«شكل الماء» معادلة الرومانسية والفانتازيا

■ إيليزا في بداية تعارفها مع الكائن | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أخذ الفيلم الأميركي «شكل الماء» للمخرج المكسيكي الأصل غويليرمو ديل تورو الذي عرض أول من أمس ضمن مجموعة أفلام مهرجان دبي السينمائي، جمهوره إلى عوالم مختلفة وافتقدها منذ زمن بعيد في ظل هيمنة أفلام المغامرات والعنف التي تصدرها هوليوود للعالم. وصفق بحماس بعد انتهاء العرض لتكامل عناصر الفيلم وجمالياته على مستوى مضمون القصة الإنساني والسيناريو الذكي وجماليات الفرجة البصرية.

وحماسهم ليس غريباً، حيث فاز العمل بجائزة الدورة الأخيرة 47 من «مهرجان فينيسيا للأفلام العالمية» نهاية شهر أغسطس من العام الجاري، وحاز على «الأسد الذهبي» لأفضل فيلم في المسابقة، كما اعتبره معظم النقاد أفضل فيلم للمخرج ديل تورو منذ فيلمه «متاهة بان Pan’s Labyrinth”» عام 2006 .

والذي تم اختياره ضمن أفضل 10 أفلام أميركية لهذا العام. ويعتمد ديل تورو أسوة ببقية أفلامه على الفانتازيا التي تجمع بين العالم الواقعي والعالم المتخيل.

أبطال العمل

ويتعرف المشاهد في بداية الفيلم الذي تدور أحداثه في الستينيات من القرن الماضي، على الفتاة البكماء إيليزا «سالي هوكنز» التي تعيش على هامش الحياة وحيدة في شقة بجوار جارها الفنان الكهل غيلز «ريتشتارد جنكنز»، الذي تعتبره صديقها الأوحد في العالم إلى جانب صديقتها في العمل زيلدا «أوكتافيا سبنسر».

ولا يملك الجمهور إلا الضحك من الأعماق خلال الحوارات التي تدور بين الصديقتين خلال عملهما كخادمتيّ تنظيف في مؤسسة للفضاء. فزيلدا تشكو لإيليزا دائما بكوميديا سوداء تحمل مفارقات، من زوجها العاطل عن العمل.

وتبدأ أحداث القصة بعد اكتمال الصورة العامة لتلك الشخصيات التي تعاني كل منها حالة من العزلة عن محيطها، حينما يتم إحضار شحنة غامضة تتمثل في كبسولة ضخمة مليئة بالماء والتي تصدر منها أصوات مخيفة لكائن ما.

وبدافع الفضول تحاول اكتشاف سر الكائن الوحشي البرمائي الذي لم تشاهده بعد، خاصة بعد خروج الكولونيل ريتشارد «مايكل شانون» المسؤول الحكومي المكلف بحراسته مدّمى، ليطلب أحد العلماء من الخادمتين تنظيف آثار الدماء في الجناح الذي يضم بركة مياه. وسرعان ما تنشأ علاقة صداقة سرية بين الكائن وإيليزا، لتتابع الأحداث بأسلوب مشوّق بعد تفاعل بقية الشخصيات معه.

رحلة السيناريو

وتكمن جمالية قصة الفيلم في إظهار عمق الشخصيات التي يتفاعل معها المشاهد وفي مقدمتهم البطلة إيليزا والكائن، وتحولاتها التي تشعل جذوة الحياة في داخلهم على الرغم من المخاطرة.

ونجح ديل تورو في مقاربته بين الفانتازيا وبين الواقع لتشكل بديلاً «افتراضياً» في عالم تجرد الإنسان من إنسانيته، مع حرصه على دقة التفاصيل والدلائل في البداية التي تبرر النهاية، كذلك جمالية التصوير تحت الماء مثل المشهد الذي تسد فيه إليزا منافذ الحمام ليمتلئ بالماء حتى السقف، لتعيش في عوالم الكائن بعدما وجدت فيه الحبيب المنشود.

أما السيناريو فكتبه ديل تورو بداية مع جون بريون عام 2012، ونظراً لارتباط الأخير بعدة عقود، تابع مع توماس آندرسون الذي بخبرته ضبط مجرى مشاعر ديل تورو ليتشكل السيناريو بأجواء رومانسية وبمعادلة متوازنة بين الحقيقة والخيال.

قريب من الموت

قال ديل تورو في مقابلة صحفية: «كنت على وشك الموت خلال تصويري للمشهد الذي يركن فيه الكولونيل ريتشارد سيارته الفاخرة. وللأسف لم يضبط شانون كوابح السيارة فإذا بها تنحدر باتجاهي».

Email