معرض في غاليري «ذا ماين» يتناغم فيه الأبيض والأسود

«بلا حدود» سرد فني لحكايات الوجوه والأجساد

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«أن تكون وحيداً بين الناس. إحساس لحظة خفية أحاول التقاطها وإظهارها في تعابير وجوه الشخوص التي أرسمها». تقول التشكيلية الإيرانية الشابة، بحاريه نابافي، خلال حديثها إلى «البيان»، عن معرضها الفردي الأول «لحظة بلا حدود» في غاليري «ذا ماين» في منطقة القوز بدبي. ويبدو المعرض، عموماً، مزيج تعابير فنية تسرد حكايات الوجوه والأجساد وتناغم بين الأبيض والأسود، ولا يملك الزائر خلال جولته في المعرض الذي يستمر حتى 1 نوفمبر المقبل، إلا التمعن في تعابير الوجوه في كل لوحة، والمرسومة بالقلم أو الفحم.

فن الاختزال

تتجلى مهارة الفنانة في قدرتها على اختزال ملامح الوجه أيضاً، مقابل العناية بدقة تفاصيلها، في ما يخص العين أو الفم أو الوجنة، والتي يتفاعل معها الزائر بتلقائية. ويعيد إلى الذاكرة أسلوبها في الاختزال، فن القصة القصيرة، التي توجز التفاصيل لتكريس لحظة التنوير. وتتجلى جمالية أسلوبها في التناغم بين مساحة البياض والسواد، ليأخذ البياض حيز الوجه والخلفية، بينما يشغل السواد مساحة التكوين الرئيس في اللوحة، كالجواب والقرار. وتلعب بحاريه بمساحة سواد الجسد لتأخذ تارة شكل الجنين في بداية تكوينه، أو الجدة التي تحيك القماش في جلستها المتربعة، لتخفي وجه امرأة أخرى، أو إظهار ازدواجية الداخل.

شفافية التواصل

قالت بحاريه عن خصوصية التقنية التي تستخدمها، وتضفي بعداً وعمقاً على أعمالها: «نشأت هذه التقنية من الفكرة التي كانت تشغل ذهني، وهي إشكالية شفافية التواصل بين الناس، وما يكمن خلف العين، وما يحول دون رؤية ما يتجاوز مظهر الآخر». وتابعت بحماسة: «بعد أن توقفت بجانب لوحة تجمع بين رجل وامرأة في جسد واحد ووجهين متباعدين، أخذني بحثي إلى التعامل مع شفافية ورق (الكلك)، الذي يستخدمه المعماريون في الرسم، وساعدني الرسم على الوجهين من هذا الورق، إلى تحقيق الحساسية التي كنت أنشدها».

صدق المشاعر

يكمن تميز تجربة بحاريه، في أسلوبها المرتبط بصدق مشاعرها التي تقول عنها: «أبدأ بالرسم حين يتملكني إحساس ما لا أعرف ما هو، ومن دون إدراك أو تصور مُسبق لما أريده. وتقودني الخطوط والملامح لأتعرف، رويداً رويداً، إلى الشخصية التي رسمت نفسها بقلمي».

Email