أمسية للمكتب الثقافي لمنال بنت محمد ضمن فعاليات مجلسه الرمضاني

«الفن لدعم الخير» إبداع في خدمة الإنسانية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

استضاف مساء أمس، المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، ورئيسة مؤسسة دبي للمرأة، حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، المجلس الرمضاني السنوي الأول في نادي دبي للسيدات.

وجمعت الدورة الأولى لمبادرة «مجلس المكتب الثقافي الرمضاني» شخصيات بارزة وقادة الفكر في حوار أقيم تحت عنوان «الفن لدعم الخير»، وأدارها الشيخ سلطان سعود القاسمي، مؤسس مؤسسة بارجيل للفنون، تحدث فيها عن الإبداع الفني ودوره في خدمة الإنسانية والعطاء الخيري.

حضر المجلس سمو الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، رئيس مجلس الأمناء في مؤسسة سلطان بن خليفة آل نهيان الإنسانية والعلمية؛ إلى جانب علي بن ثالث، الأمين العام لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي؛ وطيب الريس، الأمين العام لمؤسسة الأوقاف وشؤون القصر؛ وسعيد النابودة، المدير العام بالإنابة لهيئة دبي للثقافة والفنون «دبي للثقافة»، وشمسة صالح، المديرة التنفيذية لمؤسسة دبي للمرأة.

لمسة الفن

وكجزء من دورته الأولى، تولى المقتني الشيخ سلطان سعود القاسمي، مؤسس مؤسسة بارجيل للفنون، التحدث عن مدى تأثير الفن على القطاع الخيري، وتبع ذلك جلسة لطرح الأسئلة والإجابة عنها. وركز القاسمي في حديثه على العديد من الأساليب والطرق التي يستخدم فيها الفن في هذا القطاع الإنساني، كما قام بتوضيح كيفية استخدام الفن في جمع التبرعات من خلال إقامة المزادات الخيرية والاستفادة من عوائد مبيعات مختلف القطع الفنية، بالإضافة إلى إمكانية استخدامه أيضاً في مجال الرعاية الصحية عبر العلاج بالفن، وأكد على أهمية العمل على تغيير الرأي العام تجاه تأثير الفن من خلال اعتماد نظام تسويق يخصص جزءاً من أرباحه لهدف معين.

كما استهل الشيخ سلطان سعود القاسمي محاضرته بمقدمة عن دور الفن في المجتمع عبر التاريخ في العالمين العربي والغربي، وطرح العديد من الأمثلة، حيث ساهمت لوحة فنية في حث الشباب الأميركي على التطوع بالخدمة العسكرية في زمن الحروب الأولى، كذلك لوحتين للفنان المصري الراحل حامد عويس، أولها تصويره فرحة الشعب المصري بتأميم قناة السويس عام 1957، وثانيها لوحته بعد نكسة الحرب مع إسرائيل عام 1967.

وتحدث عن دور الفنانين في دعم الأعمال الخيرية من خلال التبرع بلوحاتهم للمزادات، والتي تعكس جانباً إنسانياً في غاية النبل والأهمية، كلوحة للفنانة الشيخة لطيفة بنت مكتوم التي بيعت في مزاد خيري لـ«نور دبي» قبل سنوات بمبلغ 14 مليون درهم وهي قيمة لم تصل إليها أي من الأعمال الفنية الأخرى في تاريخ المزادات العربية.

تاريخ ومسيرة

كما أكد على أهمية تتبع مسيرة بعض الأعمال القيّمة لفنانين إماراتيين، لكونها جزءاً من تاريخ الفن الإماراتي، أي ضرورة معرفة المقتني لها لكونه مزاداً ذا نفع عام، وذلك بهدف الاستعانة بها في معارض خارجية أو غيرها. وقدم مثالاً على ذلك، لوحة قيّمة للفنان الإماراتي موسى الحليان التي بيعت في أحد المزادات الخيرية، والتي استغرق البحث عنها ما يقارب من العام بهدف المشاركة بها في جناح الإمارات ببينالي البندقية قبل عامين.

كما استعرض ما حققته بعض المزادات الخيرية الخاصة بالأعمال الفنية في الإمارات من نجاحات، كمؤسسة جسور التي جمعت تبرعات من أعمال فنانين سوريين بقيمة 750 ألف دولار.

