عيسى بن راشد آل خليفة: الغناء البحري يتهدده غياب الرواة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«الغناء البحري في الخليج العربي»، مثّل موضوعة محاضرة موسعة شائقة، تحدث فيها الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة - رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة في البحرين، آنذاك. إذ احتضنتها ندوة الثقافة والعلوم بتاريخ 2 فبراير 1994.

وشرح الشاعر خلالها، قيمة وجماليات هذا اللون الفني في منطقة الخليج العربي، إضافة إلى طبيعة الأغراض التي يؤديها، مستعرضا في الخصوص، جملة أنواع وأشكال له، ومتطرقا إلى ماهيات الظروف التي أثرت فيه والعوامل التي حكمت مساراته ومحتواه.

استهل الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة محاضرته، موضحا أن غالبية ما سيتطرق إليه سيكون عن الغناء البحري في البحرين، تحديدا، حيث عايش الشاعر معظم مؤدي ومغني هذا الصنف الفني. وبرر تخصص محاضرته في هذا الحيز من الغناء البحري ضمن دول الخليج العربي، بندرة المصادر.

إذ لم يُوثق التراث في منطقة الخليج، إلا حديثاً، والمصدر الوحيد لهذا الفن، كما لفت، هم الرواة، والذين هم في الوقت نفسه، رجال البحر الذين يعتبرون التراث جزءا من حياتهم اليومية. وبين في السياق، أن هؤلاء خزان ذاكرة الغناء البحري، ولكن خطرا يتهدد هذه الذاكرة الثرة، جراء غيابهم عن الحياة.

هواية وإبداع وقصص

أكد الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، في أول محاور محاضرته، أن ظروف الحياة في السابق تختلف عما هي عليه الحال اليوم، مبينا ان موسم الغوص كان محصوراً في شهور الصيف الأربعة، والناس كانوا يبقون ثمانية أشهر في انتظار الموسم المقبل، وخلال هذه الفترة اعتادوا أن يتجمعوا في دور للطرب ليرددوا الأغنيات التي تشرح حالهم وتحكي قصصهم، في كل ليلة، وليبدعوا ويُخرجوا بهذا، فنوناً جميلة تساير الهواية الفنية لديهم.

مجموعتان

شرح المحاضر مجموعة جوانب وحيثيات في صلب تخصص موضوع أغاني البحر، مشيرا إلى أنها تتكون من مجموعتين، أولاهما: العمل، وهي التي كانت تردد في فترة العمل (أربعة أشهر الصيف). وتبدأ من ميناء الانطلاقة لتستمر حتى عودة الغواصين.

 ويدخل ضمنها، ويصاحبها عدد من الفنون، بينها: رفع الشراع.. وغيره من الفنون الأخرى المعروفة في الشأن. وكذا تتميز تلك الأغاني بالبساطة وارتباطها بالعمل وشد الهمة، ومن نماذج أغاني البحر، والتي رددها الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة خلال المحاضرة:

«تركت صوت المنابر

وتبعت شيل الأناير

ظليت في البحر ساير

هذا المقدر علي...».

5 فنون

أما المجموعة الأخرى من أغاني البحر، فتضم ما يردد في غير موسم الغوص، حسب ما ذكر المحاضر.. وهذا الفن يطلق عليه «الفجيري»، وقال أيضا، إن الناس في منطقة الخليج العربي، درجوا على أن يغنوا فن الفجيري حسب ترتيب وأنواع الفن الخمسة، وهي: «البحري والعدساني والحدادي والمخولفي والحساوي».

وشدد الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، في نهاية محاضرته، على ضرورة تبني آليات عمل منهجية وعلمية في خطط اشتغال المؤسسات الثقافية المعنية بحفظ التراث الخليجي، منبهاً أن غياب الكثير من الرواة وتغير معالم الحياة، يشكلان تحدياً كبيراً بالنسبة لكافة جهات المجتمع.

«يوم رجعوا»

ألقى الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، أثناء المحاضرة، جملة أبيات تنتمي إلى فن أغاني البحر في الخليج العربي، ومما ردده:

«يا الله، يا الله، يا الله

من يوم رجعوا عمامي

جفت عيوني منامي

عطشان والقلب ظامي ».

Email