ارتباط الطفل بأي منهما يحدده كم البهجة المتوفرة فيه

الكتاب و«الآيباد»..معركة تنتصر للمحتوى الجاذب

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في زمن «الآيباد»، أصبحنا نشتاق لرؤية طفل يقتني كتاباً ويقرأ، ليغذي عقله بمادة ثرية تأخذه نحو عوالم الفكر والمعرفة، وتجذبه ليرحل مع أبطالها ويعود بحصيلة معرفية تزيد وعيه وإدراكه، ليساهم في بناء المستقبل مع نظرائه وأقرانه، ولكننا لم نعد نرى سوى «الآيباد» بين أيديهم الصغيرة، يحاكيهم ويحاكونه، ما زاد طبقات الغبار على أغلفة الكتب.

«البيان» التقت مجموعة من المختصين بأدب الطفل، وسألتهم عن سبب انتصار «الآيباد» على الكتاب في معركة طالت، ليؤكدوا بأن المشكلة لا تكمن في الطفل نفسه، بل في الكتاب الذي يفتقر إلى مواصفات الجذب، لينتصر عليه «الآيباد» بكل ما فيه من تنوع وابتكار.

توجيه

«اعطِ الطفل كتاباً جيداً وجاذباً وممتعاً وسترى النتيجة بنفسك» هذا ما قالته الدكتورة كافية رمضان أستاذ أدب الأطفال بجامعة الكويت، لافتة إلى أن الطفل لو وجد كتاباً ممتعاً فسيتعلق بالقراءة، وأضافت: المشكلة ليست في الآيباد بل فيما يحمله بداخله، فالطفل يحتاج إلى توجيه، ويبحث عما يحاكي عقله، وللأسف الشديد فالأسر لدينا لا تمتلك الوعي الكامل بتوجيه أبنائها التوجيه السليم.

ولفتت الدكتورة رمضان إلى أن الوطن العربي فيه مبدعون كثر، إلا أن البعض يستسهل الكتابة للطفل، وقالت: لدينا كتاب مبدعون للأطفال، إلا أن ما يقدمونه لا يرتقي لمستوى عقل الطفل وذكائه، إضافة إلى إشكالية نعاني منها تتمثل في النشر، فكتاب الطفل مكلف، ورغم وفرة المال فليس هناك جهات كثيرة تحفل بتقديم الجيد.

كم البهجة

أكدت كاتبة الأطفال أمل فرح أن لدينا طفلا قارئا ولكن ليس لدينا مجتمع دافع للقراءة، وقالت: المشكلة ليست في الأطفال أنفسهم، بل في الكتاب نفسه، فارتباط الطفل بالشئ يكون بكم البهجة المتوفرة فيه، ليرتبط الطفل تلقائيأ بمصدر البهجة، وهو ما لا يتوفر في كتب الأطفال العربية. وأضافت: يجب أن يعي المجتمع العربي ان مشكلته ليست في أطفاله، بل في كباره الذين لم يدركوا احتياجات اطفالهم وانشغلوا عنهم بما هو أقل كثيراً مما يستحقون.

وأنهت حديثها بالقول: الكتاب العربي فارغ وجاذب في نفس الوقت، إذ تتوفر فيه كل الخدمات الطباعية والرسوم المدهشة، إلا أنه فارغ من الداخل، فراغاً لا يملأ عقل الطفل، وهذا ما يجعله يدير ظهره له.

وأكدت الفنانة عزة لبيب، مديرة المسرح القومي للطفل سابقاً أن الآيباد لم ينتصر على الكتاب، وقالت: تبقى للكتاب مكانته رغم أنه ليس جاذباً، ويبقى له عشاقه، ومن خلال عملي كمديرة للمسرح القومي للطفل لثلاث سنوات، قمت بعمل دراسات على الاطفال ووجدت انهم يحبون القراءة جداً، وتوصلت إلى أن قوة ارتباطهم بالكتاب يتحدد بمدى البهجة والجذب المتوفر فيه، ولذا كنت أقوم بعمل مسابقات في القراءة لأجدهم يكملون قراءة القصص حتى النهاية.

هاري بوتر

الدكتورة كافية رمضان أستاذ أدب الأطفال بجامعة الكويت تحدثت عن «هاري بوتر» فقالت: لماذا ينام الأطفال في الشارع طوال الليل انتظاراً لأن تفتح المكتبة أبوابها حتى يحصلوا على نسختهم من كتاب «هاري بوتر»؟، هذا رغم أن الغرب هو من يصنع الحضارة التقنية، فلماذا يقرأ أطفاله وأطفالنا لا يقرؤون؟، الإجابة لأن الكتاب لديه مختلف، وإحساسه أن القراءة متعة أمر مغروس في نفوس أطفاله، وهذا ما نفتقده نحن أمة اقرأ

Email