فقدت منذ 150 عاماً في أرشيف مجلة توقفت عن الصدور
وصفة للشاعر الأميركي والت ويتمان تطل من المجهول
تم الكشف، أخيراً، عن دليل للمساعدة الذاتية، في صورة مقالات عمرها 150 عاماً، دونها الشاعر والت ويتمان، وهو أحد الشعراء الأميركيين البارزين، ليقدم بعض النصائح الفريدة للرجل الأميركي خلال القرن التاسع عشر، من حيث كيفية الوصول إلى المزيد من «اللياقة البدنية النبيلة».
واللافت للنظر أن بعض النصائح التي قدمها لا تتوافق مع المشورات الطبية التي يتم تداولها في وقتنا الحالي. وذكرت صحيفة «غارديان» البريطانية أن وصفة ويتمان الطبية تستند بشكل عام إلى اتباع نظام غذائي بسيط من اللحوم، مع تجنب تناول الحلويات والأطعمة المقلية أو حتى الخضار، والاستيقاظ مبكراً صباحاً.
سطور نثرية
ويأتي دليل ويتمان «الرجولة الصحية والتدريب» كمقالات مؤلفة من نحو 47 ألف كلمة، تتناول كيف يكون المرء رجلاً حقيقياً، وهو عمل ظل طي النسيان لفترة طويلة، منذ ظهوره في صورة 13 حلقة أسبوعية، جرى نشرها خلال خريف عام 1858، وتحديداً في صحيفة بمدينة نيويورك، توقفت عن الصدور منذ زمن.
وفي سطور نثرية طويلة، تأتي في صورة غير مترابطة أحياناً، يشيد الشاعر بمزايا الهواء النقي، والأحذية الجيدة، والتعرض بشكلٍ كافٍ لحمامات الشمس، وذكر ويتمان أن اللحية ملمح محبذ، بصفتها «توفر حماية صحية كبيرة للحنجرة».
إشارات مرجعية
وبالعودة لكيفية العثور على الوصفة الطبية، فقد كان طالب الدكتوراه بجامعة هيوستن، زاكاري توربين، يبحث في أعمال الشاعر ويتمان التي أنتجها في إطار عمله الصحافي، ليعثر على إشارة مرجعية واحدة تتناول «الرجولة الصحية»، بواسطة موس فيلسور، ليعمد بعدها لطلب ميكروفيلم صحيفة «أطلس نيويورك»، من مكتبته.
وبعد مدة، تمكن توربين من إيجاد جهاز قديم لتشغيل الميكروفيلم، فيعتريه الذهول لعثوره على سلسلة هائلة، تضيف بشكل بالغ لما تم إخفاؤه من أعمال ويتمان المعروفة، التي فُقد الكثير منها على مر السنين، بدفنها في الصحف القديمة، وهي سلسلة يعتقد بأنها عصية على الرقمنة الإلكترونية.
وهنالك، وجد طالب الدكتوراه الشاعر ويتمان، كرجل في منتصف العمر في ذلك الوقت، وكان يحث القارئ بقوله: «إليك، يا رجل الدين، والأديب، والمعتدل، والثري، والمهمل، النصيحة ذاتها. استيقظ!.. واخرج صباحاً».
ترنيمة وأغنية حب
وقال إد فولسوم، الأستاذ في جامعة أيوا، ومحرر النشرة الربع سنوية عن الشاعر والت ويتمان، إن تلك السلسلة كتبت عندما كان الشاعر يكافح لتدبير أمور معيشته بعد فشله في بيع ديوانه «أوراق العشب»، وتلك فترة لم يعرف فيها سوى القليل عن حياته.
ويصف إد فولسوم ذلك الدليل كترنيمة للجسم والحياة الصحية، وكأغنية حب. لكن من المحتمل أن تتضارب وجهة نظر ويتمان بشأن النظام الغذائي مع أكثر المخاوف الصحية والبيئية الحديثة، وإن لم يكن بشكل تام، لأنه يؤيد تجنب تناول الفطائر والسكر.
وأوضح البروفيسور أنه في حال تم الاستغناء عن تسعة أعشار جميع التحضيرات المختلفة للطهي وتركيباته، وعن الخضراوات والحلويات والحساء، والحلويات، والأطباق المخبوزة، والسلطة، ناهيك عن الأطباق المقلية في الزيت، وكافة الحلويات والكريمات، والفطائر، والهلام، وذلك من جملة الأكل الذي اعتاد الناس على تناوله، وباستبداله باتباع نظام لحوم غذائي.
فإنه سيكون صريحاً حول ذلك الموضوع، ليدلل في عبارة أوضح على أن نظاماً غذائياً حصرياً، يعتمد على اللحوم، تقريبا، سيؤدي لنتيجة قوية للغاية، لصالح الظفر بجسم نبيل، وذلك وفقاً لما تناولته تلك المقالات.
