أكاديميون: الترجمة الأدبية تعاني أزمة ثقة

الصايغ وعلي وزويني وفرج تصوير ــ يونس يونس خلال مؤتمر صحافي ناقش تحدياتها وطموحاتها

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحديات كثيرة تواجه الترجمة الأدبية العربية، وعوائق تقف لها بالمرصاد، وطموحات كبيرة في المقابل تسعى لتقوية جسور الاتصال مع العالم، لتنقل له ثقافة المجتمع العربي المسلم، ووجهات نظر مختلفة ومتباينة أكدت على وجود أزمة ثقة، وعكسها الأكاديميون المختصون باللغة والترجمة والأدباء والكتاب المشاركون في المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة تحت عنوان "الترجمة الأدبية وأثرها في نقل ثقافة المجتمع المسلم إلى العالم".

ضم المؤتمر الصحفي جلستين شارك فيهما الشاعر حبيب الصايغ، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، والأديبة باسمة يونس المستشار الثقافي بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والدكتور ستار زويني، أستاذ علم اللغة والترجمة بالجامعة الأميركية بالشارقة، والدكتور أحمد علي، أستاذ مشارك في الجامعة الأميركية بالشارقة، والدكتور غانم السامرائي، أستاذ مشارك في الأدب المقارن بجامعة الشارقة، والشاعر والمترجم والكاتب الدكتور شهاب غانم، وادارتهما الاديبة مريم جمعة فرج والاعلامي والشاعر طلال سالم.

"البيان" التقت المتحدثين للتعرف على واقع الترجمة الأدبية الحالي، الذي يبدو أنه يعاني حالة من العجز عن مصافحة الآخر.

واجه حبيب الصايغ واقع الترجمة بكل جرأة، ولم يجعل للمجاملة أو التردد مكاناً على طاولة الحوار، فهناك أزمة ثقة حقيقية تعانيها، مشيراً إلى أن بعض الأدب المحلي قادر على العبور إلى العالمية بشرط أن يكون النص رشيقاً ويتخلى عن البلاغة المبالغ فيها.

منهجية النشر

وذكر الدكتور ستار زويني أنه من السهل أن يصل الأدب إلى العالم ولكن ثمة حاجة لمنهجية نشر وترويج ومالية لدعم المترجمين ومشروعات الترجمة، وقال: يحتاج الأدب العربي لأن يكون حاضراً في الساحة العالمية، وللأسف، أصحابه يتحدثون عنه باستحياء، رغم ما يحتويه من غنى يجعله يستحق الوصول للعالم.

ولفت الدكتور أحمد علي إلى ضرورة حضور الأدب العربي المترجم، وقال: حضوره ليس قوياً أبداً، وعلى امتداد تاريخ الترجمة، كان إسهام العربي في هذا الجانب ضعيفاً، وفي بريطانيا لم يترجم من الأدب العربي إلا 310 كتب خلال الـ24 سنة الماضية، وهذه نسبة لا تستحق الفخر بها. وطالب بإعداد المترجمين بشكل جيد، ووضع خطة جدية للتعامل مع الترجمة الأدبية.

وأكد الدكتور غانم السامرائي أن الإغراق في المحلية سبب الوصول للعالمية، وذكر أن الرواية هي أكثر الأصناف الأدبية وصولا للآخر، وقال: يُسر الرواية والقصة القصيرة يجعلهما الأكثر قبولاً، على عكس الشعر الذي قد لا يلتقط معانيه سوى المتخصصين، فالقارئ العادي يفتش عن الأسهل ويجده في النثر، ما يجعل الشعر والمسرح يأتيان لاحقاً لصعوبتهما من حيث التوصيل.

غموض

"معرفتنا باللغة تضاءلت" هذا ما أكده الدكتور شهاب غانم، مشيراً إلى أن الأشعار القديمة كأشعار المتنبي وأحمد شوقي تحتوي على جانب بلاغي جميل، ولكن ترجمتها ليست سهلة، وقال: الأمر لا يقتصر على الشعر القديم، ففي الشعر الحديث هناك شعراء يميلون للغموض والصعوبة، ما يصعب عملية الترجمة وتوصيل الفكرة. ومن خلال خبرته في ترجمة الأعمال من اللغات الأجنبية للعربية والعكس، قال: توصيل الصورة الشعرية هو الأهم، وهناك "نصوص عابرة للغات" وهي النصوص الراقية التي تستحق الترجمة، لو ركزنا على ترجمتها ستصل للآخر وتبهره.

وأكدت باسمة يونس أن تحديات كثيرة تواجه الترجمة الأدبية، أهمها اختيار المترجم للعمل، فقد يحتوي على مادة تعكس الثقافة العربية بشكل سلبي، وقالت: يجب وضع معايير معينة للاختيار، كما يجب أن يركز الكاتب في نصه على الإبداع نفسه، وليس على الرغبة في ترجمة عمله للوصول للعالمية، لأن ذلك سيؤثر سلباً على أسلوبه، ما ينتج عملاً ركيكاً لا يستحق الترجمة. وتحدثت يونس عن دور وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في ترجمة الإبداع الإماراتي ليكون جواز سفر الأدب العربي، وعن خطة الوزارة وأهدافها وآلية اختيار الكتب المترجمة.

 موضة

 

عبر حبيب الصايغ، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، عن أسفه على حال ترجمة الأعمال التي تحولت إلى "موضة" يتباهى بها الكثيرون، مؤكداً أن هناك مشكلة في التعامل مع اللغة العربية، اختصرها بقوله: لغتنا مغلقة على العصر، لم نعد نهتم بها كاللغة الإنجليزية، ولسنا قادرين على توصيلها إلى الجاليات التي تعيش بيننا، فكيف نوصلها إلى العالم؟

Email