب الصحافي عبده وازن، ومن الولايات المتحدة الشاعر والمترجم بيير جوريـس.

وكان ختام الاحتفالية بقراءات من شعر محمد بنيس مترجماً إلى اللغات الفرنسية والإسبانية والإنجليزية واليابانية، تلتها معزوفات على آلة العود للفنان والباحث في موسيقى الآلة عمر المتيوي مدير أوركسترا «جمعية كونفليونس موزيكال» بطنجة مرفوقاً بترانيم صوفية، قبل أن يتلو المحتفى به الشاعر محمد بنيس مقتطفات من قصائد ديوانه الجديد «أنا الأزرق».

 

Email