النعيمي والمهيري وناصر يسيرون على درب التحدي

أطروحتان تضيئان طريق المرأة والتعليم

ت + ت - الحجم الطبيعي

موضوع قديم متجدد، بل إنه ينال، في الوقت الحالي، نصيباً كبيراً من الاهتمام والبحث، كانت قد أضاءت عليه جائزة راشد للتفوق العلمي في العام 1991، إذ منحت لأطروحة الدكتوراه «تقويم برنامج الإعداد المهني لمعلمي المرحلة الثانوية بدولة الإمارات العربية المتحدة» للباحث الدكتور علي راشد عبدالله النعيمي، والتي حاز بها شهادة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية، حينذاك، من جامعة الإمام محمد بن سعد الإسلامية في المملكة العربية السعودية.

كما احتفت جائزة العويس للإبداع-1998م ( العويس للدراسات والابتكار العلمي- آنذاك)، ببحث نوعي طرق قضية مهمة فنال الجائزة، وهو : « دور المرأة مستقبلاً، كمشاركة في بناء المجتمع»، لشيخة عيسى سالم المهيري وفاطمة حسين ناصر.

دليل ونموذج

تنبع أهمية بحث الدكتور علي راشد عبدالله النعيمي، من كونه قضية مجتمعية، حيوية وحساسة، تعني الشرائح والفئات كافة. كما أنه مثّل ويمثّل، دليلاً ونموذجاً منهجياً للاشتغال الفاعل في سياق ممارسات تقويم برامج تأهيل المعلم في الدولة.

واللافت أن الأطروحة ركزت في معالجاتها وطبيعة دراساتها التفصيلية، على جملة أهداف بارزة، جوهرها تقويم برنامج الإعداد المهني لمدرّسي المرحلة الثانوية في الإمارات عن طريق بناء معيار للحكم على مدى كفاية برنامج الإعداد المهني المخصص للمدرّسين، سعياً إلى تحديد جوانب القوة والضعف فيه، ومن ثم تحقيق الغايات المرجوة.

ولم يغب عن الدراسة، وضع تصور علمي بشأن برنامج الإعداد المهني للمدرّسين، دقيق وتتوافر فيه الخصائص الكمية.

حاجة مُلحة

قسّمت أطروحة «تقويم برنامج الإعداد المهني لمعلمي المرحلة الثانوية» إلى تسعة فصول، تضمن الأول: مقدمة البحث. ومن ثم استعرض الدكتور علي راشد عبدالله النعيمي في الفصل الثاني، جملة الدراسات السابقة في موضوع الأطروحة.

ولينتقل في ثالث الفصول إلى موضوعة أشكال وأساليب إعداد المدرّس في العالم العربي. ثم شرح في رابع الفصول، طبيعة الاستراتيجية المطبقة في إعداد المدرّس بالإمارات. واعتنى الفصل الخامس في استعراض أبرز الاتجاهات الحديثة في إعداد المدرّس. أما السادس فناقش: بناء المعيار.

واشتمل الفصلان السابع والثامن، على بيانات وخلاصات الدراسة والاستقصاء الميداني للباحث في خصوص مسألة البحث. وشددت الأطروحة على ضرورة اعتبار تقويم جوانب تربية المدرّس باستمرار، قضية ركيزية وحاجة ملحة، كونها تضمن الحفاظ على كفاءته المهنية.

تمكين ومستويات تطور

ركزت شيخة عيسى سالم المهيري وفاطمة حسين ناصر، في أطروحتهما « دور المرأة مستقبلاً، كمشاركة في بناء المجتمع»، على محور أساس كوّن حلقات الدراسة والنقاش في مضمون هذا البحث الفائز بجائزة العويس للإبداع-1998م، يتجسد بماهية اعتناء الدولة في تمكين المرأة الإماراتية، إذ وضّحت الباحثتان الجهود والإمكانات المرصودة دعماً للمشروعات والمبادرات في هذا الصدد.

كذلك واكبت وعرضت موضوعات البحث، لملامح تجسد ثمار هذا النهج، أثناء تلك الفترة، والتي كانت قد بدأت الإماراتية فيها رسم ملامح مشاركتها المجتمعية الفاعلة.

وخصص البحث مساحة مهمة رصد فيها وضع المرأة في المجتمع المحلي، أضاء معها على أهم دلائل ومستويات تغير وضعها وتطور حجم تأثيرها وإسهامها الخلاقين في التطوير والبناء الاجتماعي، وذلك في ظل التبدلات الجديدة( حينذاك)، وكثافة وتنوع جهود المؤسسات الرسمية والمجتمعية الخاصة بتأهيلها ومساندتها.

كما شرحت الدراسة أشكال التحديات التي واجهت المرأة، وناقشت، في الوقت نفسه، قيمة وأهمية دورها في المستقبل كشريك مهم في نهضة وارتقاء المجتمع ورفعة كفاءات قواه العاملة.

سلبيات وإيجابيات وحلول

نقاط كثيرة تناولتها الدراسة، وعلى رأسها: دور المرأة في التنمية، تحليل الوظائف الاجتماعية للأسرة، التغيرات التي طرأت في حياة المرأة الإماراتية، أثر تلك المتغيرات على واقع الأسرة الخليجية (نموذج حالة الإمارات)، الأسرة المعاصرة ومدى صحة كونها فقدت الكثير من وظائفها الأساسية التي كانت تؤديها في الماضي..

وهل سيؤثر ذلك على مكانتها في الحاضر؟، أهمية مشاركة الأسرة في صوغ المستقبل، السلبيات والإيجابيات التي جلبتها رياح التغيير الاجتماعي على الأسرة التقليدية، حجم البيانات الإحصائية التي تعبر عن نتائج هذا التغيير.

توصيات

أوصت دراسة « دور المرأة مستقبلاً، كمشاركة في بناء المجتمع»، بضرورة النظر في إمكانية تأسيس المركز العربي للدراسات الأسرية، لتناط به مهام إجراء المسوح والدراسات الخاصة بالقضايا والظواهر والمشكلات الأسرية جميعها، بموازاة السعي إلى صياغة استراتيجية إعلامية أسرية (إعلام أسري)، تحرص على ترسيخ وتأصيل ثقافة أسرية عربية، مؤكدة جدوى الشراكة بين برامج التخطيط السكاني والاجتماعي.

Email