الهاجري وغباش ولوتاه يستشرفون المستقبل

رواد يرصدون الطب وعلاقة التعليم بالتنمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ظل التعليم هاجساً وطنياً قبل وبعد نشأة الدولة، إلى جانب جملة قضايا مجتمعية تنموية مهمة في الإمارات.

وأولت القيادة الحكيمة تطوير التعليم ومعالجة القضايا الملحة، كبير الاهتمام. كما بذل الرعيل الأول من أبناء الدولة جل خبراتهم وعلمهم لخدمة الهدف نفسه، وتمثل هذا في كم الأطروحات العلمية والأبحاث التي ناقشت مشكلات التعليم وقضايا المجتمع.

إذ احتضنتها وشجعتها جائزتا راشد للتفوق العلمي و(العويس للإبداع)، وتبرز في الخصوص: رسالة دكتوراه للدكتور عبيد سيف عبيد الهاجري، من جامعة القاهرة – كلية الاقتصاد والعلوم السياسية – قسم العلوم السياسية (1993) بعنوان: «التعليم والتنمية السياسية في الإمارات العربية المتحدة »1971 – 1987«، بحث »تاريخ الطب في دولة الإمارات العربية المتحدة« ل : د.رفيعة غباش ود.مريم لوتاه.. والذي نتج عنه جمع وثائق أصلية تشرح مراحل تطور الطب في الدولة.

مسيرة ودعم

يتتبع الدكتور عبيد سيف عبيد الهاجري في رسالته، مختلف مراحل وتفاصيل موضوعة طرحه، منذ قيام الدولة الاتحادية والانفتاح على العالم الخارجي، ومن ثم الانتعاش الاقتصادي – نتيجة الطفرة النفطية – وزيادة الدخل القومي الذي ساعد على تطور التعليم وانتشاره في معظم أنحاء الدولة. وتنطلق الدراسة من فرضية أساسية تتصل بالعلاقة بين التعليم والتنمية السياسية، مفادها أن نظام التعليم – وبالذات التعليم الجامعي – يفرز فئات اجتماعية من شأنها أن تؤدي دوراً رئيساً في عملية التغيير.

وخلصت الدراسة إلى أن التعليم عامل أساسي يدعم مسيرة التنمية السياسية، خاصة فيما يتعلق بأولويات تلك التنمية في الدولة الحديثة، والتي تجسدت في: عملية إعداد الكوادر الوطنية والقوى البشرية اللازمة لتنفيذ خطط التنمية( التنشئة السياسية المتمثلة في نقل القيم والتقاليد والمعايير الاجتماعية إلى النشء والشباب)، تنمية الإحساس بالمواطنة والانتماء إلى الأرض والوطن الكبير.. وذلك عن طريق المقررات والبرامج التعليمية والدراسية.

1993

وشكل موضوع (تاريخ الخدمات الطبية في دولة الإمارات العربية المتحدة) محور الدورة الرابعة لـ»جائزة العويس للإبداع« في العام 1993، إذ استعرض البحث الفائز فيها آنذاك: »تاريخ الطب في دولة الإمارات العربية المتحدة"، طبيعة التطور التاريخي لهذا المجال في الدولة. وأكدت الباحثتان اللتان أنجزتاه: د. رفيعة غباش ود. مريم لوتاه، أن ما دفعهما لتناول الموضوع، ندرة المصادر والمراجع في موضوعة البحث.

لذا انطلقت د.رفيعة غباش إلى بريطانيا فمضت تنبش في ما تضمه مكتباتها ومراكزها من مؤلفات وسجلات تاريخية وسياسية.. وما تحتويه من مراسلات دارت بين شركة الهند الشرقية التي مثلت الحكومة البريطانية في منطقة الخليج، والمقيم السياسي البريطاني ورجالات الدولة البريطانية.

بدايات وأوائل

وبعد رحلة بريطانيا، توجهت غباش إلى البحرين، المدينة التي كانت مقراً للمقيم السياسي البريطاني وللإرساليات الأميركية ذات الطابع الطبي، فحصلت على مراجع قيمة. كما كان لها، ضمن الإمارات، جولة مع أوائل الأطباء في الدولة والمنطقة.

وشاركت الدكتورة مريم لوتاه في إثراء مادة البحث فيما يتعلق بالطب العربي والطب النبوي، بالإضافة إلى دراستها الطب الشعبي في الإمارات وعلاقته بالممارسات العلاجية. كذلك تناول الفصل الثاني في البحث، بدايات الطب الحديث في إمارات الساحل.

وكذا رُصدت الجهود البريطانية في مكافحة وباء الجدري مطلع أربعينات القرن الماضي، بجانب الجهود المحلية والعربية لتنمية الخدمات الطبية، وأوائل الأطباء المواطنين في الإمارات. كذلك تطرق الفصل الثالث في البحث إلى تطور المؤسسة الطبية في الدولة.

Email