تبحث في تحرير الظاهرة من التحنيط والأرشفة وكيفية مزجها بالواقع

ورشة تبحث دور الحكواتي في الشارقة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«الحكواتي .. فضاء وعرض» .. عنوان جوهري يضم تفاصيل وآليات عمل بانورامية في الحقل، تحاول معه ورشة مسرحية متخصصة في الشارقة، انطلقت اول من أمس في معهد الفنون المسرحية، طرح وتجريب صيغ ومقاربات متنوعة لهذا الفن تفضي إلى تحريره من قيد «التحنيط والأرشفة التاريخيين»..

فمزجه بالواقع العربي المعاش عبر تطعيمه برؤى فنية منبعها فيض لحظاتنا واحداثنا الحضارية العربية المعاشة.

تركزت محاور الورشة في يومها الاول، على سماع المشرف عليها، الدكتور سامر عمران عميد المعهد العالي للفنون المسرحية في سوريا، وجهات نظر المشاركين بشأن مفهوم الراوي وظاهرة الحكواتي. ومن ثم تحدث عن العلاقة بين الحكواتي والجمهور.. والآليات التي يشتغل ضمنها وبها في كل بلد.

أساس وتحديات

أوضح عمران لمجموعة المسرحيين الاماراتيين والعرب في الورشة، أهمية هذا الحقل الابداعي الذي التصق بثقافتنا المجتمعية العربية منذ قرون طويلة، مبينا انه بات يواجه تحديات جمة ويحتاج منا تطويعه للتناغم مع مجريات العيش اليومي وما نلامسه ونختبره في برهاتنا ووقائع حياتنا.

كما شرح دور المادة النصية في هذا الفن، كونها الخامة الاولية والاساس، ملمحا الى جدوى الاعتناء بتذخيرها بالافكار المرسومة بدقة ومساقات الامتاع. واستعرض ايضا، سمات الحكواتي وكيفيات المفاتيح الاولية لاختراع الحكاية وسردها.

ثم اشرك الحضور في نماذج تجريبية، فجعل كلا منهم يتلو حكاية لديه، حوّلها، وبشكل بسيط وارتجالي، من خلال مشاركة جماعية، الى نمط حكائي وتمثيلي في آن واحد: حكواتي يسرد وآخرون يجسدون تفاصيل الحكاية مسرحيا على نحو بدائي مبسط.

حلول وتجريب

ومن المقرر ان تدور الورشة في يومها الثالث (اليوم)، على تنقيح بعض المواد المختارة من حكايا قديمة واخرى حديثة، ليشتغل عليها المشرف والمشاركون. كذلك تناقش الورشة في برامجها: الحلول الفنية الممكنة للقصص التي اختيرت ببرنامجها، في الفضاء المسرحي غاية ايصال المضامين بانماط مختلفة.

ومن ثم سيجري تحديد شخصين للعمل معهما بطريقتين مختلفتين، في الوقت ذاته، كحكواتي تقليدي وآخر معاصر. ويخصص اليوم الاخير فيها، لاستعراض ما اشتملت عليه بالمجمل. ويقدم منتسبو الورشة خلال حفل ختامها، وفي حصيلة نتاجها، عرضا تجريبيا.

حاجة ماسة

أكد الدكتور سامر عمران، في تصريح لـ«البيان»، قيمة موضوعة الورشة، لما يحتله الحكواتي في موروثنا وثقافتنا من مكانة، ملمحا الى اننا بأمس الحاجة الى عصرنته، اداء ومضمونا، لانه بالاساس من أرقى صيغ التواصل الانساني.

وشكر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة، على رعايته للمسرح والمسرحيين العرب، ولدعمه وتوجيهاته للارتقاء بالمسرح، وتأتي الورشة في اطار ترجمتها، مشددا على جدوى مثل هذه الورش كون الحكواتي في مسرحنا العربي ضعيفا جدا ولا تقانة وتفرد فيه .. وذاك، برأيه، خطر لانه فن يمثل أحد المكونات الرئيسة في ثقافتنا المجتمعية والحياتية .. ولا بد ان يلامسنا ونعيشه ويعيشنا، ثم نتمثله ونتلقف الافكار والمتع والقصص عبر ثوبه المسرحي.

قص وتجريب

ينطوي برنامج الورشة على موضوعات غنية ومنهجية في المجال، يتدارسها ويجرب فيها جميع المنتسبين، خلال الايام القادمة (الى غاية السابع من سبتمبر من الساعة الخامسة والنصف وحتى التاسعة والنصف مساء).

 وفي هذا الصدد، شرعت برامجها، يوم امس، العمل على مواد قصصية تقليدية واخرى جديدة، على مستوى النص. وذلك بجانب اجراء بعض التجارب، سعيا الى خلق فضاء على الخشبة لمقاربة الحكواتي الذي يعمل في المقاهي الشعبية.

Email