عدّ حياد الأديب في الأزمات جريمة

يوسف زيدان: بائسٌ من يتمسك بالرقابة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في بحره الغني عوالم من اللآلئ الثقافية لا تنتهي، ووراء فكره كنوز تستقي منها وتُغريك بالمزيد، هو باحث وكاتب ومفكر مصري متخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه، وروائي تنهل منه مرةً، لتبحث عن الجديد.

هو الدكتور يوسف زيدان، الفائز بجائزة الدورة الثانية لعام 2009 بجائزة البوكر العربية عن روايته الشهيرة «عزازيل»، ورُشِّحت أيضاً روايته «النبطي» ضمن القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية في دورتها الخامسة لعام 2012.

«البيان» تواصلت مع زيدان الذي شارك مؤخراً في معرض الشارقة الدولي للكتاب، في حوار اعترف فيه بعدم ميله للسفر خارج مصر، معتبراً المعرض استثناءً، ولافتاً إلى حق الأديب في التصريح بمواقفه السياسية في حال كانت بلده تمرُّ بمنعطفٍ صعب، معتبراً الحياد جريمة، رافعاً شعار «لا للرقابة»، مشيراً إلى أن من يتمسكون بها اليوم بائسون.

عُرِفت بمواقفك وآرائك الصريحة المتعلقة بالسياسة من جانب أو آخر. في رأيك، هل يجب أن يكون للأديب موقف سياسي واضح؟

طبعاً، لا بد من موقف سياسي للأديب، لاسيما إن كان بلده يمرُّ بمنعطفٍ صعب، ففي هذه الحالة يكون الحياد نقيصة، وربما يكون جريمة.

إلى أي مدى يُسمح للأديب والروائي أن يعبر عن موقفه السياسي من خلال كتاباته؟

في حدود ما يسمح به الفن الروائي أو القصصي أو الشعري، وإلا صار الموقف السياسي للأديب «زعيقاً» فارغاً من المعنى، وبالتالي لا تأثير له.

الإبداع والرقابة

أصبحت حرية الإبداع مطلباً شعبياً بامتياز، ترى هل يحتاج الإبداع إلى رقيب، أم أن الرقابة تقتل الإبداع؟

زمن الرقابة مضى، والذين يتمسكون بها اليوم بائسون، وللإبداع أصول وقواعد أقوى بكثير من الرقابة، أولاها احترام الكلمة والقارئ والنص الإبداعي ذاته.

ما تقييمك للإبداع الأدبي اليوم، في ظل انتشار روايات جديدة كل يوم، وإتاحة دور النشر الفرصة لأي كتاب بأن ينشر دون خضوعه لتدقيق من مختلف النواحي؟

هناك قفزة كبيرة في معدلات النشر والتوزيع والتأليف، في عموم الوطن العربي (عدا البلاد المنكوبة حالياً بالطبع) وسوف تفرز الأيام المقبلة الجيد عن الرديء، لكن المهم أن تتنامى الحالة الثقافية العربية، حتى تصل معدلات القراءة والنشر إلى مستوى قريب مما هو حاصل اليوم في البلاد المتقدمة.

تقدير

هل حصل المبدع العربي على حقه من التقدير، أم لا يزال يدور في هذه الدوامة حتى اليوم؟

المبدع الحقيقي لا ينتظر تقديراً من أحد، و بالطبع سوف يسعد إن حصل على التقدير الذي يستحقه مقابل ما يقدمه، لكن هذا التقدير ليس هو مبتغاه الأصلي وراء ما يبذله من جهود ويقدمه من إبداعات، خصوصاً في بلادنا العربية.

شاركت أكثر من مرة في معرض الشارقة الدولي للكتاب، ما الذي يشجعك على التواجد فيه؟

لا أميلُ كثيراً إلى السفر والمشاركات الثقافية خارج مصر، لكن هناك بعض الاستثناءات منها معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي شاركتُ فيه ثلاث مرات خلال السنوات الماضية، وكان آخرها العام قبل الماضي، وقد رأيتُ فيه من الإيجابيات ما يجعله استثناءً.

وذلك من ناحية نوعية رواده واهتمامهم بالقراءة، وجدية القائمين عليه وحرصهم على تطويره سنةً بعد أخرى، واهتمام حاكم الشارقة بحضور المحاضرات التي تُعقد فيه.

 وبالنسبة لي، أعتبر الارتقاء بالثقافة العربية واجبا والتزاما على كل من يهتم بها، وبشكلٍ شخصي، أمتلك الكثير من القرّاء في الإمارات، ويهمني أن ألتقي بهم في محفل ثري بالفكر والثقافة.

أجندة

تحفل أجندة يوسف زيدان الأدبية والثقافية بكل ما هو غني، وللفعاليات الثقافية لديه وجوه متعدّدة، منها الندوات والمحاضرات العامة والصالونات الأدبية واللقاءات الفكرية، وهذه يقوم بها بشكل كثيف هذه الفترة في مصر، فلا يكاد يمر أسبوع دون فعالية منها، أما على صعيد الجديد من الأعمال، فستنشر هذه الفترة مجموعته القصصية «حِلٌّ وترحال»، وفي بداية العام المقبل سترى روايته «نور» النور.

Email