عذابات معاقة صغيرة أعادتها إلى عالم الرواية بعد توقف 5 سنوات

مارغريت درابل:«الطفلة الذهبية النقية» مستمدة من حكاية واقعية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت الكاتبة الانجليزية مارغريت درابل، أخيراً، عن سر ومحفزات إصدارها الجديد في عوالم الرواية، الذي كان في الخريف الماضي، وهو عمل «ذي بيور غولد بيبي»: (الطفلة الذهبية النقية)، بعد توقف دام خمس سنوات، موضحة في حديث لها خلال مشاركتها في فعاليات برنامج مهرجان «أدنبرة للكتاب 2014» في اسكتلندا، قبل مدة قصيرة، أنها وبعد أن قررت التوقف عن الكتابة في أدب الخيال، ميدانها المحبب، كما أعلنت سابقا، جذبتها أسحار حكايات وقصص واقعية رأت انه لا بد أن تكتب عنها لترصد قضايا الواقع وآلام الناس وفرحهم وهمومهم.

وهو الامر الذي تجلى في موضوع روايتها المذكورة إذ استمدت حكايتها من قصة ومعايشات أسرة مقربة منها، والتي تؤشر إلى نهجها الجديد، الرابط خيوط الواقع بأحداثه وتفاصيله، مع عوالم الرواية وفضاءاتها.

بعد عن الأضواء

«بطلة (طفلة) من ذوي الاحتياجات الخاصة.. وقصة عذابات أسرتها والمرارات التي تذوقها، وكذا سماتها النبيلة وتربيتها الرفيعة». ذاك هو المحور الذي تغزل عليه مارغريت بنائية روايتها، والمستمدة، كما ذكرت، من حكاية واقعية لاناس مقربين منها، خبرتها وعايشتها عن كثب.

وكان اللافت، طوال خمس سنوات احتاجتها الكاتبة لانجاز الرواية، ذاك الصمت والبعد عن الاضواء، اللذين اختارتهما. ذلك كما اشارت صحيفة الغارديان. وتشرح مارغريت السبب: «أردت العزلة التامة لاتاحة المجال كي اغوص في تأملاتي وافكاري حول الموضوع المطروق، بسكينة وهدوء لا يفسدهما ضجيج أو أية إشادات وتخمينات.

خصوصا وأن الرواية تخوض مجالا وميدانا نفسيا وانسانيا واجتماعيا، حساسا للغاية، ينبني على الواقع ويمس شريحة مجتمعية مهمة، تحتاج منا كبير الاهتمام والتركيز على جوانب عيشها هي والاسر التي تولد فيها.. لنضيء على معاناتها ونفتح آفاق التوعية وامكانيات مساندتها بشكل تام».

وهكذا خرجت روايتها كما ترى، بمثابة دليل نفسي وأدبي وطبي، يمتطي صهوة السرد والتشويق، لينبش ويتعمق في ما يخص فئة عريضة لا تنال حقها الكامل من العناية «ذوي الاحتياجات الخاصة».

حساسية ودقة

تبين مارغريت (75 عاما)، أن هذه الرواية (وهي الرواية رقم 18 للكاتبة)، كانت صعبة للغاية عليها، وكلفتها كبير الجهد والوقت المديد، بفعل حساسيتها ودقة مفاصلها. إذ تتناول حكاية عائلة قريبة منها شخصيا (رفضت الكشف عن اسمها).

وتقول في الخصوص: «طالما رافقني وأقلقني موضوع العمل، خلال تلك الاعوام، ذلك أينما حللت وفي أي وقت. كانت الافكار تختمر في ذهني رويدا رويدا، عن كيفيات المعالجة، لكنني كنت ارتوي وادقق اكثر.. عندما اتخيل، مثلا، اعتراض وغصة الام بتأثير اية فكرة او مساق أكتب فيه. كانت ربكة وتيها لا ينتهيان.

واقول بصراحة لم يكن يتراود الى مخيلتي ان هذا العمل الذي اغوص فيه، هو للنشر.. كنت فقط منغمسة به .. اعيشه اتنفسه واعجنه وأبدل وأغير فيه، مراعية مناخات شعورية وحالات وجدانية متنوعة. وفي لحظة الاختمار والاكتمال، دفعتني وحرضتني الشجاعة لاعرض العمل مكتملا على المقربين الموثوقين.. ومن ثم على وكيلي الادبي».

1960

تعيدنا مارغريت في محطة البداية، ضمن العمل، إلى العام 1960، فتأخذنا الى الجنوب في مدينة لندن، تحديدا شارع «بلاك ستوك» حيث تقيم جيس، عالمة الانثروبولوجيا، والتي تلد طفلة جميلة، لم تدرِ حينها أنها ستكون تعيسة الحظ ومحكومة بالاعاقة مستقبلا، خاصة وأن العلم لم يكن متقدما، آنذاك، ليكشف عبر الاختبارات الجينية ان الطفلة ستكون من ذوي الاحتياجات الخاصة. وتبدأ خيوط الحبكة من هذه النقطة، لنتعرف لاحقا، على معاناة ومكابدات الام، جراء وضع ابنتها.

وتطلعنا أيضا، على مرارات كثيرة تذوقها تلك الفتاة البريئة، بلا ذنب، و من دون ان تدري كنهها او اسبابها.

نهج مختلف

تؤكد صاحبة «الطريق المشع» و«حجر الرحى»، انها غدت حاليا تكتب بهدوء وغير متعجلة، كما في فترة الشباب. وربما أن هذا التوجه الجديد سيلقى صدى وترقبا نوعيين من القراء، لما سيفرزه.

 إذ إنها تعد من بين ابرز الكتاب البريطانيين.وكانت مارغريت قد رفضت ان تدخل مؤلفاتها التنافس وخوض غمار السباق للفوز، ضمن جوائز شهيرة، ابرزها «البوكر».

Email