بمناسبة مرور 800 عام على توقيع الوثيقة

المكتبة البريطانية تعرض أربع نسخ من الماغنا كارتا فبراير المقبل

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تتيح المكتبة البريطانية، الفرصة لـ 1215 شخصاً فقط، يجري اختيارهم من جميع أنحاء العالم عن طريق الاقتراع العام، لمشاهدة مخطوطات الماغنا غارتا الأربع، التي لا تزال موجودة منذ العام 1215 وحتى وقتنا الحالي. ومن المقرر أن تعرض المكتبة هذه النسخ النادرة معاً، للمرة الأولى، في شهر فبراير المقبل، كجزء من فعاليات الاحتفال بالذكرى 800 للتوقيع على الوثيقة التاريخية، التي لم يبق منها في بريطانيا غير أربع نسخ، نسختان في المكتبة البريطانية في لندن، والثالثة في كاتدرائية سالزبري والرابعة في كاتدرائية لنكولن.

وسيكون في استقبال الفائزين بالاقتراع، المؤرخ دان جونز. ومن ثم، وعلى أنغام موسيقى حية من القرون الوسطى، يرتدي الفائزون ملابس تشبه تلك التي كانت سائدة في القرن الثالث عشر ليتوجهوا بعد ذلك، لرؤية المخطوطات الأربع، جنباً إلى جنب، في فرصة نادرة تتاح للمرة الأولى في تاريخ الوثيقة.

رمز الحرية

ووصفت المكتبة البريطانية الماغنا كارتا، التي تعد أقدم وثيقة دستورية في التاريخ، بأنها واحدة من الوثائق الأكثر نفوذاً في العالم. إذ أصبحت بعد توقيعها رمزاً للحرية وسيادة القانون. وهي وثيقة ملكية بريطانية التزم فيها الملك جون بالقانون الإقطاعي والمحافظة على مصالح النبلاء، وتُعدُّ معلمًا بارزًا من معالم تطوّر الحكومة الدستوريّة في بريطانيا. كما انتفعت بها معظم البلاد الغربية في القرون اللاحقة، لأن العديد من الأقطار الديمقراطيّة اتبع نهج القانون الإنجليزي في إنشاء حكوماتها.

إعادة إحياء

أثناء الحريق الذي شب في مكتبة القطن عام 1731، والذي عرف باسم «محرقة ماغنا كارتا»، احترقت واحدة من النسخ الأربع المتبقية من الميثاق في مكتبة القطن، والمحاولات التي استعادتها، فيما بعد، زادت من صعوبة قراءة المخطوطة.

ولكن التقنيات الحديثة والتطور التكنولوجي أمور ساعدت العلماء والقائمين على عمليات ترميم المخطوطات في المكتبة، على قشر طبقات من الأضرار بدقة متناهية، من دون أن تؤثر على المخطوطة، ما جعل نصها قابلاً للقراءة بالعين المجردة، ذلك منذ أكثر من مئتي عام. وهو أمر مثير فعلاً أن يكون الزوار قادرين على رؤية النص الأصلي المكتوب بخط اليد، بحروف لاتينية تعود إلى القرون الوسطى، والأكثر إثارة أن النسخ الأربع غير متشابهة تماماً، لأنها كتبت بخط اليد ويبدو أن كل نسخة كتبت من قبل شخص مختلف.

وستعود النسختان الخاصتان بكاتدرائيتي لينكولن وسالزبري، إلى مكانيهما الأصليين، بعد انتهاء الفعالية. وبالتأكيد ستشاركان في معارض أخرى، سواء داخل المملكة أو حول العالم.

مصدر إلهام

كانت الماغنا كارتا من الوثائق الأكثر شهرة في العالم. ومثلت بنودها مصدر إلهام للعديد من التشريعات. إذ استشهد بها: نيلسون مانديلا وتوماس مور. وكان لها تأثير في وثيقة إعلان الاستقلال التي كتب مسودتها توماس جيفرسون. وأثرت بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كما أن بعض بنودها لا تزال سارية المفعول في القانون الإنجليزي.

Email