كما تناول محوراً شكل إضاءة جديدة، وهو أهمية تبرع الفنانين ببعض أعمالهم للمستشفيات، مما يساعد في خلق جو من الألفة بين المرضى والمكان، ورسم البسمة على وجوههم.

الفن والثقافة

وتعتبر الدورة الأولى التي استهلها «مجلس المكتب الثقافي الرمضاني» والتي حملت عنوان «الفن لدعم الخير» ضمن الأعمال الخيرية التي يواصل المكتب الثقافي إطلاقها لدعم هذا القطاع، مثل برنامج «صلة» الفني الذي تم تصميمه ليمتد لعام واحد لمساعدة الأطفال على التعبير عن عواطفهم عن طريق الفن، والذي اختتم فعالياته هذا الشهر، وتوّج إنجازاته من خلال النجاح الذي حققه معرض الأعمال الفنية للأطفال المشاركين في البرنامج الذي أقيم في ركن الأزياء في دبي مول، والتي تم عرضها أيضاً في المجلس.

وسيتم إقامة مبادرة «مجلس المكتب الثقافي الرمضاني» الجديدة في شهر رمضان المبارك، وستتطرق كل عام إلى موضوع جديد بهدف تسليط الضوء على الفن والثقافة ومدى أهميتهما لدولة الإمارات.

 

منى بن كلي: رؤى وأفكار تعزز الحراك الثقافي المتنامي في الإمارات

قالت منى بن كلي، مديرة المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم: «يسعدنا إطلاق مبادرة مجلس المكتب الثقافي الرمضاني، والتي حملت لهذا العام شعار «الفن لدعم الخير»، حيث تعكس المبادرة إيمان سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم بأهمية العمل المستمر لدعم الأعمال الخيرية، وقد سلط متحدثنا الموهوب، سلطان سعود القاسمي، الضوء خلال الفعالية على الدور الهام الذي يلعبه الفن لمساعدة المؤسسات الخيرية على تثقيف الجمهور العام، وتحثها أيضاً على العمل مع المستفيدين منها في هذا القطاع الإنساني. وتمثل هذه المبادرة الجديدة منصة للشخصيات البارزة للاجتماع والعمل معاً كل عام، وتبني ودعم تطوير الفنون من خلال المشاركة بالنشاطات وتبادل المعرفة والأفكار. ونحن نلتزم من جانبنا باستضافة هذه الفعالية سنوياً لكشف النقاب عن الرؤى والأفكار الجديدة التي تساعد في تشجيع وتعزيز النمو الثقافي المستمر في دولة الإمارات».

تبادل المعرفة

وقال الشيخ سلطان سعود القاسمي: «تجمــع مبادرة مجلس المكتب الثقافــي الرمضانــي ما بين الفنـــون والساحــة الثقافية فــي دبي خــلال شهــر رمضــان المبارك، وأود أن أتوجــه بالشكــر هنا للمكتب الثقافي لسمــو الشيخــة منــال بنــت محمــد بن راشد آل مكتوم على الجهود التي يبذلها لتسليــط الضــوء على أهمية التقديم والعطاء للقضايــا الإنسانــية على مدار العام، دون أن يقتصر ذلك على شهر رمضان فحســب، وتمثل هذه الفعالية فرصة ليجتمــع خلالها المهتمون بالفن والأعمال الخيريــة والمجتمــع ككــل سعيــاً لتبادل المعرفــة والخبــرات».

 

أعمال تذكارية

ضمت القاعة ركناً خاصاً بالأعمال الفنية التذكارية، التي حمل كل منها مجسماً يمثل شخصية البطل الذي رسمه كل طفل وطفلة ممن شاركوا في برنامج «صلة الفني»، والتي تعد قطعاً فنية بحد ذاتها. 

  مداخلات  

اختتمت الجلسة بحوار مفتوح مع الجمهور ليطرح العديد من الحضور تساؤلاتهم عن مدى تأثر الفنان بفارق القيمة الكبير الذي تباع فيها لوحات بين المزاد الخاص والمزاد الخيري. وإن كان المجتمع يدرك أن الفارق بالقيمة مرتبط بالجانب الخيري، وشدّد البعض على أهمية دور الإعلام الذي يسبق إقامة هذا النوع من المزادات للتمكن من المشاركة فيها. 

Email