سلطان صقر السويدي:

الندوة منارة تعزز رسالة دبي الحضارية

ت + ت - الحجم الطبيعي

«لم تُضأ أو تكتمل دائرة الإنجاز في قصة بروز وتطور ندوة الثقافة والعلوم في دبي، أو تأتلق حتى، إلا بفضل دعم قائد محب للثقافة والارتقاء.. أرادها منارة فكر وعلم تتسق مع رؤية ورسالة دبي والإمارات الحضارية، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم». ذاك هو المقوم والأساس الذي يراه سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة، ضمانة ومحفزاً عززا دور وقيمة هذه المؤسسة الفكرية المجتمعية مذ رأت النور.

عوامل

شجون وحكايا لا تنتهي، عن الندوة وخطواتها الأولى، موشاة بلذة النجاح وعزيمة الاستمرار، في جعبة سلطان السويدي:

«لم يك طريق تأسيس الندوة سهلاً مفروشاً بالورود، إلا أنه ممهور ببريق بصمات الإخوة المؤسسين، وعلى رأسهم: معالي محمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، ومستشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إبراهيم أبو ملحة». وأكد أنه لم تكن لترسخ وتتحصن دعائم الندوة، إلا بتكاتف وتعاضد رجالات فكر وثقافة عديدين (مؤسسوها ونخبة مثقفين آخرين)، عملوا بروح الفريق وحرّكتهم هموم التنمية الثقافية. وتابع: «أود أن ألفت في السياق، إلى أن الندوة، وإلى الوقت الحالي، تستفيد من خبرات وآراء مثقفين هم من خارج مجلس إدارتها، لكنهم عملياً، منها وفيها، أمثال: الأديب عبد الغفار حسين، د. سعيد حارب».

1988

يواصل السويدي سرد ذكريات نشأة الندوة وحكاياها:

«انضممت إلى الندوة عقب تأسيسها بعام واحد، تحديدا في 1988. ثم أصبحت عضو مجلس إدارتها سنة 1989. وأذكر جيداً، أنه حينذاك، كان طموحنا وحماسنا كفيلين بهزمنا العقبات. وبقي هاجس التحسين النوعي المستقبلي وتحقيق الغايات الاستراتيجية يداعب مخيلتنا ويحركنا. ومع هذا الطموح لم يك ليكفينا المقر آنذاك، المكون من شقة واحدة بشارع الرقة بدبي (مبنى الرستماني). فأنشطتنا تكثفت وتنوعت ورؤانا اغتنت. وبذا برزت لنا ملحة، حاجة وجود مبنى حديث واسع. فشرعنا نطرق بوابات تحقيق حلمنا.. والذي بات واقعاً في 2008. ولا يفوتني في هذه المحطة، التنويه بدور محمد المر، صاحب الجهد والحماس الأبرز لتشييد وإيجاد مبنى الندوة، الذي كان رئيس لجنة مبنى الندوة في منتصف وأواخر التسعينيات من القرن الـ20، وكنت وبلال البدور منضويين معه فيها».

قرار وتشجيع

يضيف السويدي: «صدف أن واجهتنا، حينذاك، إشكالية صعبة تمثلت في كون المقترح الأول يحدد موقع إنشاء مبنى الندوة في منطقة الشندغة، والتي تبين لنا بعد الدراسة، أنها لن تتيح لنا توفر المبنى المأمول كما نرغب، بفعل الازدحام فيها. هكذا، وبعد أن استشرنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وشجعنا سموه، كان القرار، وبتعاون أشخاص وجهات كثيرة معنا، وفي المقدمة قاسم سلطان مدير بلدية دبي آنذاك، بطرح وتبني مقترح تشييد مبنى الندوة بمنطقة الممزر، ذلك بين العامين 2000 و2002م، وحينذاك، لمّا تسلمنا قطعة الأرض للمشروع، كان يرأس الندوة المستشار إبراهيم بوملحة».

%90

يقول سلطان صقر السويدي: الندوة محظوظة بدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، معنوياً ومادياً، إذ إن 90% من ميزانيتنا الخاصة مقدمة من سموه. وهو ما يغنينا عن الاعتماد بشكل أساس، على إعانات وزارة الشؤون الاجتماعية أو التبرعات. الأمر الذي يقوي حضورها وممارستها دوراً طليعياً في الحياة الثقافية والعلمية والمجتمعية العامة في الدولة وعلى المستوى العربي، ليتعزز معه تنسيقها وتعاونها مع منظمات عالمية رفيعة في المجال، على رأسها اليونسكو. وألفت، أيضاً، إلى أننا حريصون على أن تبقى الندوة، بيتاً وحضناً مثاليين لدعم الموهوبين والمبدعين في العلوم والثقافة.

Email