ليام نيسون يكرّر نفـسه في «ذا كوميوتر»

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن الممثل ليام نيسون قد تورط في لعبة أفلام الأكشن، وهو الذي تعدى بسنوات عمره العقد السادس، ولكنه برغم ذلك لا يزال حافظاً لرشاقته، التي جاهد في إبرازها خلال أدائه لبطولة فيلمه الأخير «ذا كوميوتر» (The Commuter)، للمخرج الإسباني جومي كوليت سيرا. في وقت يرفض فيه الأخير التخلي عن نيسون، بعد أن قدم معه 3 أفلام اتخذت طابع الأكشن، بدأت في «غير معرف» (2011) وتلاها «بلا توقف» في 2014، ومن ثم «ركض طوال الليل» في 2015، ليكون «ذا كوميوتر» الرابع في قائمة التعاون بين الطرفين.

فكرة الفيلم تبدو للوهلة الأولى مثيرة للاهتمام، ولكن سرعان ما تكتشف تكرارها على يد كوليت سيرا الذي سبق له معالجتها بطرق عدة عبر أفلامه. في هذا الفيلم يلعب ليام نيسون دور مندوب تأمين، اعتاد ولمدة 10 سنوات على ركوب القطار في ذهابه إلى عمله وعودته منه، يسعى جاهداً لإعالة عائلته وتأمين تكاليف دراسة ابنه الذي يتهيأ للذهاب إلى الجامعة.

وذات يوم، يجد نفسه، خارج إطار الشركة التي يعمل فيها، بعد إنهاء خدماته. وفي طريق عودته للبيت، ينشغل «مايكل» بالبحث عن طريقة لإخبار زوجته بخبر فصله، وفي الأثناء يلتقي «جانيت» التي تعرض عليه 100 ألف دولار، مقابل التعرف على راكب جديد على متن القطار، ووضع جهاز تعقب في حقيبته، كونه شاهداً على جريمة قتل، وما إن يبدأ بالمهمة حتى يكتشف تعقيدها، لينتقل الفيلم نحو مستوى آخر، من الحركة والمواجهة، يتحول فيه نيسون إلى حماية الراكب بدلاً من قتله.

أماكن مغلقة

لا اختلاف كبير بين «ذا كوميوتر» و«بلا توقف»، فكلاهما يدوران داخل أماكن مغلقة، الأول على متن قطار، فيما الثاني داخل طائرة، وفي كلاهما يتعين على نيسون البحث عن شخص ما، لا يعرف ملامحه، فيما الاتصالات تطارده بغرض استفزازه، فتحوله إلى متهم، يحاول البحث عن مخرج له، ما يضطره إلى القضاء على أعدائه واحداً تلو الآخر، سواء على متن القطار أو الطائرة.

محاولة حصر مواقع التصوير داخل القطار مهمة ليست هينة بالنسبة لأي مخرج، ولكنها أصبحت «كليشيهات» متكررة كثيراً في أفلام هوليوود، كما شاهدنا مثلاً في «ولفرين» (2013) أو حتى في «قطار الشرق السريع» (2017) للمخرج كينث برناه، أو غيرهما،.

ولكن ما يميز مشاهد فيلم كوليت سيرا، أنه حاول تقديم مشاهد مثيرة، حابسة للأنفاس، كما في مشهد تخفي نيسون تحت القطار، هرباً من عيون رجال الأمن، وبرغم جماليتها إلا أنها جاءت ضعيفه وغير قادرة على الاقتناع، كونها جاءت مصطنعة من أجل إضافة منكهات الإثارة على الفيلم، الذي جمع نحو 13 مليون دولار على شباك التذاكر الأميركي، وهو مبلغ متواضع جداً، مقارنة مع شهرة نيسون.

 

Email