براعة الجمع بين الرسم الواقعي والكرتوني
سحر الفنون اللاتينية في لوحات ليز راموس
يعيش الزائر في سحر عوالم فنون أميركا اللاتينية من خلال زيارته لمعرض «العمق» للفنانة البيروفية الشابة ليز راموس بغاليري فن ديزاين في مجمع السركال بمنطقة القوز الصناعية في دبي. وإن كانت السمة الغالبة على فنون تلك المنطقة الواقعية السحرية التي تجمع بين الاهتمام برسم أدق تفاصيل المشهد الواقعي وبين عوالم السريالية في تركيب موضوع اللوحة، فإن أسلوب ليز يختلف بجمعه بين الرسم الواقعي لشخوص نسائها ومحيطهن، وبين فن رسم الشخصيات الكرتونية وتحديداً شكل العينين، والاعتماد على اختزال التفاصيل مقابل معالم الخطوط الأساسية لتحديد الكتل إلى جانب تقشفها في الألوان لتأخذ مساحة محددة مقابل هيكل بناء بقية العناصر، لتكون البطولة أو محور تركيز النظر في التعبير الإنساني لوجوه نسائها.
وقوف الزمن
وما يستوقف الزائر في أسلوبها، الجمع بين البراعة في الرسم الواقعي لحركة الجسد وفي الوقت نفسه اعتماد بساطة الأسلوب وشاعرية الإحساس من خلال لمسات لعناصر توحي بالرقة والعذوبة كأوراق النبات أو زجاجة العطر والطير أو السمكة الضخمة المستكينة بين ذراعي فتاتها في مساحات من الهدوء الموحي بوقوف الزمن. وتأخذ الزائر كل لوحة في المعرض ، إلى عالم مختلف تتداخل فيه الطبيعة مع إيقاع الحياة اليومية أو الأحلام، بتقنية عالية واهتمام بأدق تفاصيل اللوحة مما يعكس تمكن ليز من أدواتها الفنية. ومن خصوصية أسلوبها أيضاً، الرسم على ألواح خشبية التي تتماهى خامتها المتماوجة في أجواء اللوحة بتأثير يعكس هامشاً من الدفء الإنساني، مما يزيد من حساسية المشهد الفني وجماليته.
حبي لدبي
وتلخص ليز التي تعمل في مجال تصميم الغرافيك تجربتها الفنية بقولها: «وفر لي عملي في دبي مساحة من الوقت منذ بداية إقامتي فيها قبل ثماني سنوات، وشعرت بحب يربطني بالمدينة لأبدأ بالعودة إلى نفسي كفنانة قبل استغراقي في الحياة المهنية» ، وتحكي ليز التي تدرس الرسم في الجامعة الأميركية عن جمعها بين الرسم الواقعي والكرتوني قائلة: «هذا الجمع ناتج من عملي المهني في الغرافيك. وتركيزي الدائم خلال الرسم يعتمد على إبراز المشاعر الداخلية التي تختزنها المرأة والمطلة من عينيها تحديداً».
