مخرجون ومنتجون وممثلون يتحدثون عن أثرها في صناعة السينما

قنوات التواصل الاجتماعي بوابات الأفلام المستقلة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لعبت قنوات التواصل الاجتماعي دوراً بارزاً في مختلف مجالات الحياة، سواء على مستوى الفرد أو المجموعة، والشخصي والمهني. وفي هذا الإطار استطلعت «البيان» في أروقة مهرجان دبي السينمائي الدولي، آراء صناع السينما المستقلة من الفيلم القصير والوثائقي إلى الدرامي الطويل حول دور هذه القنوات في الترويج للأفلام السينمائية المستقلة التي لا تملك ميزانية هوليوود أو بوليوود أو السينما المصير في الترويج لأفلامها، وأثرها على إنجازهم الخاص كمنتجين ومخرجين أو ممثلين أو فنيين.

تقول سارة العبيدي مخرجة الفيلم التونسي بنزين: «دور هذه القنوات مهم جداً، فأنا أتابع عليها ما يكتبه الجمهور على صفحات «فيسبوك» عن فيلمي الجديد. وتكمن أهميتها في انفتاحها على جميع الفئات في المجتمع، خاصة للترويج للأفلام في السينما، كما ينتظر صناع السينما بفارغ الصبر خروج الجمهور بعد انتهاء فيلمهم لمعرفة ما سيكتبونه على قنوات التواصل».

تفاعل

ويصف المخرج المسرحي والسينمائي لوسيان بورجيلي أثر تقنيات التواصل الجديدة بقوله: «قناعتي كاملة بوسائل التواصل هذه سواء للتعريف بالفيلم بالنسبة للجمهور أو الإعلام، خاصة وأن الأفلام المستقلة التي تحمل رؤية تختلف عن التجارية محدودة الميزانية. وهي برأي أكثر ديمقراطية وعدالة وتعطي مجال ليشكل الناس قناعاتهم الخاصة والتفاعل معها بعيداً عن دور «المتلقي» التقليدي كما في السابق، وتشكل تعليقاتهم حافزاً أكبر لحضور العمل وتقييمه بأنفسهم.

وبصفتي مخرج أحصل على آراء وانطباعات الجمهور بصراحة أكبر. يكفي القول إن هذه القنوات غيرت مسيرتي المهنية فمنذ «فيسبوك» ازداد جمهور مسرحياتي بنسبة لا تقارن بزمن الملصقات الترويجية. أما كاتبة السيناريو والمنتجة الأميركية شانون إميجه التي يعرض الفيلم المشاركة فيه «لولي بوب» فتقول: «أصبح الترويج للأفلام بفضل القنوات أكثر سهولة وسرعة وانتشاراً خاصة بالنسبة لمن لا يملكون ميزانية تغطية نفقات المعنيين بالترويج. أما نصيحتي التي أعتمدها فيما يتعلق بمرحلة ما بعد العرض فهي «عدم قراءة التعليقات».

وتصف فريدة مرزوق مديرة تصوير فيلم «تونس في المساء»: «تأثيرها على صناعة السينما يفوق الوصف، حيث يتم تخصيص صفحة للفيلم المستقل ومشاركته مع الآخرين، والكل على علم بأخبار صناعة الأفلام حتى الأخبار الصغيرة منها. أما سلبياتها فتتجلى في فهم الفيلم بصورة خاطئة وبالتالي يُخشى من تعميم هذا الانطباع. وبالمجمل حتى الانطباعات السلبية تساهم في الترويج للعمل».

تمويل

وتتناول الشابة عايشة أمين خريجة جامعة سميث لصناعة الأفلام في الولايات المتحدة المقيمة في أبوظبي دور هذه القنوات من منظور آخر قائلةً: «التأثير كبير بالنسبة للمخرجين الشباب في السينما المستقلة، خاصة فيما يتعلق ببحثهم عن تمويل أو منح وعليه يحرصون على تسويق أنفسه كمخرجين وفيلمهم المقترح. آخذين في الاعتبار إما عدم توفر وكيل لهم أو غياب هذه المهنة المحورية في صناعة الأفلام بالعالم الثالث. أما بالنسبة لي فبدأت بفيلمين وثائقيين عن تجارب إنسانية وحالياً فيلم درامي قصير».

تقول مخرجة الأفلام علياء يونس أستاذة السينما بجامعة زايد: «تلعب وسائل التواصل على «الأون لاين» دوراً جوهرياً، حيث لا يتاح للشباب معرفة أفلام السينما المستقلة من خلالها وبالتالي مشاهدتها على اليوتيوب.

وهو وسيلتهم الأكبر للترويج لها خاصة وأن المهرجان تقام لفترات قصيرة. ولولاها لما كان لها هذه النسبة العالية من الجمهور خاصة في العالم العربي. أما العائد المادي لصناعها لا يحصلون عليها إلا إن وجدت أفلامهم طريقها إلى التلفزيون وبالطبع عددها محدود جداً. ربما سيتم ابتكار محطة تشبه «نيت فليكس» لتكون متخصصة بهذا النوع من الأفلام وبالتالي يحصل صناع تلك الأفلام على عائد مادي».

«بعيد جداً»

أما المخرج ميلاد نصيري المقيم في الإمارات والذي يعمل حالياً على فيلم قصير درامي مشوق مدته 15 دقيقة يتم تصويره في المنطقة وهو بعنوان «بعيد جداً» فيقول: أعتقد أنها تلعب دوراً في الترويج لـ«بروفايل» المخرج أو الممثلين، أي يتم التعريف بنا وليس بالأفلام.

ويقول آدم ستون الممثل والكاتب والمنتج المشارك في فيلم «بعيد جداً» باللغة الانجليزية: «أنزلنا على المواقع مقطعاً ترويجياً من الفيلم بهدف البحث عن ممولين له. ومدة النص 90 إلى 100 دقيقة والتقينا اليوم بعدد من المنتجين المهتمين. ومنذ اليوم الأول فتحنا صفحة للفيلم على الفيسبوك والانستغرام، ليعرف الناس بالمشروع كما تمت دعوة الممثلين لاختبارات القبول على هذه المواقع، والذين تم التواصل معهم لمقابلات، وسرعان ما اتسعت الدائرة لمشاريع فنية أخرى».

تفاؤل

وتضيف زميلتهم الممثلة كريستينا مهيا: «للأسف لا يوجد في المنطقة حتى اليوم وكيل متخصص يمثل الممثلين كما في الإعلانات التجارية، وعليه نعتمد على وسائل التواصل في التعريف بأنفسنا أو التواصل مع الغير للحصول على عمل في مهنتنا، ونحن حريصون على مساعدة بعضنا البعض في هذا المجال». ويبدو ويليام غروفز أكثر تفاؤلاً بقوله: «صناعة السينما في المنطقة لا تزال في المهد وتستقطب المواهب من مختلف الثقافات».

Email