الحاصلة
الحفاظ على التراث واجب وطني
يكثر الحديث دائماً عن التراث والمأثورات الشعبية وضرورة التمسك بهما وبمفاهيمهما وإبرازها والتفاخر بها. لأن هذا واجب وطني وقومي مقدس يفرض نفسه على أبناء الإمارات. بأن يكون الهدف الأول الذي يسعون إليه. لأن التراث والمأثور الشعبي يمثلان العقل الجمعي للأمة ويمثلان أيضاً هويتها الشخصية وكينونتها الذاتية التي تحفظ وحدتها ونفسيتها ومشاعرها التي تنتقل من جيل إلى آخر.
وتتعاظم أهمية حفظ التراث في مجتمع الإمارات أكثر من غيره في المجتمعات الأخرى، وذلك بسبب التحولات الاجتماعية الكبيرة والسريعة فيه، وتعرضه لموجات ثقافية من مجتمعات أخرى اختلطت بالمجتمع الأصيل وجلبت معها الكثير من تراثها، ولم تقف عند هذا الحد بل راحت في كثير من الأحيان تحاول أن تفرضه على أرض الواقع، وتسوقه ليغدو مقبولاً من أبناء الإمارات، بحيث يُخشى أن يزعزع له تراثه.
هذه الظاهرة تصدت لها المراكز التراثية الكثيرة في الدولة، وأصدرت الكثير من النشرات والكتب التي تتناول التراث. والتراث غير التاريخ رغم شدة الارتباط بينهما، إذ لا يمكن أن تتناول التراث بمعزل عن التاريخ. فالتراث يعني الماضي المستمر، وهو الفكر الذي يعبر فيه المجتمع عن نشاطات قام بها وتوحدت من خلالها إبداعات العقول.
