حضور عربي مثير للبهجة

عرس للفن التشكيلي في باتراس اليونانية

أسامة ومنال البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

انطلق «سمبوزيوم» باتراس الدولي الحادي عشر للفن التشكيلي، وتراقصت مفردات لغته على إيقاع زرقة البحر الأبيض المتوسط التي تمازجت مع كل لوحة أبدعها خمسون رساماً قدموا من عشرين بلداً وجلبوا معهم تجاربهم المتنوعة المشبعة برائحة التنوع الحضاري.

وباتراس مدينة يونانية متوسطية تستقبل هذا العدد من المبدعين سنوياً ، وهو ملتقى للفن التشكيلي،الذي انطلق عام 2002 بجهود ومبادرة فردية تعود للفنان التشكيلي اليوناني زيرفاس باناغيوتس ميلت مدير السيمبوزيوم، ورئيس نادي اليونسكو في إقليم أخايا، الذي عمد منذ اللحظة الأولى إلى جعل الفن محور هذا الحدث بوصفه وسيلة للتواصل مع ثقافات ومنابر مختلفة عن طريق لغة الفن وليس الكلام.

ودأب التشكيليون العرب على المشاركة في الملتقى فأصبحوا يتصدرون القائمة السنوية للمشاركين فيه كما ونوعا بحيث يشكلون نسبة لا يستهان بها منها، فمثلما شارك عدد من أبرز التشكيليين العرب في دوراته السابقة، فإن الأمر لم يختلف على الاطلاق هذه السنة سواء في المرحلة الأولى من الملتقى، التي بدأت في 22 أغسطس الجاري وانتهت في 28 منه، أو في المرحلة الثانية، التي بدأت في 29 أغسطس وسوف تنتهي في الرابع من سبتمبر المقبل.

مرونة وتعدد

ويرى زيرفاس أن هدف الملتقى مرن ومتعدد الجوانب، وأن النقطة المهمة في هذا الجانب تكمن في أن الفنانين من جميع أنحاء العالم لديهم طموح وحلم لزيارة اليونان وتذوق أجزاء من الثقافة اليونانية القديمة والحديثة، موضحاً لصحيفة «البيان» أنه لا يمكن إنشاء التاريخ بالكلمات او النقد وإنما بالأعمال الفنية التي تضاف كل عام إلى مجموعة زيرفاس، التي راكمت إلى يومنا هذا اكثر من 3000 من الأعمال الفنية، والتي تُعرض في اكبر واهم المعارض التي يتم استضافتها في بلدان مختلفة.

ولأن الفن كجزء من كرامة الإنسان معبرا قويا عن هويته، كما يرى زيرفاس، فإن فكرة الملتقى لاقت ما تستحق من دعم منظمات دولية كبرى مثل منظمة الأمم المتحدة، اليونسكو، و«أكشن إيد»، و«السلام الأخضر»، ومنظمة أطباء بلا حدود وجامعات وأكاديميات الفنون الجميلة والوزارات في اليونان وغيرها من البلدان وسفارات الدول المشاركة.

ويعترف زيرفاس أنه عندما نظم الملتقى الأول لم يكن يظن بأن فكرة واحدة (فوضوية) يمكن ان تحظى بكل هذا الاهتمام والدعم من هذه المنظمات الكبيرة، مثلما يعترف بأنه فوجئ في الواقع بالعلاقة الوثيقة بين السياسة والفن، ويقول:«الفن هو ثقافة سياسية.. هو ايديولوجية السياسة المستقبلية»، بينما اضفى نجاح الحدث الأول طابعاً مؤسسياً، ولكن أعطاني الحدث الأول الكثير من الطاقة لكي أتمكن من مواصلة الدورات المتعاقبة للملتقى في ظل تطوير دائم وحالة من التواصل بين التنوعات ، كما يرى زيرفاس، الجانب اكثر ابهاجا في هذا الحدث الفني العالمي.

Email