«البابطين» تشارك في مؤتمر «حوار جنوب - شمال» الأبيض المتوسط

ت + ت - الحجم الطبيعي

شاركت مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري في المؤتمر الدولي الثالث لحوار جنوب شمال البحر الابيض المتوسط، الذي دعت إليه الحركة الأوروبية الدولية، ومقرها في بلجيكا، وعقد مؤخراً في تونس تحت عنوان "مؤسسات المجتمع المدني والقوى العامة: أية شراكة؟". وذلك بحضور رئيس المجلس الوطني التأسيسي التونسي مصطفى بن جعفر، ورئيس الحركة الأوروبية الدولية جو لاينين ورئيس المؤتمر وزير الدولة البلجيكي شارلز فارديناند ثومب. وعدد كبير من المفكرين والمثقفين من مختلف دول العالم.

التنوع الثقافي

وألقى عبدالعزيز سعود البابطين كلمة في افتتاح المؤتمر قال فيها إن الاختلاف بين البشر أمر طبيعي وهو تنوع ضروري يفرضه التواؤم مع التاريخ والجغرافيا واختلاف الظروف والأحوال، فالتنوع في ألوان البشر وألسنتهم، ودياناتهم وثقافاتهم واجتهاداتهم السياسية هو أمر موجود منذ بدء الخليقة وسيستمر حتى نهايتها، وهو يماثل التنوع في الطبيعة. معتبرا أن التفكير بإلغاء هذا التنوع البشري الحيوي هو محاولة لتدمير المجتمع الإنساني. قائلا: إذا كان هدفنا الخروج من الخنادق والأسوار إلى الفضاء الرحب فإن المدخل إلى ذلك والخطوة الأولى أن نعترف بهذا التنوع باعتباره ضرورة إنسانية لا غنى عنها.

وأن نرفض تحويل هذا التنوع إلى خطيئة بشرية يجب الاغتسال منها بالدم، كما أن الإقرار بهذه الحقيقة الأولية يدعونا إلى اعتبار هذه التنوعات متساوية في الأهمية والقيمة، وهي الخطوة الثانية في سلم الارتقاء إلى عالم منسجم متناغم.

مدن تتنفس الدخان

موضحاً بأن الاستعلاء القومي أو الديني أو الثقافي، والنظر إلى الأطراف الأخرى على أنها أطراف غير سوية أو متخلفة ومحاولة الهيمنة عليها، أو شطبها، أو إلغاء هويتها، هذه النظرة العنصرية هي التي كانت وراء كل المآسي التي عانت منها البشرية على امتداد تاريخها من حروب قومية، وحروب دينية، وحروب استعمارية، وهي التي جعلت البشرية تعيش في الخنادق ووراء الأسوار وتتنفس الدخان والموت بدل أن تتنفس الحياة.

 

 

أفق إنساني

 

 

 

قال عبدالعزيز سعود البابطين في كلمته: إن منهج مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري الذي سارت عليه منذ عقود من الزمن هو الارتفاع فوق الاختلافات الدينية والمذهبية والسياسية إلى الأفق الإنساني العام، حيث يتساوى البشر جميعاً في قيمتهم الإنسانية ويتفاضلون بعملهم وخدمتهم للآخرين.

وأكد قناعته بأنه إذا كانت الكرة الأرضية لها شمال وجنوب وغرب وشرق، وهي اتجاهات جغرافية لا بد من مراعاتها، ولكنها كما خلقها الله وخلقنا عليها هي كرة واحدة تتأثر بما يحدث في أي قسم منها، ويهمناجميعاً أن تبقى هذه الكرة وما تحتويه آمنة، مستقرة، نظيفة معافاة.

Email