فان غوخ الحقيقي وليس الأسطورة يطل من متحفه في أمستردام
ساعدت صورة الرسام الهولندي فنسنت فان غوخ، بهيئة العبقري المنعزل، الذي يعبر عن مشاعره بطريقة مباشرة، من خلال الرسم، ويدفع الثمن الأغلى لشغفه، على بروزه واحداً من أكثر الفنانين التشكيليين شهرةً في العالم، إلا أن القيّمين على متحف فان غوخ في أمستردام يعتقدون أن الوقت قد حان لتحديث اللمحة الحياتية الخاصة بالفنان، والتركيز أكثر على فان غوخ الحقيقي، وليس فان غوخ الأسطورة. وأعادوا، لهذه الغاية تصميم وتوزيع أعمال المجموعة الدائمة للمتحف لعكس ملمح مختلف قليلاً عنه.
«هذا مستحيل»
وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير نشرته أخيراً، أنه لا يسهل تغيير المفاهيم، وأنه لا يمكن للناس ببساطة، الفصل بين الحقائق المتعلقة بالحياة الخاصة لفان غوخ، كأذنه المقطوعة وانتحاره، عن أعماله التشكيلية.
وقال ليو جانسن القيّم على المتحف منذ عام 2005 في وصف المشهد الأخير من فيلم «رغبة في الحياة»، الذي يصوّر كيرك دوغلاس بدور فان غوغ، وهو في حقل قمح تطير فوقه الغربان، فيصرخ بها: «هذا مستحيل!» قبل أن يطلق النار على نفسه: «كان المشهد مؤثراً جداً، بحيث إن كثيراً من الناس لا يزالوا يتوقعون أن المتحف يعرض لوحة (حقول القمح والغربان)، على أنها العمل الأخير لفان غوخ».
مزج
مضى ما يقارب عشرة أعوام ومتحف فان غوخ، الذي يضم المجموعة الأكبر من أعمال الفنان التشكيلية، بما في ذلك 200 لوحة و500 رسمة و900 رسالة، يخطط لإعادة تنظيم المجموعة، التي لم يطرأ عليها أي تغيير منذ 25 عاماً. وأعيد افتتاح المتحف في مايو 2013، إثر انتهاء أعمال التجديد فيه. وشهدت الشهور الأخيرة، ترتيب القيمين على المتحف التدريجي لأعمال غوخ بشكل يمزج بين لوحاته ولوحات فنانين تشكيليين آخرين.
وقالت مايتي فان دايك، القيّمة على لوحات المتحف: «باتت الصورة أشمل الآن»، وذلك بعد أن جرى توزيع مجموعة أعمال فان غوخ، التي كانت محصورة بطابق واحد ومرتبة وفق تاريخ رسمها، على الطبقات الأربع من الجناح الرئيس للمتحف، وموزعة وسط أعمال فنانين تشكيليين آخرين تأثروا بفان غوخ أو أثروا فيه.
ويهدف عرض اللوحات بحسب القيمين، إلى القول، إن فان غوخ لم يكن عبقرياً منعزلاً يرسم من القلب، بل فناناً منهجياً تعلم من أعمال معاصريه، وصقل طريقته الفريدة في التعبير. وقالت فان دايك: «حافظنا في طريقة العرض السابقة للوحات على الطابع الأسطوري لفان غوخ، وركزنا كثيراً على التفاصيل، بدلاً من النظرة الأشمل لفنه، آخذين بالاعتبار نواياه وطموحاته».
