نظم ورشاً فنية لسجناء ومعاقين وأطفال اللاجئين السوريين في الأردن

العوضي تشكيلي يرد الجميل الى مجتمعه

إبراهيم العوضي في ورشة مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن-البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت الصورة التقليدية المرتبطة بنرجسية وأنانية الفنان والمبدع، بالانحسار في الحقبتين الأخيرتين من الزمن، لترتبط أسماء العديد من الفنانين البارزين بأنشطتهم ومبادراتهم في إطار ردهم الجميل للمجتمع. ومن أبرز الفنانين المحليين الذين يحفل رصيدهم الإنساني بالعطاء والتفاعل خلف الكواليس، التشكيلي إبراهيم العوضي الذي يعد من جيل الرواد الأول لحركة التشكيل في الإمارات، والذي برع في الرسم الواقعي والتعبيري.

ورحلة عطائه ذات خصوصية تتمثل في علاقته وتفاعله مع فئات من المجتمع يتطلب التواصل معها، في معظم الأحيان، الكثير من الخبرة والصبر والاكتشاف، والتي يحكي عنها العوضي في لقائه مع «البيان».

«دوري كفنان»

يقول العوضي في البداية: «أنا جزء من المجتمع، ودوري كفنان فيه، بعد نضج تجربتي وخبرتي، هو رد الجميل بتقديم العطاء للأجيال الشابة بصرف النظر عن الأصل والفصل، والزمان والمكان، وملاءمة الظروف والإمكانيات. وحلمي التفوق والارتقاء بإنسانيتي كما هي الحال بفني».

ونزولاً عند رغبتنا، سرد لنا العوضي، عدداً من مبادراته المجتمعية التي تعد بمثابة تحديات لأي فنان، وبالمقابل تأثيرها عليه كإنسان وعلى نتاجه كفنان. ويحكي عن مبادرته الأولى من نوعها قائلاً: «أقمت عام 2011 ورشة فنية للنساء وأخرى للرجال في المنشآت الإصلاحية والعقابية في عجمان، وبفضل الدعم الذي تلقيته من الجهات المسؤولة تمكنت من إقامة الورشة لمدة أسبوعين، وشارك فيها 12 سجنية مقابل سبعة سجناء، وتفاعلت النساء مع الألوان والرسم الحر ليترجمن مشاعرهن ومعاناتهن، في حين اهتم الرجال برسم المساجد وما يرتبط بالدين، مستخدمين ألوان الأكريليك. وأقمنا لهم معرضا مشتركاً جذب وسائل الإعلام المرئية، وأثار اهتمام المجتمع».

فئات خاصة

انتقل العوضي بعد ذلك إلى الحديث عن مبادرة نوعية لفئة خاصة من المجتمع. ويقول: «نظمت ورشة خاصة بالمعاقين بالتعاون مع مركز المعاقين والمركز الثقافي بعجمان. وأكثر ما استوقفني في هذه التجربة، براءتهم وعفويتهم الساحرة في تعاملهم مع الألوان. وشكل نجاح هذه الورشة دافعاً لتنظيم أخرى لناشئيّن يعانون من التوحد. وكانت من أصعب الورش. وواجهت فيها الكثير من التحديات، واستطعت، بجهد وصبر، دخول عالمهم والتواصل معهم، لأكتشف خصوصية رؤيتهم للأشياء مستخدمين رموزهم الخاصة ليكون البحر حاضراً في معظم ما رسموه».

أطفال المخيمات

يشير العوضي إلى المبادرة التي تركت عميق أثرها في نفسه قائلاً: «اقترحت على هيئة الهلال الأحمر، قبل شهرين، إقامة ورشة فنية لأطفال اللاجئين السوريين في مخيمات الأردن. وبادرت الهيئة إلى تأمين كافة مستلزمات الورشة، التي شمل الجزء الأول منها الأطفال الصغار، وبعدها طلبة وطالبات المرحلة الإعدادية الذين بلغ عددهم ما يقارب الـ 75.. ومرحلة الثانوية الذين تجاوز عددهم الـ 25. وتمحورت معظم أعمالهم خارج محيط المخيم، بين الآمال والأحلام والحنين للوطن. بالطبع من تعلق منهم بالرسم، استمر، خصوصاً وأن الهيئة توفر لهم المستلزمات».

مبادرة «تراحموا»

ويبتسم العوضي بحماس لدى الحديث عن مبادرته الأخيرة قائلاً: « مشاركتي في حملة « تراحموا» التي انطلقت بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان- رئيس الدولة، حفظه الله، ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تمثلت في دعوة أولياء الأمور في كل من (روضة الأمل) في الشارقة و(روضة البهجة) في عجمان، حيث لاقت فكرة رسمي لكلمة (تراحموا) وسعيهم لتلوينها بما يتبرعون به من أوراق نقدية، حماساً كبيراً بينهم».

Email