«طائر الصدى» تحلّق بجرأة في سماء الممنوع

غلاف الرواية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد النجاح الباهر الذي حققه الكاتب والصحافي السوري الشاب مناف زيتون في رواية «قليل من الموت»، جاءت روايته «طائر الصدى»، أخيراً، والتي أصدرتها دار «نوفل – هاشيت أنطوان»، لتحلق أيضاً بجرأة في سماء الممنوع والعلاقات غير المقبولة في المجتمع العربي، ولكن زيتون تفنن كعادته في تصوير المشاهد الساخنة المحتوى بحرفية عالية وأسلوب يؤكد موهبته الفريدة.

صوت شكسبيري

زيتون سلط الضوء في روايته الثانية هذه على قضايا عدة في المجتمع العربي، ومن بينها: امتناع بعض الآباء عن إظهار مشاعر الحنان تجاه أبنائهم، ونظرة المجتمع القاصرة إلى المرأة، من خلال شخصية أمية الذي علق في فخ صوت شكسبيري الطابع يستنهض أبغض ما فيه وأجمل ما فيه كذلك، فيلاحقه ويقبض عليه ويرمي به إلى حدود أكثر المشاعر الإنسانية تطرفاً: الحب والقتل والعيش.

أمية

وطائر الصدى أو الهامة، في معتقدات العرب، هو طائر يخرج من رأس القتيل الذي لم يؤخذ بثأره بعد، فيبكي عند قبره ويصرخ: «اسقوني من دم قاتلي»، فإذا أخذ بالثأر طار، وتتحدث الرواية عن أمية ابن ضواحي دمشق، الذي يزور أماكن غريبة ويقابل شخصيات لا يعرفها ولكنه رآها في أحلامه وشاركها قصصاً مشوقة تروي ظمأ القارئ وتثير فضوله للاستمرار بالقراءة، لا سيما وأن هناك صوتاً خفياً يرافق أمية في أحلامه، فتارة يواجه أمية برغباته وشهواته التي لا يجرؤ على التعبير عنها، وأخرى يضعه في حيرة كبيرة ويختفي فجأة.

قصة غريبة

تربط أمية في الرواية، قصة غريبة مع فتاة تدعى رنوى في حلمه الأول، علماً أنه في الواقع لا يجيد التعامل مع الفتيات، ولعل السبب في ذلك عيشه في منزل يخلو من النساء منذ ولادته بسبب وفاة والدته، ما حول النساء في ذهنه إلى سر غامض، إلى أن التقى رنوى وهي أول فتاة لا تربطه بها علاقة عمل أو دراسة، لتخبره عن أسرار النساء وخباياهن بأدق التفاصيل.

وكان أمية يعي أن هناك فارقاً كبيراً بين الأحلام والطموح، فالحلم لديه هو مكان لا تراه، بل تتخيله، وتكون محظوظاً إن وجد في الحقيقة، أما الطموح، فلا يعدو بالنسبة لأمية كونه قمة من بين عدة قمم تراها بعينيك وأنت يقظ، والقمة التي تختار الوصول إليها تكون طموحك.

Email