نقاد ومتخصصون يرصدون تأهيل الممثل المسرحي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

للتمكن من خشبة المسرح لا بد أن يكون هناك نص قوي وممثلون مبدعون وإخراج متمكن، إضافة إلى الكثير من المفردات المسرحية التي تصب في نجاح العرض المسرحي، وفي ظل غياب الدراسة الأكاديمية لا بد من توفير الورش المتخصصة في مجالات الفن المسرحي كالأزياء والسينوغرافيا والإخراج..

حيث تأهيل الممثل يحقق في النهاية عرضاً مسرحياً متكاملاً، يواكب الحراك الثقافي ويرتقي بأخلاقيات وثقافة الشباب، »البيان« التقت مجموعة من المهتمين للحديث عن أهمية إعداد ممثلين للمسرح من أجل المحافظة على التطوير والتميز المسرحي.

ورش احترافية

أشار الناقد عزت عمر إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك مسرح في ظلّ غياب الجامعات والمعاهد الأكاديمية والورش الاحترافية، وإن كان ثمة مسرح فلا بدّ أنه مسرح هواة يقدّمون عروضاً في مناسبات احتفالية، ولكن هذا النمط من المسرح ينتمي إلى ما قبل المسرح الحديث الناهض عربياً وعالمياً على العلوم الأكاديمية بدءاً من إعداد النص وانتهاء بكلّ تقنيات العرض المسرحي من ديكور وإضاءة وصوت وغير ذلك.

المسرح ينهض على فريق العرض والممثل أساسه، ومن المفترض أن تتم متابعة إعداد الممثل وذلك من خلال الورش التدريبية والنظرية، فكيف سيتقدّم في أدائه إن غابت الورش؟

الدراسة الأكاديمية

الدكتور محمد يوسف يذهب أيضاً إلى ضرورة وجود دراسة أكاديمية، حيث تحتوي كلية الفنون بالشارقة على كل الفنون وينقصها المسرح، ولا يمكن تحقيق الدراسة الأكاديمية من دون توفير الضمان الاجتماعي.

كما أن نتائج الورش قد لا تأتي بالمطلوب، كما أن أثناء المهرجانات يتم البحث عن أسماء وخبرة للمساعدة في سرعة الإنجاز لذلك لا يوجد وقت للتدريب، لا بد من وجود منبع أكاديمي والورش حقن مؤقتة، أحياناً يكون هناك نتاج من الورش ولكن ينقطعون بعد فترة لأن سوق العمل يشدهم، الشباب يحتاجون لضمان اجتماعي حيث يوجد هناك ربط أكاديمي وشهادة ووظيفة.

وأضاف: الكثير يأتي ليقدم إلقاءً وتمثيلاً، مبتعدين عن السينوغرافيا والموسيقى التصويرية والعصف الذهني، والأزياء، وتقوم دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة بدور كبير في اكتشاف المواهب وتدريبها ولكن بعد فترة تختفي، هناك أسماء كبيرة بدأت من المسرح ثم اتجهت إلى جهات أخرى.

السعي الذاتي

لا بد أن تتكامل التجربة وتأخذ قانونيتها ومشروعيتها هذا ما وضحه محمود أبو العباس الناقد المسرحي في حديثه وقال: المعاهد والورش في أحيان كثيرة لا تعطي كل ما لديها للطالب ليكون فناناً متميزاً، حيث إن السعي الذاتي والشخصية المتطورة يضيفان كثيراً إلى المسرحي..

كما أن الورش المسرحية التي تقام تكاد تكون متقطعة الأوصال بسبب عدم استمرارية المشارك في الورشة لتقديم نفسه بطريقة مغايرة أو بطريقة تكميلية وأن يحاول من خلال هذه الورش أن تتفتح له خطوط يحاول متابعاتها للوصول إلى الهدف وبأن يكون مسرحياً متميزاً.

وأضاف: حضور الورش مهم جداً لأن المسرح بتخصصات الإضاءة والسينوغرافيا والديكور وفن المكياج والأزياء والتمثيل وكتابة النص المسرحي، هذا التنوع مهم حتى نرفد المسرح بطريقة متطورة لتؤكد هذه الورش استكمال المشوار ودون انقطاع، وهي تحتاج إلى متابعة من قبل الشباب أنفسهم.

التمثيل والإخراج

قال الفنان مرعي الحليان عن أهمية الورش: في العام الماضي قامت دائرة الثقافة والإعلام بتبني ورشة أقيمت في جمعية المسرحيين، وتم استدعاء ما يقارب من 30 شاباً، الكثير غير مندرج تحت فرق مسرحية وتم أعطاؤهم ورشة في تقنيات الأداء أشرف عليها مجموعة من المسرحيين المهمين، وكان نجاح هذه الورشة بأن عدداً كبيراً منهم انضم إلى فرق المسرحية.

كما تطرق الحليان في حديثه إلى مهرجان المسرحيات القصيرة والذي لديه نظام جيد وممتاز وقال: لا يشارك المخرج بالمهرجان إلا بشروط منها أن يحضر ورشاً في التمثيل والإخراج، كما أن إعداد الممثل يحتاج إلى وقت، فالممثل يتدرب على التربية البدنية للجهاز الصوتي ولغة الجسد، حيث إن في المعاهد الخاصة بالغرب تمتد إلى عام وعامين لبناء الممثل.

الخيال والذاكرة

وفي حديث الفنان مرعي الحليان عن الورش قال: هناك ورش ولكن لا تعطي نتائجها بسبب الوقت القصير، وهي تعطي 90% معلومات أكثر من التدريب البدني الرياضي، حيث إن التدريب البدني ينمي الخيال والذاكرة ويؤدي إلى اكتشاف جماليات الجسد، وقد طالبنا لقيام ورشة واحدة بالسنة للالتقاء بمجموعة من الهواة وتبنيهم في ورشة معدة مخرجاتها وأهدافها للوصول إلى ممثل صاحب جسد وصوت معبر.

Email