استعرضت مضمون كتاب متخصص للباحث عبد العزيز المسلم

«الثقافة الشفهية» محور نقاش في «الندوة» بدبي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

محاور خلاصات واستنتاجات منهجية، متخصصة، انتهت إليها، أول من أمس، الجلسة النقاشية التي نظمتها ندوة الثقافة والعلوم، حول كتاب « الثقافة الشفهية .. رؤية في أهم منابع الثقافة الشعبية في الإمارات العربية المتحدة»، للباحث الإماراتي عبد العزيز المسلم. إذ أكدت الجلسة، والتي أدارها بلال البدور نائب رئيس مجلس إدارة الندوة، ضرورة توخي الدقة والحذر في النقل والاقتباس عن المراجع الأجنبية في ما يهم الموضوعات التراثية المحلية.

وذلك بحضور: الأديب عبد الغفار حسين، الدكتور صلاح القاسم المستشار الثقافي في هيئة دبي للثقافة والفنون، الكاتب والإعلامي علي عبيد الهاملي رئيس مركز الأخبار بمؤسسة دبي للإعلام، الدكتور عيسى البستكي رئيس نادي الإمارات العلمي وجامعة دبي، د. رفيعة غباش. إضافة إلى مجموعة من المثقفين.

إضاءة

أوضح المسلم، خلال الجلسة النقاشية، أن الكتاب يضيء على مسيرته الطويلة في البحث ضمن مجال التراث والثقافة الشعبية، والتي يجدها دعامة الهوية وإثبات الوجود، خصوصا في جانب الرواية الشفهية. ولفت في الصدد، إلى أن التراث هو المحور الأقوى في الحراك الحضاري في دول الخليج العربية، والمعبر عن الروح الجماعية والضمير الجمعي، مشيرا إلى أن كتابه تطرق إلى تلك الحيثية، ومؤكدا أن درجات الاهتمام بالتراث والتعاطي معه، تتفاوت باختلاف المستويات الثقافية لفئات المجتمع.

وبين الباحث، أن الكتاب، الصادر عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، ينقسم إلى ستة أبواب، وكل باب يرصد ملمحاً من ملامح الثقافة الشعبية، إذ يقدم فيه أهم المنابع الأولى التي استقى منها الإماراتيون تراثهم الثقافي.

الساحل

وشرح المسلم خلال حديثه، أن الكتاب، وطبقا لرؤيته واستنتاجاته البحثية، يشدد على ضرورة تفعيل حضور الثقافة الشعبية في المجتمع، كونها حصيلة من الخبرات التي تراكمت عبر السنين وتوارثتها الأجيال. كما أشار إلى أن موضوعات دراسة الكتاب، المكثفة، ترصد ملامح الثقافة الشعبية بوجهة بانورامية.

وهكذا تناول في الباب الأول اسم الإمارات القديم وهو: الساحل. ثم: تعريف المصطلح في المعاجم والتراث المحلي والإذاعة وفي الشعر الشعبي والأمثال الشعبية. وبين أن «الساحل»: المسمى القديم للإمارات، كلمة تعني المناطق التابعة لكل من: أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة، الواقعة على الخليج العربي، لافتا إلى انه لا يزال كبار السن يطلقون اسم الساحل على الإمارات.

الذاكرة الشعبية

تطرق المسلم في الحوار، إلى موضوعة «التأريخ في الذاكرة الشعبية»، التي تناولها أصلا في كتابه. وأوضح في الخصوص، أنه يجده الوعاء الأكثر مصداقية وقوة في حفظ التاريخ المحلي وأحداثه.

وعن « القيظ »، شرح أنه يعني فصل الصيف، وهو كان يمثل موعدا للتغيير في طريقة العيش، ويعد انقلابا تاما في نمط الحياة.. وسرد في السياق، ما يرتبط بهذا الموسم من طبيعة أعمال وطقوس وحكايات. وأيضا: الثمار التي تتوافر خلاله.. والأشعار النبطية والألعاب الشعبية التي كان يلعبها الصغار في هذا الفصل.

حرف ومعتقدات

كما لفت المسلم في حديثه عن باب «المعتقدات الشعبية والبحر»، إلى أن البحر هو رمز مهم في المخيلة الشعبية.. وله تأثير بالغ. ويعد من الأشياء الملهمة للمعتقد الشعبي. ويتكون من ثالوث اعتقادي رئيسي هو: الماء والملح والتيه (ويعني البحر).

 وفي باب المطر أكد الكاتب أن المطر بشارة الماء ورمز الوجود . وكان الناس بعد هطول الأمطار يترقبون اخضرار البر وظهور خيراته..والفقع هو الأغلى.

وتحدث المسلم عن باب المهن والحرف التقليدية، في كتابه، واستعرض جملة أنواع من الحرف المتوارثة، منها: مهن البحر ومهن المدينة ومهن البدو والمهن النسائية.. وبعض المهن الحديثة التي أدخلها الإنجليز.

ملاحظات

خلصت الجلسة النقاشية للكتاب، إلى مجموعة استنتاجات وملاحظات حول الكتاب، طرحها الحضور. وفي مقدمها: حاجة البحث إلى كشاف يضم أسماء الرواة والتأكيد على المصداقية الحقيقية الموثقة لروايتهم وحكايتهم، ووجوب مراعاة الدقة في عملية الرواية( إذ يخلو الكتاب من الفهرسة والتعريف والمراجع)، والتثبت من مصداقية الرواة.

Email