قراءة نقدية في عروض الدورة الثامنة

غياب العنصر النسائي في«دبي لمسرح الشباب»

ت + ت - الحجم الطبيعي

13 ملاحظة اختزلت أبرز سمات العروض المشاركة في المسابقة، ضمن الجلسة الأخيرة من «مهرجان دبي لمسرح الشباب»، أول من أمس، وقبل اليوم الأخير الذي يعلن فيه عن أسماء الفائزين في المسابقة وتوصيات المهرجان، ليكرم بعدها الفائزون. وكان من أبرزها، طغيان اهتمام المخرجين بالفرجة البصرية والإبهار على حساب المضمون، وغياب العنصر النسائي عن مجمل الأعمال.


وانضم إلى الجلسة في محورها الثاني، المخرج والممثل المسرحي حسن رجب الحمادي الذي اختير من قبل القائمين على المهرجان، شخصية العام، باعتباره من أهم الفنانين الذين وضعوا لبنة الأساس لمهرجان دبي لمسرح الشباب، منذ انطلاقته الأولى قبل ثماني سنوات.
إيجابيات وسلبيات


اختزلت الملاحظات التي قدمها الناقد المسرحي ماهر المنصور، قراءة في إيجابيات وسلبيات تجارب المسرحيين الشباب، ليفتح ياسر القرقاوي، رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، باب الحوار والمداخلات بين الحضور من المسرحيين والمعنيين بشؤون المسرح والجمهور.
أبرز السمات


تمثلت السمات البارزة في جميع العروض، وحسب نقاشات الندوة وملاحظاتها التي اختزلت بحث إيجابيات الندوة وسلبياتها، في: التزامها باللغة العربية الفصحى، ذلك مع مواجهة العديد من الممثلين صعوبات في الإلقاء والنحو ومخارج الحروف، عكست الأعمال روح المسرحيين الشباب في التجريب والبحث عن خصوصية الأسلوب، ثلاثة أعمال من أصل خمسة كتبت من قبل مؤلفين تجاوزوا مرحلة الشباب، ضرورة تحفيز الشباب إلى كتابة نصوص تعكس واقع مجتمعهم من خلال مسابقات وورش وغيرها، طغيان اهتمام المخرجين بالفرجة البصرية والإبهار على حساب المضمون، غياب العنصر النسائي عن مجمل الأعمال، وعي أكبر بدور الإضاءة بوصفها عنصراً فعالاً في التفعيل الدرامي للنص (كذلك الأمر مع المؤثرات الصوتية والموسيقى والأزياء)، غياب دور الصمت بوصفه عنصراً مؤثراً في العرض عن معظم الأعمال، حيوية الديكور واستخدامه أداةً تخدم العمل إلى جانب الأزياء والماكياج، تعدد أدوار المسرحيين بين التمثيل والإخراج، وغيرها من المهام الذاتية تؤثر سلباً في العرض، التركيز على ثقافة الشباب للارتقاء بوعيهم وأدواتهم.


شخصية العام


تحدث حسن رجب الحمادي في البداية عن فارق التجربة المسرحية لدى الشباب، بين الماضي والحاضر، ليصف معاناة وبحث الرواد الأوائل عن صيغة مسرحهم، منطلقاً من تجربته الخاصة التي قادته إلى دراسة المسرح في الثمانينيات ضمن المعهد المسرحي الكويتي، من دون تخطيط مسبق، ليكون من الجيل الثاني المسهم في تأسيس الحركة المسرحية بالإمارات. وقال إن ما دفعه إلى الاستمرار على الرغم من الصعوبات والتحديات، شغفه بالمسرح، حاله حال جيله من الشباب آنذاك.


هاجس الثقافة


انتقل رجب الحمادي بعدها، إلى رؤيته للجيل الحالي الذي يفتقر إلى هاجس الثقافة والبحث عن حلول، من غير الاتكاء على الدعم الخارجي من المؤسسات، ثم تحدث عن التجارب في القطاع الخاص التي استطاعت جذب الجمهور إليها وتحقيق عائد مادي. كما أشار إلى التحديات التي يواجهها الجيل المسرحي الجديد بوجود تقنيات التواصل الحديثة التي تزيد من تحدياتهم في بناء علاقة مع الجمهور.


تكريم للمشاركين


وفي نهاية الجلسة، كُرم الفريق المشارك في ورشة عمل النقد المسرحي للشباب التي سبقت دورة المهرجان، والتي نظمتها هيئة دبي للثقافة والفنون، ليأخذوا صورة تذكارية مع شخصية العام حسن رجب.


أرض للحياة


استمتع الجمهور بالعرض المسرحي البانورامي «أرض للحياة» المعتمد على جماليات الفرجة البصرية برؤية نقدية للحاضر الذي كتب السيناريو الخاص به وأخرجه فريق من الناشئة والشباب، بإشراف فني من ماهر هربش. وتجلّت رسالة العرض في اللوحات ذات المؤثرات البصرية، بما فيها الغناء والموسيقى والأداء، بين الماضي في زمن الغوص، حيث يحتفل الجميع بعودتهم من رحلاتهم كأسرة واحدة في حلقات الغناء والسمر والرقص الشعبي، لتنتقل اللوحات إلى الزمن المعاصر، لنجد عزلة الشباب وتفرقهم، ليستغرق كل منهم في عالم التقنيات الحديثة الافتراضي.

Email