من أجل مواجهة التغيرات الإقليمية والدولية

ندوة الثقافة والتنمية تدعو إلى مشروع فكري بديل

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحت «عنوان الثقافة والتنمية، دولة الإمارات إنموذجاً» أقيمت آخر الندوات المصاحبة لاجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وذلك مساء الخميس الماضي، في فندق الشاطئ روتانا، بمشاركة الباحث الدكتور يوسف الحسن، وماجد بوشليبي الباحث وأمين عام المنتدى الإسلامي في الشارقة، والدكتور حسن قايد الصبيحي الكاتب والخبير الإعلامي، وأدار الجلسة الدكتور معن الطائي.

تحديات إقليمية

استهل الدكتور يوسف الحسن مداخلته بالقول: تجتمع في لحظة واحدة مجموعة من الأزمات والتحديات، والمتغيرات الإقليمية التي تؤثر في المنطقة كلها. وعدد من تلك الأزمات خمساً، هي: الأزمة ذات الطبيعة الجيوسياسية والاستراتيجية، حيث باتت المنطقة في حالة حرب ضد الإرهاب، والثانية ذات طبيعة سياسية غالبة ومرتبطة بتداعيات ما سمي «بالربيع العربي»، وأبرز آثاره هي الفوضى وتفكك الدولة، وتآكل مفهوم السيادة الوطنية. وأضاف: أما الثالثة، فاقتصادية في جوهرها، ومجتمعية في تأثيرها، وتتجلى في تراجع أسعار النفط، وما له من آثار سلبية في موازنات وسياسيات ذات صلة بالتنمية والرعاية الاجتماعية.

ورأى أن الأزمة الرابعة تضم حزمة من التحديات الإقليمية، بعضها قديم، كالقضية الفلسطينية، وبعضها مستجد، ولكنها قلبت قواعد المسرح السياسي. وقال من بينها تزايد دور التنظيمات المسلحة، والمتطرفة، وإعادة إنتاج المذهبية، والسؤال هنا: أين هو المشروع الفكري البديل؟.

وأضاف: إن تطور العلاقات الإيرانية الأميركية سلباً أو إيجاباً سيكون عاملاً مؤثراً في سلوك إيران نحو دول مجلس التعاون. وأشار إلى أن تحديات تزايد اعتماد اللاعبين الجدد بحركتهم العنيفة الجامعة ما بين أدوات القوة الصلبة والقوة الناعمة، والتي تعتبر الثقافة والمعلوماتية أبرزها.

وأخيراً، حدد الحسن الأزمة الخامسة في تحولات السلطة وعناصر القوة، وقال: هنا يبرز السؤال المطروح علينا كمثقفين: كيف سيكون تأثير هذه التحولات في الهياكل الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، وأي ثقافة نريد؟.

تحديات محلية

قال يوسف الحسن: حقق إنموذج الإمارات نجاحاً غير مسبوق، مقابل تجارب عربية تشكلت عبر نصف قرن، وصلت الآن إلى التفكك. وأضاف: قدمت الإمارات تجربة تحديثية متطورة، وأسست «دولة الرفاه».

ومضى الحسن إلى تحديد أبرز التحديات الوطنية في كيفية التعامل مع المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة، وتحديات الاحتفاظ بالمركز الأول في التنافسية، وفي مواصلة التكيف مع متطلبات العولمة الليبرالية، وتحديات التركيبة السكانية المختلفة، ومواجهة تأثيرها في المجتمع وهويته.

وتحديات الأمن الذاتي، وبلورة الإصلاح الفكري الديني المنفتح، في إطار مشروع ثقافي وطني، وبث الروح والفعالية والانسجام والتكامل في منظومة مجلس التعاون، وتحديات الإصلاح والتطوير والتجويد في نظم التعليم، وبناء رأسمال بشري واجتماعي. وتحديات بناء منظومة تحالفات إقليمية لموجهات الأزمات.

وبالنسبة للتحديات ذات الصلة المباشرة في سؤال الثقافة، قال الحسن إنه يجب أن تتماهى مع سمات معينة، أهمها الشمولية، والتوازن، والتجاوب مع حاجات الإنسان، والتجدد والتفاعل مع الآخر، وأضاف: يجب أن تتسع الثقافة لأكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع، لتتشكل الهوية الثقافية الجامعة.

حراك ثقافي

خص ماجد بوشليبي في حديثه، الحراك الثقافي في الشارقة، وقال: افتتحت المدارس تحت لواء المعارف، وأشار إلى أن مؤسسة «المنتدى» تأسست في عام 1925، وتعتبر من أولى المؤسسات الثقافية في الخليج.

وأشار إلى أن الشارقة كانت من أول من جلب الصحف والمطبوعات. ونوه بأن معرض الشارقة للكتاب تأسس في عام 1981، ليصبح في ما بعد رابع معرض على مستوى العالم. وقال: انطلقت العديد من مهرجانات الفنون والتراث والمهرجانات المسرحية، ومتحف للفنون، ومؤسسة الشارقة للفنون، كما استعرض تاريخ تأسيس الجامعات التي احتضنت في ما بعد العديد من الفعاليات الثقافية.

وأشار إلى تجربة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في الكتابة للمسرح، وقال إن سبعة أعمال من التي أنتجها، انبرى لها مخرجون عرب، وعرضت في أنحاء متفرقة من العالم.

وخص الدكتور حسن قايد الصبيحي، أهمية الجامعات بالحراك الثقافي، وقال: كثيراً ما أقوم بمشاركة الدكتورة فاطمة الصايغ في العديد من النشاطات الثقافية في الحرم الجامعي، كما أشار إلى دور الإعلام في التنمية والثقافة. والتطور الحاصل في مجال تقنية المعلومات، الأمر الذي يسهم في نشر الثقافة.

Email