مبدع جعل النقد الأدبي علماً ورسالة مستقلة

نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، محاضرة امس بمناسبة مئوية ميلاد الناقد المصري لويس عوض وذلك في فرع معسكر آل نهيان في أبوظبي، وتحدث فيها الناقد صلاح فضل بعنوان (لويس عوض معاصرا) مؤكدا ان عوض مؤسس الفكر النهضوي ومطلق تيار شعر التفعيلة،وناقد ، ومبدع جعل النقد الادبي علما ورسالة مستقلة ، واستهل الشاعر حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة الاتحاد المحاضرة بكلمة جاء فيها : إن دولة الإمارات تنفتح على الآخر في ظل وجود التيارات الظلامية وشخصية مثل شخصية عوض لا بد أن يحتفى بها، ودعا إلى أن يتم توثيق الندوات التي تقام عن عوض في كل الدول العربية.

ظاهرة

وأكد فضلالذي كان مقربا منه : أن لويس عوض ظاهرة حقيقية في الثقافة العربية، موضحا: في الجيل الأول في مصر برز طه حسين والمازني وغيرهما، أما لويس عوض ونجيب محفوظ فهما من الجيل الثاني. وأضاف كان عوض رئيسا لقسم اللغة الانجليزية في كلية الآداب، وهو أول عربي يرأس هذا القسم. وأشار إلى أن عوض ومحمد مندور هما أول من مارسا النقد.

وقال جعل عوض من النقد الأدبي علما ومهنة ورسالة لها استقلالية، وأضاف كان عوض مؤسسا للفكر النهضوي ، ومبدعا متمردا من الطراز الأول كتب ثلاثة كتب عندما كان في نهاية العشرينات من العمر الأول قصائد وفيها ثورة في الشعر العربي لأنه خرج عن الأعمدة الشعرية، والثاني كتابا نثريا، عندما أوفد للدراسة في كامبردج كتب "مذكرات طالب بعثة" ولأن الكتاب بالعامية لم يستطع نشر هذا الكتاب إلا بعد عشرين عاما، ورواية "العنقاء" التي يعتبرها الكثيرون أول عمل يحكي فيه تجربته الشخصية.

أشار فضل إلى علاقة عوض الشائكة مع السلطة بدءا من زمن عبدالناصر، حيث ذاق هوان السجون والتعذيب. وعندما خرج من السجن بدأ يكتب عن الأدب والثورة. وأضاف في الخمسينيات من القرن الماضي كان مشرفا على الصفحة الأدبية في صحيفة "الجمهورية" ومن ثم التقطه محمد حسنين هيكل وأوكل إليه الإشراف على الصفحات الثقافية في "الأهرام" ومن هنا يبدأ تاريخه الفكري الحقيقي لأن قراء الكتب لا يتجاوزون المئات إلا ما ندر، بينما كان قراء الأهرام يصل إلى مليون قارئ. وأوضح: استقطب من خلال الأهرام التجارب العامة وأنشأ تيارات شعر التفعيلة وتتلمذ على يديه صلاح عبد الصبور، وكانت الأهرام منطلقا لأفكاره الليبرالية الثقافية، وكان يؤمن أن الحرف العربي هو الجامع الحقيقي للثقافة العربية.

واستعرض فضل أخطر كتابين أصدرهما عوض وهما كما قال: "مقدمة في فقه اللغة العربية" الذي لاقى هجوما حادا ومنع من التداول إلا أننا استطعنا قبل شهرين أن نعيد طباعته بعد 25 عاما. والكتاب الثاني كما أشار هو "أوراق العمر" التي تعتبر من أهم السير في الأدب العربي، والتي كشف فيها عورات أسرته. يذكر ان هذا الاحتفال بشخصية مبدعة هو الثاني حيث تم العام الماضي الاحتفاء بالشاعر بدر شاكر السياب وعام 2015 خصص للكاتب لويس عوض وفقا لاقتراح باعتماد شخصية مبدعة كل عام.

سيرة

لويس عوض (1915-1990) مفكر ومؤلف وناقد مصري، أصدر العديد من الكتب منها دراسات في الحضارات، تاريخ الفكر المصري، شبح كونترفيل، الثورة الفرنسية وغيرها. نال وسام الفارس للعلوم والثقافة من وزارة الثقافة الفرنسية 1986 وجائزة الدولة التقديرية في الآداب 1988.

تابعوا فكر وفن من البيان عبر غوغل نيوز