عرض مسرحي يتوّج ورشة تدريبية نظمت بالتعاون مع وزارة الثقافة

»الأصدقاء« من الموهبة إلى الإبداع في »دبي الشعبي«

أداء متميز للأطفال أضفى على المسرحية جاذبية وحيوية تصوير: سالم خميس

ت + ت - الحجم الطبيعي

عوالم مرح ومتعة ملأى بالعِبر، نعيشها ونحن نتابع حديث جدة تجلس في زاوية المسرح لتلقي على مسامع حفيديها »خروفة« مشبعة بالتفاصيل والوقائع، نراها تتجسد، في الوقت نفسه، على الجانب الآخر من الخشبة، في أداء مسرحي يعكس قصة الحكاية العالمية »الأصدقاء الثلاثة«، في مضمون عمل احتضنه، أول من أمس، مسرح دبي الشعبي، مثّل تتويجا لبرامج ورشة تدريبية متخصصة بعنوان »الأداء التمثيلي من الموهبة إلى الإبداع«، نظمتها »وزارة الثقافة«، بالتعاون مع المسرح، على مدار 20 يوما، وبمشاركة عشرة أطفال (بين 8 و10 اعوام).

وأشرف عليها: عبدالله صالح رئيس مجلس إدارة »دبي الشعبي«، محمد سعيد - نائب رئيس قسم المسرح في »وزارة الثقافة«. كما حضر حفل الختام الذي اشتمل على العرض، حكم الهاشمي - الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة بالإنابة، والذي كرّم في نهاية برنامج الحفل، جميع الأطفال المنتسبين إلى الورشة، والمشرفين عليها. إذ قدم لهم شهادات تقدير وجوائز رمزية.

قيم وضرورات

خرجت حكاية »الأصدقاء الثلاثة« في مسرحية صالح (إعدادا) وسعيد (إخراجا)، من مناخاتها العالمية، لتقترب أكثر من حيثيات وقصص حياتنا الاعتيادية، محليا. فتقول الكثير حول أهمية التمسك بقيم الوفاء والحب والخير.

إذ أبرزتها المسرحية، بفضل نجاح أداء الاطفال المشاركين في العمل (هم خريجو الورشة في الوقت ذاته)، في صيغة مزاوجة متقنة وناجحة مع يومياتنا، وبذا أتت بسيطة ومباشرة في لغتها وحبكتها وأدائها، مكللة في هذا المجال، بلباس تقليدي وموسيقى تصويرية ومؤثرات حسية، يمزج جميعها عناصر البيئة المحلية بإتقان، ليقدم العمل مع هذه الخصوصية، جرعات من الدروس والعبر والتوجيه محورها ضرورة ومكانة الالتزام بالتكاتف والتآزر في المجتمع.

وذلك طبعا في شكل ممتع وبعيد عن التلقين، نتعرف معه على حال صياد طالما بقي يتبجح بالمهارة ويردد مغامرات صيده الوفير، وهذا بينما هو في الحقيقة يخترع ذلك كله اختراعا، كونه ليس ماهراً ولم يوفق بصيد مرة.

مؤامرات ومغامرات

لا تطول الأيام بهذا الصياد، حتى يشرع في خوض رحلة التحدي، تحديدا عقب سخرية صديقيه منه في إحدى الجلسات، ونعتهما إياه بأنه كاذب وفاشل. فيذهب فورها، إلى الغابة مصمما على أن يصيد ويثبت أنه كفؤ وأهل لما يقول ويردد عن بطولاته.

وينتظر أياما وليالي عديدة، حتى يوفق بصيد بطة صغيرة، ولكنه يفقدها بعد أن يتآمر رفيقاه ويفكاها من الشباك، خفية، متعمدين إهانته وترسيخ صفات الفشل لديه. فيفزع عقب أن يرجع ويجد البطة هربت.

وهنا يهيم على وجهه في الغابة، وتبدأ الحيوانات في الغابة تتناقل أخبار وجود صيادين، فتقرر بعد مداولاتها، الالتزام بالتكاتف في وجه هذه المخاطر. وإثرها، تهرب البقرة التي يصطادها، لاحقا، الصياد المسكين ذاته (الفاشل). ولكن هذه المرة يكون السبب فيها، اتفاق الحيوانات في الغابة، إذ يحررونها من فخاخ الصيد التي أمسكت بها. وهكذا تنساب مشاهد المسرحية في إطار هذا المحور، لتخلص إلى جملة حكم وتأكيداتها على الدور الجوهري للتعاون.

 

كسر الجمود

أفلح العمل في الإفلات من الإغراق في جدية التناول بفعل كسره جمود الاحداث وزخمها، في محطات متنوعة، عبر جمل وأداءات حيوية تثير الضحك والسخرية، أو تصرفات وارتجالات للحفيدين (فتى وفتاة)، وهما يقاطعان الجدة التي تروي القصة. وكان اللافت، اعتماد المخرج على سينوغرافيا بسيطة، إلا انها ناجحة وقوية في أبعادها التأثيرية، وكذا في تمثيلها لتوليفة المسرحية وخصوصية أبطالها (الأطفال).

Email